إرجاء الجلسة العامة ل«النواب» لإعلان برنامج الحكومة نصف ساعة    محافظ أسيوط يستقبل الأنبا «بيسنتي» والأنبا «ثاؤفيلس» بعد تسلم مهامه    وفد رفيع المستوى من التعليم العالي والجامعات المصرية يزور الجامعات الألمانية    شيخ الأزهر لسفراء الدول العربية والإسلامية بتايلاند : عليكم مسؤولية كبيرة في فضح الانتهاكات التي يتعرَّض لها أبناء غزة    انخفاض الدواجن وارتفاع الحديد وثبات البنزين..خريطة أسعار السلع اليوم الاثنين 8-7-2024    محافظ أسوان: الاهتمام بالمواطن وتسخير الإمكانيات لتلبية مطالبه من أولويات الدولة    النائب أمين مسعود: المصريون يأملون الكثير من الحكومة الجديدة في ملف الإسكان    قطع المياه عن مركزي مغاغة والعدوة والقرى التابعة لهما.. تعرف على السبب    الأمم المتحدة: تدهور الوضع الإنسانى فى أوكرانيا وتعطل إمدادات الطاقة والمياه    رئيس وزراء فرنسا يتوجه إلى قصر الإليزيه لتقديم استقالته رسميا لماكرون    تراجع عدد النساء المنتخبات داخل البرلمان الفرنسى    «الأسرع في البطولة».. مبابي يسجل رقمًا قياسيًا ب «يورو 2024»    مودرن سبورت يعلن الامتناع عن أي أحاديث إعلامية حول أحمد رفعت انتظارا للتحقيقات    «اللي إيده في الميه».. رد مثير من عضو اتحاد الكرة بشأن طلب إلغاء الدوري    «بيخطفوا التليفونات».. ضبط 6 لصوص بالقاهرة    تزامنا مع الموجة الحارة.. ارتفاع نسبة إشغال شواطئ الإسكندرية إلى 80%    حبس السائق المتسبب فى سقوط سيارة بالنيل فى المعادى    المنيا: ندب الطب الشرعي لتشريح جثة خمسيني عثر عليه في حالة تعفن في سمالوط    بلاغ للنائب العام ضد حسام حبيب لنشره فيديو لشيرين عبدالوهاب داخل شقته    علاء عابد ل"اكسترا نيوز": ملف النقل شهد نقلة كبيرة فى عهد الرئيس السيسى    وزير الصحة يصدر قرارا بشأن صرف العلاج المجانى للمترددين على العيادات الخارجية    «مجاور» يتفقد المخازن اللوجستية بالعريش ويؤكد: سنعمل على ملف المساعدات طبقًا لتوجيهات القيادة السياسية    مستشار رئيس وزراء المجر: زيارة أوربان لروسيا وأوكرانيا كانت لبحث إمكانية وقف إطلاق النار    بورصة الكويت تغلق تعاملاتها على ارتفاع مؤشرها العام 68.46 نقطة    رابط نتيجة تنسيق رياض الأطفال بالرقم القومي 2024 محافظة الإسكندرية    7 نقاط تلخص التعاون ببن مبادرة «ابدأ» والوكالة الأمريكية للتنمية    محمود فوزي: الحكومة ستحضر بكامل تشكيلها لعرض الملامح العامة لبرنامجها    «لا تحزن إن الله معنا».. موضوع خطبة الجمعة القادمة    مهرجان العلمين يبهر الزوار.. اقتراب الحدث الترفيهي الأكبر بالعالم العربي (فيديو)    حزب الله يعلن مقتل أحد عناصره فى غارات إسرائيلية على بلدة القليلة جنوب لبنان    غداً.. مكتبة الإسكندرية تناقش مستقبل التعليم في عصر الثورة الرقمية    وزير الإسكان: المشروعات القومية وراء تزايد أنشطة القطاع العقاري السنوات السابقة    وزير الصحة يعقد اجتماعا لمناقشة مشروع التطوير المؤسسي للوزارة بالتعاون مع «الصحة العالمية»    الكشف على 1385 حالة في قافلة طبية مجانية ضمن «حياة كريمة» ببني سويف    أشرف عقبة: يجب التخلي عن الرغبة في الحصول على المناعة القوية.. «نريدها متوازنة»    القبض على عاطلين سرقا مشغولات ذهبية من داخل مسكن بالسلام    لطلاب الشهادة الإعدادية 2024.. شروط الالتحاق بمدرسة المتفوقين بعين شمس    روما يحسم أولي صفقاته الصيفية    لمواليد برج الدلو.. ماذا يخبئ شهر يوليو لمفكر الأبراج الهوائية 2024 ؟ (التفاصيل)    وزير الرياضة يكشف آخر مستجدات التحقيق في أزمة أحمد رفعت    مصر تتأهل للدور قبل النهائي فى بطولة الأهرامات الدولية للمكفوفين    الجارديان: إسرائيل متهمة بمحاولة تقويض اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة    السيسي يشهد عددا من الأنشطة والتدريبات الرياضية بالأكاديمية العسكرية    كامل الوزير: حان الوقت لإزالة كافة التحديات والمعوقات التي تواجه توطين صناعة السيارات    تنسيق الجامعات 2024، كل ما تريد معرفته عن كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي بجامعة حلوان    طارق الشناوي يكشف تطورات صادمة عن أزمة شيرين عبدالوهاب: تتعرض لعنف وسادية    28.6 مليون جنيه.. إجمالي إيرادات فيلم جوازة توكسيك في 5 أيام عرض (تفاصيل)    تأجيل محاكمة المتهمين في قضية رشوة وزارة التموين ل 5 سبتمبر    عقب قصف مدرسة للنازحين.. الكويت تطالب بمحاسبة الاحتلال على جرائمه في غزة    مواجهة جديدة بين الأرجنتين وكندا في كوبا أمريكا 2024    ضوابط توزيع درجات الرأفة على طلاب الثانوية الأزهرية 2024    "توافر".. تفاصيل خدمة رسمية لتوفير الأدوية الناقصة (رابط وبيانات)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 8-7-2024 في المنيا    احتفالات الأطفال بالعام الهجري الجديد.. «طلع البدرُ علينا»    الأزهر العالمي للفتوى يوضح 4 فضائل لشهر المحرم.. «صيامه يلي رمضان»    خبير تحكيمي يوضح مدى صحة ركلتي جزاء الزمالك أمام الإسماعيلي في الدوري    دعاء في جوف الليل: اللهم يا صاحب كل غريب اجعل لنا من أمورنا فرجًا ومخرجًا    هل العمل في شركات السجائر حرام؟ مبروك عطية يجيب (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القاهرة التاريخية.. كنوز فى انتظار الإنقاذ
فريسة للإهمال والحرائق
نشر في الوفد يوم 09 - 02 - 2022

بنت المعز القاهرة حتى الصباح ساهرة.. جميلة رقيقة نبيلة مسامرة
هكذا تغنى الشعراء بالقاهرة التاريخية وجمالها، ولكن هذا الجمال تم إهماله عقودًا طويلة، وأغرقته الأزمات، وبين الحين والآخر شوهته الحرائق فأكلت بعضه وحطمت بعضا آخر.
تكرار الحرائق فى منطقة القاهرة التاريخية طرح سؤالا جوهريا يتكرر دوما وهو متى تتوقف؟
الحكومة تراهن على مشروع تطوير القاهرة التاريخية، وتؤكد أنه سيكتب نهاية الحرائق فيها، وسيعيد إلى المنطقة جمالها وبهائها ووجهها الحضارى.
منذ 24 عاما وتحديدا فى عام 1998 تم الإعلان عن تطوير القاهرة التاريخية، ولكن يد التطوير اقتصرت على مناطق محدودة، كان على رأسها شارع «المعز»، الذى اعتمدته اليونسكو فى عام 2009 كأكبر متحف اسلامى مفتوح فى العالم، وبعد هذا التاريخ توقف التطوير حتى تم الإعلان مؤخرا عن خطة شاملة لتطوير القاهرة التاريخية، الممتدة على مساحة 50 كيلو مترًا مربعًا، وتضم أكثر من 4 آلاف مبنى وموقع تاريخى وإسلامى متميز.
تتضمن الخطة إعادة تأهيل وتطوير تلك المواقع وإعادتها إلى مكانتها المتميزة على خريطة السياحة العالمية، من خلال استحداث بعض الفنادق والوكالات، وتطوير المناطق التى توجد بها هذه الآثار، وإعادة تأهيل بنيتها الأساسية، وإزالة الأنشطة غير الملائمة لطبيعة وروح المناطق التراثية ولكن هناك معوقات هى تواجد القاهرة التاريخية داخل المناطق السكنية وتواجد عدد كبير من الأنشطة التجارية حولها مما يجعلها دائماً فريسة سهلة للكوارث والأزمات.
الملف التالى يرصد آراء جمعيات الجهات المعينة فى حرائق القاهرة التاريخية.
