وقع زعماء أفارقة يوم الأحد اتفاقا بوساطة الأممالمتحدة يهدف إلى انهاء عقدين من الصراع في شرق جمهورية الكونجو الديمقراطية ويمهد الطريق أمام نشر قوة عسكرية جديدة للتعامل مع جماعات مسلحة. ويقاتل جيش الكونجو الديمقراطية متمردي حركة 23 مارس الذين احتشدوا قبالة اقطاعية في كيفو الشمالية في شرق الكونجو في صراع أعاد القسم الشرقي من البلاد إلى الحرب وشرد أكثر من نصف مليون شخص. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون الذي شهد مراسم التوقيع في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا انه يأمل في أن يقود الاتفاق إلى "عهد من السلام والاستقرار" للكونجو ومنطقة البحيرات العظمى وأضاف انه سيعين قريبا مبعوثا خاصا للمنطقة. وكانت منطقة البحيرات العظمى على مدى العشرين عاما الماضية بوتقة لصراع تسبب في اندلاع العديد من الانتفاضات والاجتياحات. وقال بان عن الاتفاق "انه البداية فحسب لنهج شامل يتطلب مشاركة مستمرة." ووقع الاتفاق زعماء ومبعوثون من 11 دولة افريقية منهم رواندا وأوغندا . وكان خبراء من الاممالمتحدة اتهموا رواندا واوغندا بدعم المتمردين وهو ما نفته الدولتان. وقال نائب الرئيس الأوغندي ادوار سيكاندي بعد التوقيع إن الاتفاق قد يعجل من نشر قوة تدخل جديدة تابعة للامم المتحدة للتعامل مع المتمردين. وأضاف "يجب علينا تسريع مسار المفاوضات الراهنة حتى يتسنى نشر قوة ذات تفويض واضح وقدرة قوية." وكان الزعماء الأفارقة فشلوا في التوقيع على الاتفاق الشهر الماضي بسبب مخاوف بشأن من سيقود القوة. ورحب مجلس الامن الدولي بالتوقيع على الاتفاقية امس الاحد ودعا بان الى الاستمرار في اطلاع المجلس على تنفيذها وعلى اي خرق للالتزامات. واضاف المجلس في بيان ان"اعضاء مجلس الامن مازالوا يشعرون بقلق عميق ازاء تدهور الوضعين الامني والانساني في الجزء الشرقي من جمهورية الكونجو الديمقراطية." وتسبب تمرد جديد بدأته حركة 23 مارس في مايو ايار 2012 في اندلاع المزيد من القتال والنزوح في شرق الكونجو. وفي نوفمبر تشرين الثاني استولى المتمردون على العاصمة الاقليمية جوما لكنهم غادروا المدينة لفتح الطريق امام محادثات السلام التي تعقد في اوغندا المجاورة. وتهدف المحادثات إلى التوصل إلى اتفاق بشأن مسائل سياسية وامنية واقتصادية يختلف عليها الجانبان ومن بينها العفو عن "اعمال الحرب والتمرد" والافراج عن السجناء السياسيين واصلاح الاضرار الناجمة عن الحرب. لكن المتمردين وسعوا أهدافهم لتشمل الاطاحة بجوزيف كابيلا رئيس الكونجو الديمقراطية و "تحرير" الكونجو بأكملها. وقال برتراند بيسيموا المتحدث باسم متمردي حركة 23 مارس انه لم يقرأ التفاصيل الكاملة لاتفاق أديس أبابا لكنه يأمل ألا يشعل قتالا جديدا بينهم وبين القوات الحكومية. وأضاف: "ما استطيع قوله هو انهم اذا كانوا يختارون طريق السلام فهذا أمر جيد ولكن اذا كانوا يختارون الاستمرار في الحرب فإننا نعارض ذلك." من جهته قال كابيلا إن المحادثات ستتواصل مع المتمردين ولكن ليس هناك الكثير من الوقت المتبقي قبل الموعد المحدد بحلول 15 مارس لاستكمالها. وأضاف في مؤتمر صحفي بعد التوقيع على الاتفاق "ما انجزناه في أديس أبابا هو مجرد اجراء دبلوماسي. المناقشات في كمبالا ستتواصل لكننا في حاجة إلى الانتباه إلى حقيقة اننا لسنا لدينا الكثير من الوقت." وقال رئيس رواندا إن اتفاق يوم الاحد يجب ألا يعتبر كنهاية في حد ذاته ولكن كجزء من عملية سلام متواصلة. وأضاف "يجب ان نضع الحقوق والمصالح وتطلعات المواطنين المتضررين المحاصرين في موجات متكررة من العنف في صلب جهودنا." ورحبت سفيرة أمريكا لدى الاممالمتحدة سوزان رايس بالاتفاق وطالبت حكومة الكونجو بالبناء على الاتفاق لاستعادة السلطة في الشرق. وقالت رايس في اشارة واضحة لدور رواندا واوغندا "لا بد أيضا ان يحترم جيران جمهورية الكونجو الديمقراطية سيادتها وسلامة اراضيها بعدم تقديم اي دعم خارجي للجماعات المسلحة التي تنتهك الالتزامات الدولية