طالب المرشد الأعلى الإيرانى على خامنئى الرئيس محمد مرسى بتبنى النموذج الإيرانى والانضمام إلى طهران فى بناء الحضارة الإسلامية الجديدة، استنادا إلى تعاليم الإمام الراحل آية الله الخمينى، بحسب ما قالت صحيفة الشرق الأوسط السعودية الصادرة من لندن. وأشارت الصحيفة إلى أن مصادر أمنية رفيعة فى القاهرة قالت لها إن الرئاسة المصرية تلقت عدة رسائل من جهات إيرانية رسمية وأخرى محسوبة على النظام فى طهران، من أجل حث مصر على قبول التعاون معها فى المجالات، الاقتصادية ، السياسية ،الأمنية والتقنية، لكن المصادر نفسها تحدثت عن وجود خلافات داخل مؤسسات الدولة الرسمية بشأن الموافقة على الطلبات الإيرانية. وتأتى دعوة خامنئى للرئيس مرسى فى شكل خطاب مكون من 1200 كلمة، وتم التوقيع عليه بالنيابة عن الخمينى من قبل مستشاريه المقربين البالغ عددهم 17، بمن فى ذلك «مستشار شؤون السياسة الخارجية للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية» على أكبر ولايتى. وبدأ الخطاب بتوجيه التهنئة لمرسى بمناسبة الذكرى السنوية الثانية للثورة المصرية وانتخابه رئيسا للبلاد، ويقول الخطاب إن إيران قد أصبحت “تحت ولاية الفقيه” “واحدة من أكثر دول العالم تقدما” فى مجموعة من المجالات العلمية والتكنولوجية والاقتصادية. ويشير الخطاب إلى أن “الحق فى حكم المجتمعات البشرية يعود إلى الله ورسوله وأهل البيت”، كما يؤكد على أن “أفضل مسار فى الحياة هو الذى يكون مستوحى من ولاية الفقي”. ويضيف الخطاب أن الخمينى كان فيلسوفا عظيما وعالما ذا مكانة بارزة فى التاريخ الإسلامي، ولذا فإنه يتعين على المسلمين فى كل مكان اتباع تعاليمه، ولا سيما فيما يتعلق ب”الحرب بلا هوادة ضد الصهيونية والغطرسة العالمية”، ويشير الخطاب إلى أن الغرب نفسه يحاول الآن العودة إلى طريق الإيمان، مؤكدا أن “السبب فى العودة إلى الإيمان هو المأزق الناجم عن النمو والتربية من دون الدين”. ويعد الخطاب بأن “المفكرين الإسلاميين الإيرانيين على استعداد لتقديم قدراتهم العلمية المتاحة للحكومة المصرية النبيلة شعب مصر العظيم”، ويوجه الخطاب حديثه إلى مرسى قائلا “نظرا لأنك تتمتع بقدر كبير وعميق من الإيمان والفلسفة والفكر، ولأنك على رأس دولة قد ورثت الحضارة الإسلامية، فإننا نحثكم على أن تقيموا حكومتكم بناء على الإسلام فقط، ويتعين عليكم أن تتجاهلوا الضغوط الدولية وتأثير ما يسمى بالمثقفين الذين يبحثون عن فصل الدين عن السياسة”.