الحرائق عرض مستمر
على مدى 8 سنوات متواصلة لم تتوقف الحرائق فى منطقة القاهرة التاريخية، وفى الغالبية العظمى منها كان الجانى هو «التوصيلات الكهربائية المخالفة» ومع انتشار تلك التوصيلات توالت الحرائق، منذ حريق الموسكى عام 2014، وهو الحريق الذى شب نتيجة انفجار بعض الألعاب النارية والشماريخ، فى مخازن بحارة اليهود بالموسكي؛ تسببت فى اشتعال النيران ببعض الأقمشة والبضائع ونتج عنها الحريق الذي التهم نحو 60 محلا تجاريًا ومخازن، واستمر الحريق لمدة 13 ساعة متواصلة.
تلى ذلك حريق الدور السابع بسنترال الأوبرا بميدان العتبة، عام 2015؛ نتيجة ماس كهربى، ثم امتدت النيران للمكاتب الإدارية المتواجدة بالطوابق 5 و6 و8 ونتج عنها احتراق المكاتب الإدارية، ونتج عن الحريق إصابة فرد أمن بالشركة المصرية للاتصالات، باختناق نتيجة الحريق وتم نقله لمستشفى الهلال لتلقى العلاج، لم تحدث ثمة إصابات أخرى نتيجة الحريق.
وفى 9 مايو 2016 نشب حريق هائل فى متعلقات الباعة الجائلين بشارع الرويعى بمنطقة العتبة، تم على إثره الدفع ب25 سيارة إطفاء فى محاولة للسيطرة على النيران، وأسفر الحريق عن وقوع 3 مصابين، وإصابة 8 أفراد من رجال الحماية المدنية وقدرت الخسائر المبدئية بحوالى 400 مليون جنيه، وذلك بعد تفحم ما يقرب من 245 مخزنًا ومحلًا بالمنطقة بداخلها بضائع أقمشة وملابس وأحذية، وغيرها من أدوات الحفظ التى كانت تحتوى على مواد قابلة للاشتعال.
وشهد نفس العام اندلاع حريق هائل فى أحد العقارات بمنطقة الغورية التابعة لحى الجمالية بوسط القاهرة، وانتقلت ألسنة اللهب المتصاعدة إلى 5 محال أقمشة بنفس العقار، و15 فرشة للباعة الجائلين، ونجحت قوات الحماية المدنية فى إخماد الحريق بعد أن دفعت ب15 سيارة إطفاء، وقد طالب بعدها خبراء الآثار بضرورة نقل الأسواق المخصصة للبيع بأسعار الجملة إلى مناطق خارج القاهرة الفاطمية، للعمل على إنشاء أسواق متحضرة بديلة فى قلب القاهرة، وما لحق بالتجار وقتها بمنطقة الغورية من خسائر باهظة وصلت إلى 50 مليونا.
وفى 2018 شب حريق بالطابق الرابع بمستشفى الحسين الجامعى، وامتد إلى 3 طوابق أخرى، والتهمت النيران مدرج قسم العيون بسبب ماس كهربائى، وأسفر عن إصابة 5 أشخاص باختناق.
وكان عام 2019 هو الأكثر بالنسبة للحرائق فى القاهرة التاريخية، فشب حريق فى خان الزراكشة بمنطقة الأزهر، ورغم أن النيران لم تمس خان الزراكشة الأثرى، وقتئذ، فإنها دقت ناقوس الخطر حول تلك المبانى، التى تحيط بها المتاجر والوصلات الكهربائية من كل اتجاه.
ومع ذلك وفى نفس العام وقع حريق ثان فى القاهرة التاريخية وتحديدا فى حارة اليهود، التى يتخطى عدد المحال بها 200 محل يعمل معظمها فى مجال الملابس واستمر الحريق لأكثر من 6 ساعات، وبعد محاولات مضنية من رجال الحماية المدنية تمت السيطرة على الحريق ومنع كارثة كانت ستحدث لو امتدت النيران إلى العمارات المحيطة بالحارة، وكشفت تحقيقات النيابة عن أن حجم الخسائر من 30 إلى 50 مليون جنيه.
وفى ذات العام تكرر الحريق للمرة الثالثة ولكن هذه المرة كان فى سوق الخضار.
والتهم أكثر من 80 محلاً وباكية لإكسسوارات المحمول وأجهزة التصوير، حيث وقع الحريق فى تمام الساعة الخامسة فجرًا دون وجود خسائر فى الأرواح بفضل تعاون الأهالى وأصحاب المحلات ورجال الحماية المدنية فى إخماد الحريق وكان السبب هو ماس كهربائى، وخسائر تقدر ب150 مليون جنيه بحسب تجار المنطقة.
