الغش التجارى أصبح سمة أساسية فى السوق المصرية فلا توجد سلعة واحدة إلا ويتم تقليدها، بل وغشها بداية من السلع الغذائية حتى قطع غيار السيارات والأدوية. وإذا كان الغش التجارى هو جزء أساسى من ضمائر خربة تملكت من ضعاف النفوس فهو أيضاً يرجع إلى ضعف الرقابة، حيث يقوم بعض وليس كل التجار بغش السلع لتحقيق المزيد من الأرباح مستغلين فى ذلك ضعف، إن لم يكن غياب الرقابة. وللأسف زادت حالات الغش التجارى بعد الثورة، خاصة مع حالة الانفلات الأمنى التى يعيشها المجتمع وانعدام الرقابة فى الكثير من القطاعات. لم يقتصر الغش التجارى على سلعة معينة بل إنه امتد لجميع السلع بداية من السلع الغذائية حتى قطع غيار السيارات وأدوية التنظيف والمياه المعدنية وغيرها. وعلى الرغم من الحملات اليومية لقطاع التجارة الداخلية على الأسواق، إلا أنها فشلت فى القضاء على ظاهرة الغش التجارى. وقد أسفرت حملات قطاع التجارة الداخلية عن ضبط 25 ألف زجاجة مياه معدنية غير صالحة للاستخدام فى يوم واحد فقط، وضبط 30 ألف لتر منظفات غير مطابقة للمواصفات و5 آلاف عبوة عصير منتهية الصلاحية، بالإضافة إلى ذلك فقد ظهرت مؤخراً السجائر المقلدة وهى تمثل خطورة بالغة على الصحة. وفى هذا يقوم جهاز حماية المستهلك بتنظيم حملات رقابية على الأسواق لضبط المخالفين والفاسدين. قال عاطف يعقوب، رئيس جهاز حماية المستهلك إن الجهاز تلقى الفترة الماضية العديد من الشكاوى بخفض أوزان عبوات السلع الغذائية وتقليل كمياتها بدلاً من رفع الأسعار، لذا قام الجهاز بسحب عينات عشوائية لأكياس من الأرز والمكرونة والسكر والخضراوات المثلجة لفحصها، وقد ثبت مطابقة الوزن لما هو مدون على العبوة. ومن جانبها، اتخذت وزارة التموين والتجارة الداخلية العديد من التدابير لمواجهة الغش التجارى، لذلك بدأت الوزارة تتخذ إجراءات جوهرية لمواجهة الغش لا تعتمد فقط على دور المفتشين ولكنها قامت بالتنسيق مع وزارتى الصناعة والزراعة لمواجهة هذه الآفة الخطيرة. قرر الدكتور باسم عودة، وزير التموين، التنسيق مع هيئة الخدمات البيطرية لعمل حملات مشتركة مكونة من إدارة مكافحة الغش التجارى بوزارة التموين والهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة، تتولى الحملات توعية المواطنين بمخاطر المنتجات الحيوانية غير المطابقة للمواصفات. وفى هذا قرر وزير التموين تعديل القرار 121 لسنة 2005 ليصل ذبح العجول البتلو إلى 200 كيلو بدلاً من 120 كيلو، كما أنه أصدر قراراً وزارياً ينص على وضع استيكر خاص ببطاقة الصنف للأسماك داخل الكرتونة بالبيانات المدونة نفسها على الكرتونة منعاً للغش. وتعتبر وزارة الصناعة والتجارة الخارجية لها دور كبير فى مكافحة الغش التجارى، خاصة ما يتعلق بالسلع المستوردة من الخارج، لذا قام وزير التموين بتوقيع بروتوكول تعاون مع وزير الصناعة لمكافحة الغش التجارى. ينص البروتوكول على إخطار وزارة التموين بالرسائل الغذائية وغير الغذائية الواردة للبلاد بمختلف المنافذ الجمركية، يتضمن الإخطار أسماء المستوردين وأماكن تخزين الشحنات وكميتها لحين فحصها والتأكد من صلاحيتها، كما ينص أيضاً على قيام وزارة الصناعة بموافاة التموين بالرسائل المرفوضة نهائياً لملاحقتها بالأسواق وضبطها واتخاذ الإجراءات القانونية حيال مستورديها، مع ضرورة إخطار التموين بجميع الرسائل الواردة للبلاد والتى صدر لها قرارات معالجة سواء بالمنطقة الجمركية أو مخازن المستوردين.