صاح فريق من الإخوان جربونا فلم نكذبهم، علماً بأن الكذب ليس له أقدام والنتيجة قسمونا، وفى الميادين عذبونا واغتصبونا وسحلونا عرايا ثم قتلونا ولم ترف لهم رمشة عين ولا رحمة قلب، كيف أتصور أن مصرياً يرفع السلاح ليقتل أخاه المصرى، وأسأل هل تحكمنا اليوم عصبة من خلال صناديق التزوير السوداء أو نقابة من تجارة الأديان مهمشين أهل البلاد وسلفيون وجهاديون وضاربون الكفار بالعصى. وحازمون فقدوا الكلام ورفعوا السيوف وميليشيات زرقاء فتردعهم جماعة الكتلة السوداء فترد عليهم جماعة من الكتلة البيضاء أو بلطجية تحت الطلبات وأخرى مرتزقة تحمل السلاح المهرب من ليبيا تحت سمع وموافقة أهل الحل والربط من الحكام ثم غرف التعذيب داخل الاتحادية أو الأقسام البوليسية ثم الطامة الكبرى لحكام يسيسون الدين وهم منهم براء ومنقذون يحتاجون لمن ينقذهم وقد تاه الطريق من تحت الأقدام وشباب ثائر يزداد إصراراً وثورة على مر الأيام، فالعنف يجلب العنف، والدم يجلب الدم، وإخوان يفقدون الثقة ورضاء الشعب كل ثانية، ونصرخ مصرية: «ليتنى قطعت يدى قبل أن أنتخب مرسى» وأن الشعب (البلطجية اليوم) قد كفر من الجوع والكذب وذبلت أجسادهم وآمالهم وضاق بهم الصبر على الهوان وجماهير خرجت لا تخشى الرصاص ولا الخرطوش ولا من الاغتيالات والقبض على الثوار لإرهابهم وردعهم. هل يستطيع أحد أن يعطينى رقماً تقريبياً عن عدد المقبوض عليهم وملقحين فى السجون والمعتقلات أو للشهداء، وأتعجب عن الأحكام العرفية وهى تتحطم تحت أرجل لاعبى الكرة المسائية على نغمات السمسمية، وأشفق على رئيس البلاد وهو يرفع سبابته بكلمات هادرة مهددة وهو لا يعلم بما حدث لإصبع ابن القذافى فى تهديد مماثل؟ سيادة الرئيس إن حكم دولة وقيادة أمة ليست بالقوانين المفبركة أو بالدساتير المجحفة ولكن بالصدق والمحبة، وأهم من هذا العدالة والحرية والتى لم يتبق منهما شيء وهو أن تكون رئيسًا لكل مصر وليس لدولة الإخوان وهى فى طريقها إلى الزوال، وعندما أقول دولة أذكر حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يحدثنا: سوف يأتى زمان على أمتى تتكأكأ عليكم فيه الأمم كتكأكؤ الأكلة على قصعتها. فسأله صحابى: أمن قلة نحن يومها يا رسول الله؟ فقال: لا.. ولكن كثرة «كغثاء السيل»، أو إلى الكتابين للكاتب السياسى ثروت الخرباوى «فى قلب الإخوان» أو «سر المعبد» وهما المفتاح للوصول إلى حقيقة التنظيم الإخوانى المأخوذ عن «الماسونية» وللتعرف على الكهانة الإخوانية وكيف وعلى مدى ثمانية أشهر أصبحوا أقل من الأقليات وسوف ينسحبون من العمل السياسى الذى فشلوا فيه ويعودون إلى الدعوة والفلاح، ثم ما هى الأسرار التى دعت السيد الرئيس إلى مناداة الشرطة ثم الجيش وبقيت فى طى الكتمان، وهذا معناه التخوف من الأيام القادمة الحُبلى بالأحداث طالما استمرت التفاعلات غير واضحة المعالم ولا النيات. وإن كل فريق لا يرى إلا ما تحت قدميه، وأقول كلما اشتدت فرجت، والفرج قادم إن شاء الله ولكن مع تنظيم يشكل كل الأطياف. وكلمة أخيرة لأخى المصرى حمادة صابر أقول: إنهم لم يعروك بل هم الذين عروا أنفسهم مرتين، أما أنت فقد اكتسيت برداء الفخار والتضحية من العالم أجمع ولا يستطيع «لابن امرأة» أن ينزعه عنك طالما كنت مع الله وصادقاً مع نفسك، وأختم كلمتى لك عن بيت شعر لشوقى: «إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ... فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا»، وعن بيت شعر أكثر حرفته ليليق بالحدث: «زعم الفرزدق إن سيسحل صابرا ... فابشر بطول فخار يا صابر. عضو الهيئة العليا