وخلال عامين متتالين شهدت التوفيقية حريقين أولهما فى 20 يوليو 2020، ووقع داخل مخزن قطع غيار سيارات على مساحة 80 مترا بالطابق الثامن، لكن تم السيطرة عليه سريعا، بواسطة رجال الحماية المدنية بالقاهرة حرائق التوفيقية 2021.
ثم شهدت منطقة التوفيقية حريقًا كبيرًا التهم 22 محلا تجاريا بالسوق الشهيرة لقطع غيار السيارات، قبل أن تتمكن الحماية المدنية من السيطرة عليه دون إصابات، من خلال 13 سيارة إطفاء وخزانين، وتبين من الفحص أن الحريق اندلع فى عقارين، مسفرًا عن خسائر مادية قدرت مبدئيا ب5 ملايين جنيه.
وأخيرا كان الحريق الذى شب قبل أيام قليلة بشارع الأزهر قرب مسجد الحسين نتيجة احتراق كابل كهربائى امتد لعقارين وأسفر عن 12 مصابًا بحالات اختناق.
الحكومة تراهن على مشروع التطوير
فى الأيام الماضية نشب حريق بأحد العقارات المجاورة لمسجد الحسين بسبب احتراق «كابل كهربائى»، وامتد الحريق لعقارين فى شارع الباب الأخضر خلف المشهد الحسينى.. وتصدت الحماية المدنية للحريق، وسيطرت عليه بمشاركة 10 سيارات إطفاء وتمت محاصرة امتدادها للمبانى المجاورة وحماية مسجد الحسين، وأكدت وزارة الأوقاف عدم تضرر مسجد الحسين بأى سوء بسبب الحريق مع انتظام أداء الصلاة فى مواعيدها.
ولكن الحريق أثار من جديد المخاوف على المناطق الأثرية فى القاهرة التاريخية، وهى منطقة تشتهر بكثافة سكانها ومتاجرها، وشوارعها الضيقة التى تقف فى بعض الأحيان حائلاً أمام دخول سيارات المطافئ لإخماد النيران.
نفس المخاوف كانت قد دفعت الحكومة إلى وضع مخطط شامل لتطوير وإحياء القاهرة التاريخية وذلك ضمن خطة إعادة الرونق الحضارى للعاصمة وتعظيم الاستفادة من هذه المناطق.
وتشمل هذه الخطة، بحسب بيانات صندوق التنمية الحضرية، مناطق: الدرب الأحمر والجمالية والحسين ومناطق بحى الخليفة، والتى تضم عددا كبيرا من الآثار الإسلامية والمبانى التراثية.
وتراهن الحكومة على أن تطوير القاهرة التاريخية سيحقق نقلة حضارية للعاصمة،
ويعيد الشكل الحضارى والجمالى للمناطق التراثية والتاريخية وسيقضى تماما على التشوه العمرانى الذى ضرب أحياء القاهرة القديمة، بجانب إعادة إحياء القاهرة التاريخية كما كانت فى سابق عهدها والقضاء على الإهمال الذى لحق بها على مدى عقود طويلة، وكشف تقرير حكومى أن المشروع سيتكلف 30 مليار جنيه.
يرتكز المشروع، والذى يرتكز على إعادة إحياء المبانى التراثية ذات القيمة العالية وإعادة توظيفها لدمجها فى النسيج العمرانى للمنطقة وإعادة تأهيل المبانى ذات الحالة الجيدة والمتوسطة لتحسين الطابع العمرانى، مع دراسة إمكانية تغيير استخدامات المناطق الخالية والخربة والمبانى ذات الحالة المتدهورة غير ذات القيمة، بحسب الاحتياجات المطلوبة لاستكمال النسيج العمرانى.
وتشتمل الخطة على تطوير منطقة باب زويلة وحارة الروم ومسجد الحاكم، يوجد مشروع للتأهيل العمرانى لمنطقة باب زويلة إلى حدود منطقة الدراسة، وتبلغ مساحتها الكلية 64 ألف م2، يتضمن الدراسات الخاصة بالوضع الراهن من ناحية الهيكل العمرانى والحالة العامة للمبانى بالمنطقة والقيمة المعمارية لها واستعمالاتها.
كما يتضمن المخطط تطوير الجمالية بإعادة تأهيل وترميم المنطقة السكنية حول مسجد الحسين (الجمالية) المدرجة ضمن التراث العالمى باليونسكو، ومن المقرر أن تتضمن مشروع خان الحسين للحرف اليدوية، بحيث يضم فندق 4 نجوم، ومنطقة بازارات، ومطاعم، ومنطقة مدرسة حرفية للتعليم والتدريب على الحرف اليدوية، لإحياء هذه الحرف، على غرار مدرسة بيت جميل بالفسطاط، إلى جانب فندق المسافر خانةý.
