فى شهر رمضان الماضى وعند أذان المغرب، اجتمع بعض من أولادنا المجندين ليتناولوا وجبة الإفطار، فقد كانوا يقفون فى حراسة حدودنا طوال نهارهم وهم صائمون، ربما قالوا بسم الله الرحمن الرحيم، وربما شربوا رشفة ماء، وربما أكل بعضهم حبات التمر، ثوان وانهالت عليهم طلقات الرصاص من جميع الجهات ، مات أولادنا، استشهدوا جميعا، قيل إن 35 كلبا كافرا ممن يسمون أنفسهم من المجاهدين الإسلاميين هم الذين فتحوا عليهم النار، هم الذين اسفكوا دماء الصائمين، ذكروا أن بعض هذه الكلاب الضالة من حماس، وقيل إن بعضها من الذين يحملون جنسية مصرية. من شهدوا الواقعة نقلوا لنا بعض المشاهد المأساوية، حكوا ان بعضهم مات وفى يده قطعة خبز، وبعضه كان ممسكا بزجاجة مياه، أكدوا ان دماء أولادنا المجندين كانت تلون الأرض، وأن العشرات من طلقات الرصاص أصابتهم فى الرأس والصدر والبطن والوجه. فى اليوم التالى للمذبحة أكد رئيس عشيرة الإخوان أننا سوف نثأر لأولادنا الذين قتلوا غدا وهم صائمون، بعد يوم أطاح رئيس العشيرة بالمشير طنطاوى والفريق عنان، وصعد اللواء السيسى قائد المخابرات الحربية، أو الشخص المسئول عن حماية أولادنا، بعد أيام أكدوا لنا ان هناك عمليات لتطهير سيناء من الكلاب الضالة الكافرة، وسمعنا عن عمليات أطلقوا عليها مسمى النسر والفهد، ونقلوا لنا بعض الأخبار التى تفيد أنهم يحاصرون بعض الكلاب الضالة ويقومون بتصفية بؤرهم الإجرامية التى رفعت راية الإسلام. بعضنا تساءل: ما الذي استندوا إليه فى القرآن والسنة لإباحة دماء هؤلاء الجنود؟، هل كانوا عملاء للعدو الصهيوني؟، هل كانوا يقطعون الطريق ويغتصبون النساء فى نهار رمضان؟، هل كانوا يفتحون النار على المواطنين؟، لماذا يعتقد القتلة أن سفك دماء الجنود هو جهاد فى سبيل الله؟، والسؤال الأهم فى هذا السياق هو: لماذا ظلت هذه الجماعات على فكرها المنحرف؟، لماذا لم تشارك فى العمل السياسى بعد قيام الثورة؟، لماذا مازالت على تكفيرها للحكام ورجاله وجنوده؟، وهل تكفير هذه الجماعات لليبراليين والديمقراطيين والاشتراكيين والناصريين فقط أم أيضا للسلفيين ولجماعة الإخوان؟، إذا كانت القوى السياسية غير الإسلامية كافرة في نظر هذه الجماعات، فهل القوى السياسية الدينية هي الأخرى كافرة؟، ولماذا؟، لماذا قامت هذه الجماعات بقتل جنودنا غدرا قبل تناولهم وجبة الإفطار والبلاد يسيطر علي مقاليد أمورها التيار الإسلامي الإخوانى والسلفي؟. البعض يرى أن هذه المذبحة وقعت فى ظل حكم الإخوان لأن هذه الجماعات تطالب بإقامة امارة إسلامية فى سيناء، والبعض الآخر يرى أنهم يسعون إلى تحويل مصر كلها إلى إمارة إسلامية عاصمتها القدس، والبعض الثالث يرى أنهم قاموا بالانتقام من الحكومة فى جنودها الأبرياء لأنها تضيق الخناق على تجارتهم للسلاح والمخدرات عبر الأنفاق. قبل هذه المذبحة كنت أعتقد أن جهاز أمن الدولة هو الذى يقوم بالعمليات الإرهابية فى سيناء، وكنت أظن أن بعض الحوادث قام بها البدو الذين عانوا من عنف وقسوة الأجهزة الأمنية في سيناء، وكنت أعتقد مثل مئات غيرى أن الوضع فى سيناء آمن، وعندما كانت تقع بعض حوادث الاعتداء من البدو، كنت أطالب الأجهزة الأمنية بإعادة النظر فى معاملتهم مع أهلينا فى سيناء، وكنت أطالبهم بألا ينظروا إليهم نظرة الارهابى والخائن وتاجر المخدرات. أظن أن شهر رمضان الكريم أصبح على الأبواب، ولم يتبق عليه سوى أشهر معدودة، وحتى هذه اللحظة لم نعرف من قتل أولادنا فى سيناء قبل أن يتناولوا وجبة الإفطار، الفريق السيسى الذى كان مسئولا عن جهاز المخابرات الحربية أثناء المجزرة، والمسئول الأول عن توفير المعلومات التى تحمى جنودنا فى سيناء، يذكرنا هذه الأيام بالمجزرة التى نفذها بعض الكفرة من الكلاب الضالة، ويؤكد فى تصريحاته السخيفة أن القوات المسلحة لا تنسى أولادها، وأنها سوف تثأر من قاتلى أولادنا على الحدود..متى أيها الفريق سنعرف الكلاب الكافرة التى قتلت أولادنا؟، متى ستثبت لنا صدق هذه التصريحات التافهة التى تصدرها بعد شهور من فشلك فى القبض على الكلاب؟، نحن ننتظر منذ شهور الثأر الذى أعلنت عنه أنت ورئيس العشيرة الفاشل العاجز التابع، ماذا فعلتما؟، وما هى جنسية هذه الكلاب الكافرة؟، نحن لن نقبل سوى برؤوسهم تعلق من لحاهم القذرة على بوابات رفح، وعلى أبراج حراسة كفر أبوسالم، رؤوسهم ورؤوس كل من يرف راية الإسلام مكفرا للمسلمين ومعلنا الجهاد عليهم.