السؤال الذى يطرح نفسه هذه الأيام ونحن على أبواب انتخابات برلمانية إخوانية سلفية هو: هل يجوز شرعا أن تستغل جماعة ترفع راية الإسلام حاجة وفقر بعض المواطنين فى تنفيذ أجندة سياسية مقابل كرتونة زيت وسكر ومكرونة وصابون؟، هل من الإسلام أن يستغل المسلم أمية أخيه المسلم والكتابي لكى يمرر ما يعينه على حكم البلاد؟، ألا يعد هذا تدليسا أو تزويرا؟، ألا يتشابه قياسا مع بيع الغبن؟، وإلى متى سيسطر على البلاد من يمتلك أكبر عدد من الكراتين؟، إلى متى سيحكم مصر رئيس جاء بالكرتونة وبرلمان ومجلس شورى جاءت أغلبية أعضائهما بالكرتونة؟، إلى متى ستحكم مصر وتديرها الكرتونة؟. الإحصاء الذى صدر عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء منذ فترة، أكد أن نسبة الأمية بلغت 26.1% من تعداد السكان، بما يوازى 16.5 مليون نسمة، وهذه النسبة تتضمن 18.8% ذكوراً و33.6% إناثا، نسبة الشباب الأميين من سن 15 إلى 24 سنة بلغت 10.2%، ونسبة الأمية بين كبار السن 60 سنة فأكثر بلغت 65.1%، وحسب تقرير الجهاز بلغت نسبة أمية الذكور فى الحضر حوالى 19%، وفى الريف 31.7%، ونسبة أمية النساء فى الحضر 24.2%، وفى الريف 41.1%، وأشار الإحصاء إلى أن أقل نسب للأمية للسكان توجد فى المحافظات الحدودية، حيث استحوذت محافظة الوادى الجديد على المرتبة الأولى فى انخفاض نسبة الأميين، لتبلغ 10.6%، يليها محافظة جنوبسيناء بنسبة 12.1%، ثم البحر الأحمر بما نسبته 16.3% ومحافظات القناة ترتيبهم على التوالي محافظة بورسعيد بنسبة 14.8%، محافظة الإسماعيلية بنسبه 16.4%، ومحافظة السويس بنسبه 16.5% بالإضافة لمحافظة دمياط بنسبة 14.3%. ولفت إلى أن أعلى نسبة أمية للسكان تتمركز فى محافظات الوجه القبلى، والتى احتلت محافظة المنيا المركز الأول فيها بنسبة 38.2%، يليها محافظة سوهاج بنسبة 36.4%، ثم محافظة بنى سويف بنسبة 35.5%، ومحافظة الفيوم بنسبة 34.6%، ثم محافظة أسيوط بنسبة 32.7%، وأخيرا محافظة قنا بما نسبته 31.5%. هذه الإحصائية سبق وأشرت إليها من قبل فى مقال سابق، وهى كما قرأتم توضح لنا عدة ملاحظات على جانب كبير من الأهمية، على رأسها نسبة الأميين بين الذين يمتلكون حق التصويت، إذ تقدر بحوالى 15 مليون مواطن، حيث بلغت نسبة الأمية بشكل عام 26.1%، بما يوازى حوالي 23.5 مليون مواطن، بينهم حوالي 5 ملايين ممن لم يبلغوا سن المشاركة السياسية، نصبح أمام أكثر من18 مليون مواطن يمتلكون حق التصويت فى البرلمان القادم، لكنهم للأسف لا يجيدون القراءة والكتابة، هذه الأعداد الغفيرة من الأميين اغلبهم يعيشون تحت خط الفقر، ويعيشون فى مناطق عشوائية وقرى وأحياء شعبية، ويعملون فى المعمار والعمالة اليومية، والسريحة وغيرها، ويقدر دخل الفرد منهم بحوالى 3 جنيهات فى اليوم وربما أقل، وبينهم أعداد ليست بقليلة من العاطلين. جماعة الإخوان المسلمين وأعضاء التيار السلفى اعتادوا شراء أصوات البعض من هؤلاء الأميين، وتتم عملية الشراء إما بكرتونة تحتوى على زيت وسكر ومسلى وأرز ومكرونة وصابون، أو يشترون أصواتهم مقابل مبالغ مالية تراوحت بين مائة وخمسين وبين خمسمائة جنيه، وللحق هناك من يتعفف ويرفض بعزة وكرامة أن يبيع صوته رغم حاجته وشدة فقره، والقصص التى تصلنا فى هذا السياق كثيرة ونسمعها بنفس صياغاتها منذ سنوات. المؤسف فى الانتخابات البرلمانية القادمة أن التيار الإسلامي سيخوض المعركة بمفرده بعد مقاطعة الأحزاب والقوى السياسية الوطنية، وستكون المنافسة إسلامية إسلامية أو بين الإسلاميين وفلولهم، وبالطبع حدة المنافسة لن تكون قوية، لهذا من المتوقع أن تحتوى الكرتونة على بعض السلع وليس جميعها أو على سلع أقل من السلع التي كانت تقدم فى الكرتونة فى المنافسات التي خاضتها القوى السياسية الوطنية، وهو ما يعنى أن المحظورة وفلولها ستوفر ملايين الجنيهات من المبالغ التي تنفقها على الكراتين لشراء أصوات الفقراء والأميين، لهذا أطالب القوى السياسية بأن تعيد النظر مرة أخرى فى قرار المقاطعة، ليس لمكسب سياسى أو لكى ترضى بعض النواب السابقين الذين فضلوا المقعد عن المصلحة العامة، أو لأن لانحصار شعبية المحظورة وفلولها في الشارع بسبب المذابح التي تجرى فى المحافظات، بل لكي يتأكد قيادات المحظورة وفلولهم أنهم يدفعون دم قلبهم للأميين لكى يبقوا فى السلطة. Alaaalaa321@hotmail,com