ويشمل المخطط ترميم البيوت التراثية والشوارع الواقعة فيها، حيث تضم 35 منزلا تراثيا بالحجر، يتم إعادة تأهيلها، وتحسينها وصيانتها، مع دراسة تحسين واجهات جميع المبانى المتبقية وعددها 200 منزل.
منطقة الحطابة، أيضا تندرج ضمن مخطط التطوير، وتشمل مجموعة من مبانى العصرين المملوكى والعثمانى والمبانى التاريخية والدينية المميزة، و67 ورشة حرفية أغلبها يدوى، ومركز صناعة منتجات تطعيم الصدف بالقاهرةý.
ويستهدف المخطط ترميم وإعادة إحياء المبانى التراثية والتاريخية، وإعادة بناء الأراضى الفضاء والمبانى الخربة كمبانٍ سكنية، وحرفية، وتجارية بالتعاون مع السكان، وإحياء المسارات السياحية وربطها بسياحة القلعة، والسلطان حسن والدرب الأحمر، وتطوير ممشى سياحى، إلى جانب تطوير الحرف التراثية مع الحفاظ على النسيج العمرانى، وإشراك أهل الحطابة فى مشروعات تطوير درب اللبانة والدرب الأحمر بالمنتجات الحرفية واليدوية.ý
خطة التطوير تتضمن أيضا تجديد منطقة «سوق السلاح»، لتصبح مسارا لعرض جميع الفصول التاريخية التى مرت على القاهرة التاريخية بداية من العصر الفاطمى المتمثل فى المقامات القديمة إلى العصر الحديث مرورا بالعصرين المملوكى والتركى.
ويتضمن المقترح إمكانية إعادة التأهيل بأنشطة مختلفة تجذب الزوار المهتمين بالزيارات الدينية، أو الحمامات الشعبية، أو تطوير الطبيعة السكنية والمجتمعية، أو توزيع وإدارة المياه فى المدينة القديمة، أو أصول الحرف التقليدية، مما يضمن وجود حركة سياحية وثقافية مستمرة، كما تم اقتراح إمكانية إضافة إقامة سياحية بالمسار لتحفيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية. المنطقة المحيطة بمسجد الحاكم وباب النصر وباب الفتوح على مساحة 14 فدانا، وحدودها شارع الجمالية شرقا وشارع المعز غربا وشارع الضبابية جنوبا.
المنطقة المحيطة بمسجد الحسين أيضا تأتى ضمن خطة التطوير وتشمل المنطقة المحددة بشارع الأزهر جنوبا وشارع سيد الدواخلى شرقا ومن الغرب شارع أم الغلام والدرب الأحمر وشمالا حتى تقاطع شارع قصر الشوق مع الجمالية بمساحة 13.7 فدان.
كما تندرج منطقة درب اللبانة ضمن مخطط تطوير القاهرة التاريخية على مساحة 10.5 فدان، وتشمل منطقة قلب درب اللبانة المحددة بشارع سكة الكومى شرقا وسكة المحجر وميدان صلاح الدين (ميدان القلعة) جنوبا، والجزء المطل على شارع الرفاعى غربا.
تشمل الأعمال إعادة ترميم واجهات المبانى، وإقامة عدد من المشروعات التعليمية، والثقافية، إلى جانب إنشاء فندق، وسوق تجارى، وموقف سيارات.
كما يشمل مقترح التأهيل المعمارى لمنطقة مسجد الحاكم على مساحة 52 ألف م2، إقامة فنادق تراثية وإحياء لوكالات قديمة مندثرة، وإنشاء جراج متعدد الطوابق، وساحة رئيسية، وساحة أنشطة سور القاهرة، ومطاعم وأنشطة سياحية وتجارية.
ومن المستهدف تنفيذ مخطط كامل لشبكة الطرق والشوارع بالقاهرة التاريخية واعتماد مخطط مرورى للمنطقة، ومسارات للمشاة، ويتم إجراء حصر شامل للأماكن الخربة والمناطق الفضاء وملكياتها للاستفادة بها فى أعمال التطوير.
وسائل الأمان غائبة
«الوفد» انتقلت إلى القاهرة التاريخية ورصدت آراء سكانها، وأصحاب المحلات حول تطوير المنطقة.
