وقعت 11 دولة أفريقية اليوم الأحد في أديس أبابا اتفاق إطار بهدف إعادة السلام إلى شرق الكونغو الديمقراطية التي تشهد أعمال عنف متجددة منذ عشرة أشهر. وقد توجه رؤساء الكونغو الديمقراطية وجنوب أفريقيا وموزمبيق ورواندا والكونغو (برازافيل) وتنزانيا إلى أديس أبابا لإبرام الاتفاق الذي وقعه بالأحرف الأولى أيضا ممثلون عن أوغندا وأنغولا وبوروندي وأفريقيا الوسطى وزامبيا. وتعهدت الدول الموقعة على الاتفاق "بعدم التدخل بعد الآن في الصراعات التي تشهدها الدول المجاورة، والتوقف عن دعم الجماعات المتمردة". بدوره, أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي وقع النص بصفته ضامنا لحسن تطبيق الاتفاق، عن أمله بأن يؤدي الاتفاق إلى عصر سلام واستقرار لشعوب المنطقة والكونغو الديمقراطية. واعتبر أن الأمر مجرد "بداية نهج شامل سيتطلب التزاما ثابتا" من دول المنطقة من أجل التهدئة في تلك المنطقة الغنية بالثروة المعدنية والتي تشهد العديد من حركات التمرد. كما عبر رئيس الكونغو الديمقراطية جوزيف كابيلا عن الأمل بأن تساهم الوثيقة في إنهاء ما وصفه بالوضع المؤسف شرق بلاده, ودعا في خطابه إلى "فتح صفحة أفضل من العقدين الماضيين اللذين شهدا حروبا وانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان". من جهته، أكد رئيس رواندا بول كاغامي موافقته "بلا تحفظ" على اتفاق أديس أبابا، ودعا إلى معالجة المشاكل الحقيقية الحقوقية والقضائية والتنموية بجدية. يشار إلى أن عدة اتفاقات ثنائية ومتعددة الأطراف وقعت في السنوات الأخيرة، لكنها لم تحقق السلام الدائم في هذه المنطقة. وتحظر وثيقة أديس أبابا على الدول الأجنبية دعم حركات التمرد، وتشجع سلسلة من الإصلاحات لإقامة دولة القانون في شرق الكونغو الديمقراطية. يذكر أن رواندا وأوغندا تنفيان اتهامات بدعم حركة التمرد التي سيطرت لفترة وجيزة على كبرى مدن شرق الكونغو قبل الموافقة على الانسحاب منها مقابل بدء التفاوض مع نظام كينشاسا. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية, يمهد الاتفاق الطريق لمراجعة مهمة الأممالمتحدة في الكونغو الديمقراطية، مما يمكن أن يسمح بإنشاء قوة للتدخل مهمتها شل حركة المتمردين. ولا يتحدث الاتفاق صراحة عن إنشاء قوة التدخل، لكن إعادة النظر في المهمة الأممية كما تريد عدة دول أفريقية، تعني إلحاق "سرية للتدخل" بقوة الأممالمتحدة تملك تفويضا أقوى لاحتواء مختلف حركات التمرد في شرق الكونغو الديمقراطية. يشار إلى أن الكونغو الديمقراطية شهدت العام الماضي معارك شرسة بين القوات الحكومية ومتمردين ينتمون إلى حركة "أم23" التي ينتمي أغلبهم إلى قبيلة التوتسي. ولم توقع الحركة على اتفاق اليوم. وكانت الحركة قد اندمجت عام 2009 في جيش الكونغو، ولكنها انفصلت مرة أخرى متهمة كينشاسا بعدم الوفاء بتعهداتها.