يقول محمد يوسف صاحب أحد المحلات التجارية بمنطقة شارع الأزهر، إن معظم الكوارث والحرائق فى القاهرة التاريخية تكون بسبب أخطاء بشرية داخل المناطق الأثرية وهى حوادث فردية ولكن نظراً لاكتظاظ المنطقة بالسكان والمحلات التجارية والمواطنين لشراء احتياجاتهم تكون العواقب كبيرة، واضاف: معظم المحلات بها أنظمة حريق بدائية مثل طفايات حريق وغيرها، ولكن لا تستطيع السيطرة على الكوارث الكبرى، خاصة أن المناطق يصعب وصول قوات الحماية المدنية، بسبب ضيق الشوارع.
وقال سيد عبدالحميد صاحب ورشة حدادة بمنطقة الجمالية، إنه منذ فترة تم التواصل مع أصحاب المحلات من أجل نقلهم إلى منطقة شمال الحرفيين عبر محافظة القاهرة مع اقتراح تعويضات، ولكن هذه التعويضات جاءت مخيبة لآمالهم لأنها أقل من السعر التجارى بالمناطق التاريخية ومعظم تلك المحلات أثرية أيضاً لأنه لا يوجد بناء منذ فترة طويلة بالمنطقة، وهناك تفاوض يتم حتى الان بين أصحاب المحلات والحكومة من أجل الوصول إلى حل وسط لأنها منطقة تاريخية ولكنها فى ذات الوقت هى مصدر رزقنا أيضاً.
وأكد يوسف على صاحب محل تجارى بشارع المعز، أن عددا من مسئولى الحى اجتمعوا مع الأهالى وأصحاب المحال قبل حوالى 3 أشهر، لعرض مقترحات بالتعويضات المالية، عقب رفض البعض الانتقال لمنطقة أخرى غير محل سكنه نظراً لأنها تعود لسنوات عديدة وهناك بيوت كاملة تسكن بها أسر من عائلة واحدة وكان التعويض المقترح من 30 إلى 35 ألف جنيه للمتر لصاحب المحل، والبعض وافق والبعض الأخر رفض ذلك السعر وهناك مستأجرون للبيوت والمحلات بعقود إيجار قديم(مفتوح) تدفع مبالغ زهيدة وهى تطالب بنسبة من سعر المتر.
من جانبه قال احمد مصطفى، تاجر
ادوات كهربائية بمنطقة الغورية، إنه فى كل واقعة حريق داخل الاسواق يتهم الماس الكهربائى، مطالباً بتشديد الرقابة على تلك المناطق التجارية ومعرفة بيانات العاملين بها وتحديد شروط لكل من يبحث عن العمل داخل المناطق التى يقع بها حوادث حريق ووضع كاميرات مراقبة داخل المخازن والسلالم الداخلية للكشف عن كل من يتعمد الاهمال داخل المخازن ويؤدى إلى خسائر كبيرة على التجار وعلى الدولة وينال سكان المنطقة جزء من الخسائر بسبب ذعرهم من وقوع الحوادث باستمرار دون توقف.
واشتكى سيد فرج من سكان العتبة، من تكرار وقائع الحوادث دون توقف، مؤكداً أن أطفاله الثلاثة يعيشون فى رعب مستمر بسبب نشوب الحرائق فى المحلات المجاورة واخراج كافة السكان وافراد الاسرة من وسط النيران مما يسبب ضغوطًا نفسية خطيرة.
من جانبه أعلن صندوق التنمية الحضارية أنه سيتم نقل الورش والمحلات فى القاهرة التاريخية التى لا تصلح أن تكون فى هذه المنطقة ذات القيمة التراثية، لافتًا إلى أنه من المخطط نقلها خارج حدود المنطقة، هذه المهن منها السباكة والنجارة والحدادة والميكانيكا وتصليح السيارات، والأماكن البديلة للنقل لن تكون بعيدة عن تلك المنطقة ولكن ستكون داخل مجمع ورش مساحته 60 فدانا بجوار محور جيهان السادات، وتعمل محافظة القاهرة على إنشاء مجمع شمال الحرفيين فى حى منشأة ناصر، حيث يستهدف المشروع إخلاء منطقة القاهرة التاريخية من الورش التى لا يتناسب وجودها مع طبيعة المكان وأهميته التاريخية والسياحية.
خبراء: العشوائية تهدد حضارة ألف عام
«تطوير القاهرة حلم يجب استكمال تحقيقه».. هكذا أكد خبراء العمران والآثار.
طارق المرى، استشارى الحفاظ على التراث وخبير مركز التراث العالمى باليونسكو، أوضح أن القاهرة بها عبق وتراث تاريخى عبر ما يزيد على ألف سنة ويزيد ولا يزال هذا التراث حتى الآن.. وقال «مدينة القاهرة تتقلب بين حضارات وحكام من ثقافات مختلفة؛ سكن فيها بشر من كل الأعراق والأجناس، وترك الجميع أثره وبصمته، لتتشكل فى الأخير «القاهرة التاريخية» التى نعرفها اليوم بكامل سحرها، ومسجلة ضمن التراث العالمى مع نهاية سبعينيات القرن الماضى.
وأضاف استشارى الحفاظ على التراث: إن استمرار أعمال تطوير القاهرة التاريخية والعديد من المناطق بالعاصمة، يؤكد على العمل الدائم من الدولة والقيادة السياسية لتغيير شكل القاهرة، والعودة لوجهها الحضارى وإزالة العشوائيات والغبار عنها، حيث يتضمن المشروع عودة القاهرة التاريخية إلى صدارة أنشطة السياحة للمزارات الدينية فى العالم، مع إزالة العديد من المناطق العشوائية غير المخططة، وتعتمد استراتيجية تطوير القاهرة التاريخية على عدد من المحاور، أهمها، الحفاظ على المبانى الأثرية ذات القيمة، من خلال الترميم وإحياء النسيج العمرانى التاريخى، بجانب إجراء حصر للأنشطة غير الملائمة لطبيعة المنطقة التاريخية، وتخصيص أماكن بديلة لها، وتأهيل الأحياء العمرانية ذات القيمة التاريخية، وإعادة استخدامها بالشكل المناسب لها.
وأشار «المرى» إلى أن عملية تطوير القاهرة التاريخية تتم دون المساس بالخريطة السكانية، بينما يتم إزالة الأنشطة الخطرة، ومنها مغالق الخشب ومصانع الثلج والورش التى تحتوى على مواد خطرة ومخازن الأقمشة والتى تساعد فى الاشتعال وقت الحرائق، وكذلك تحويل المبانى السكنية إلى أنشطة تجارية، مع الإبقاء على الحرف اليدوية الأصيلة فى تلك المناطق، وتتضمن مناطق التطوير العاجلة حالياً طبقاً لمخطط التطوير مناطق مسجد الحاكم بأمر الله، وباب زويلة، وحارة الروم ودرب اللبانة والفسطاط، ومسجد الحسين والأزهر، وتهدف الخطة إلى إزالة الركام والتراكمات الموجودة بتلك المناطق لاستكمال أعمال تطويرها، وإعادة إنشاء المبانى المهدمة بالطابع الإسلامى، بجانب تطوير كامل لمختلف شبكات المرافق بها، للوصول بها إلى درجة منطقة تراث عالمى، كما حدث فى تطوير شارع المعز لدين الله الفاطمى: والذى تم افتتاحه عام 2009 كأكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية.
وفى المقابل أكد خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء والتابع لوزارة الأثار أن الحريق أمام مسجد الحسين يدق ناقوس الخطر للقاهرة التاريخية التى تتجاوز الألف عام وتواجه عدة تحديات، وعلى رأسها تداخل الآثار والمناطق الأثرية مع الورش، والحرف التراثية والمساكن والمحلات والإشغالات المختلفة التى تهدد آثار هذا الشارع، من وجود أنابيب بوتجاز بمطاعم «التيك اواي» ومخازن للبضائع وأسقف خشبية تساهم فى زيادة أثار الحريق، والمنازل السكنية بالشارع وكل هذا يهدد بحدوث حرائق تهدد آثار المنطقة التاريخية، وهو ما حدث فى أكثر من مرة مثل حريق حارة اليهود والغورية منذ سنوات قليلة وهى مناطق تعج بالكثير من البيوت والأضرحة الأثرية، وبمثابة متحف مفتوح، ولكن الإشغالات المختلفة تشوه الشكل الجمالى وتقضى على جماليات الرؤية البصرية السياحية للشارع رغم كل ما يحدث به من تطوير تقوم به الدولة.
وأضاف «ريحان»، أنه لابد من تشكيل مجلس أعلى للقاهرة التاريخية تمثل فيه كل الوزارات المعنية والمحليات وله صلاحيات كاملة فى اتخاذ أى قرار تكون مهمته تفريغ شارع المعز لدين الله والقاهرة التاريخية بالكامل من كل الإشغالات، مثل ما حدث عام 2009 عندما أصبح شارع المعز أكبر شارع به آثار إسلامية فى العالم، مع تعويض أصحابها وعمل البدائل لنقل هذه الاشغالات خارج نطاق القاهرة التاريخية المحددة، وكذلك إخلاء المساكن الموجودة وتعويض سكانها بمساكن أخرى وهدم هذه المنازل تمامًا وتحويلها لمناطق خدمات للمواقع الأثرية تشمل استراحات ومراكز معلومات بشكل جمالى، يتوافق مع طبيعة الآثار مع بقاء بازارات بيع العاديات التى تعرض منتجات تراثية مختلفة فى وجود اشتراطات بعدم استخدام أى وسائل تهدد بأخطار الحرائق وعمل نظام إطفاء حرائق إلكترونى طبقًا لأحدث التقنيات وأجهزة إنذار.
وأكد النائب تامر عبدالقادر عضو لجنة الاعلام والاثار بمجلس النواب، بضرورة السير قدماً فى تنفيذ خطة تطوير مناطق القاهرة التاريخية والإسلامية، منها مناطق الدرب الأحمر والجمالية والحسين، والتى تضم عددا كبيرا من الآثار الإسلامية والمبانى التراثية، وذلك ضمن خطة إعادة الرونق الحضارى للعاصمة وتعظيم الاستفادة من هذه المناطق على المستوى السياحى والاقتصادى، لأنها تساهم فى تطوير وتعظيم السياحة فى مصر خاصة أن القاهرة أحد أكبر مدن التى بها عدد كبير من الآثار الاسلامية وتضم عصورًا وحضارات مختلفة.
وأكد محمد على عضو مجلس النواب، أن قرار تطوير وتأهيل وإحياء مناطق القاهرة التاريخية من المشروعات القومية التى تنفذها الدولة، ومن القرارات التى تؤكد اهتمام الدولة بتراثها الحضارى ومعالمها الأثرية التى مر عليها آلاف السنين، والاهتمام بحفظ التراث العمرانى وإحياء المناطق التاريخية بالقاهرة، مشيرا إلى أن المحافظة على الممتلكات الثقافية والتاريخية يساعد فى الحفاظ على حماية المال العام وتحسين نوعية الحياة كما انه يقوى شعور الانتماء.
وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن استغلال المناطق التراثية وتطويرها يسهم فى حفظ وحماية الأصول العمرانية من مبانى ومواقع تراثية، وتعزيز التنمية الاقتصادية، الأمر الذى من شأنه تحريك عجلة النمو والتقدم بالبلاد، خاصة وأن هذه المناطق تمثل عناصر جذب كبيرة للمواطنين، منذ سنوات ومشروع القاهرة التاريخية هو الأمل لإعادة الجمال للقاهرة العامرة، حيث بدأ منذ ما يقرب من ربع قرن، ولهذا تحرص الدولة على تطوير ما يمكن كلما سنحت الظروف، ومن هنا قررت مؤخراً تبنى مشروعات ضمن نطاق القاهرة التاريخية، لإحياء تراثها النادر وترميم ما يحتاج منها إلى ترميم لإعادة الجمال للعاصمة، وهذه المشروعات ستعيد للقاهرة التاريخية رونقها المفقود تحت ركام السنين وجبال الإهمال وتلال الفوضى التى عانت منها طويلاً.
وأكد اللواء جمال حلاوة مدير ادارة الحماية المدنية السابق، أن حريق الحسين الذى تم مؤخراً يعبر عن عشوائية خطيرة فى تخزين البضائع داخل مخازن المنطقة المكتظة بالمحال التجارية والباعة الجائلين فبمجرد أن تطأ إحدى قدميك المنطقة لا تستطع الحركة من كثرة وعشوائية التخزين وفرش البضائع أمام المسجد خاصة بائعى الإكسسوارات وأصحاب المطاعم للمنطقة والكافيتيريا وفى الطرقات والأزقة الصغيرة، رغم ان الحريق بأحد المحلات المواجه للمسجد وعلى الفور تعامل رجال الحماية المدنية باحترافية من أجل السيطرة عليه ولكن هذا يضعنا أمام مشكلة تحدث أمامنا دائماً للقاهرة التاريخية وهى صعوبة الوصول والسيطرة عليها فى حالات الكوارث الكبرى، بسبب أنها مركز التجارة فعلياً لوسط القاهرة.
وأضاف رئيس إدارة الحماية المدنية الأسبق، أن معظم منطقة العتبة وما يجاورها من مناطق تاريخية أصبحت تفتقد أدنى شروط الحماية المدنية، فالعقارات متعددة الطوابق تحولت إلى محال تجارية ومخازن، يصعب دخول سيارات الحماية المدنية لها، بسبب التخزين العشوائى للبضائع وتكدسها فى الطرقات وداخل وخارج المخازن العشوائية إضافة إلى انتشار الباعة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.