أتفهم جيداً ما تفعله جماعة الإخوان بالشارع المصري هذه الأيام، بعدما ذاقت طعم السلطة وتوهم أفرادها أن الاستيلاء على مصر أمر سهل.. وبالتالي أتفهم الحاجة إلى نشر آلاف "الإمعات" ممن تربوا على أن الحوار رذيلة وإعمال العقل ضلالة، يسبون هذا ويكفرون ذاك.. أتفهم الصراخ بكل تافه ومالا معنى له في وجه المصريين لتسهيل عملية السطو على الدولة، والشوشرة على أي كلمة حق تنطق في وجوههم.. أفهم حاجتهم لتشويه الشرفاء والمعارضين والثوار.. أفهم احتياجهم و أتباعهم ليكذبوا على أنفسهم بأنهم هم الثوار بل والأحرار أيضاً وأنهم سيكملون مشواراً أبداً لم يبدأوه. أتفهم كل ذلك بل وكنت أتوقعه.. لكن مالا أقبله أن نتغاضى عن بعض من تطلق العامة عليهم ألقاب شيوخ أو دعاة أو رجال دين، وتعمدهم إحداث الفتنة والهرج والمرج بين المسلمين، وتضليل أتباعهم من العوام بأكاذيب لا أصل لها، والافتراء على الله كذبا وممارسة أبشع أنواع العهر السياسي باسم الدين. بعض هؤلاء راح يلعب دور حاشية السوء للدكتور محمد مرسي.. راح يضفي عليه أبعاد روحانية لا أصل لها.. فهو دعوة المؤمنين " والحمد لله أنه ليس دعوة إبراهيم".. وهو مبعوث العناية الإلهية، ومعارضه كافر وخارج من الملة.. بل ولا يخجل المنافقون من تشبيهه بالرسول الأكرم وبصحابته الكرام على الملأ، ومنهم من يتنطع في نفاقه ويشبه في بيت الله جماعة المسلمين بالكفار إرضاء لسيده الجديد. كنت أحسب أن مثل تلك "الوسوسات" لن تنفذ بسهولة إلى صدر الرجل.. لكن سرعان ما وجدناه يخرج علينا بإعلان دستوري يمنحه سلطات شبه إلهية.. ويبدو أن وسوساتهم وسحر السلطان نالت من الرجل وبدأت تؤتي أكلها.. إذن نجحت حاشية السوء في النفاذ إلى الحاكم من جديد.. و مازالت تلك الحاشية ممن يطلق عليهم العامة وضعاف العقول ألقاب الشيخ والداعية تحرف الكلم عن مواضعه وتشتري بآيات الله ثمناً قليلاً.. وصدق رسول الله صلي الله عليه وسلم حين قال" أخشي ما أخشاه على أمتي بعد فتنة المسيح الدجال، الأئمة المضلون ".. ولأنهم بالفعل مضلون ودعاة على أبواب جهنم راحوا يضلون العامة، وراحوا يلبسون الحق بالباطل.. راحوا يفهمون العامة أن السلطات المطلقة لجماعة الإخوان وهدم أركان الدولة هي شريعة الله.. راحوا يفهمون العامة والسفهاء أن معارضي الديكتاتورية كفار يرفضون الشريعة. أحدهم أفتى على الهواء مباشرة بأن من يموت في التحرير ليس شهيداً لأنه خرج ليمنع الشريعة.. فإذا تغاضينا عن تألي ذاك على الرحمن وتوزيعه لصكوك الرحمة.. نقول له أتق الله وما علاقة رفض الشريعة بمن خرج من داره ليحمي بلاده من ظلم الديكتاتورية في إعلان دستوري هو في الأصل منافي للشريعة.. فأين الشريعة في إعلان دستوري ودستور لم يجلبا إلا الفتنة.. وأين رفض الشريعة في رفض الديكتاتورية يا"شيخ".. أتق الله وكفاكم متاجرة بدينه ولا تشتروا بآيات الله ثمناً قليلا. آخر قال.. و بئس ما قال إنه حرض مجموعة من البلطجية لضرب وسحل أي مسلم "مصل" يعترض على الإعلان الديكتاتوري داخل المسجد، أثناء تطجينه لجماعته.. بل وأمر بصلبه على شجرة أمام المسجد.. لم يستح ذاك مما قال، ولم يرده عاقل.. لم يخجل من كلمة شيخ أو داعية التي يطلقها عليه ضعفاء العقول.. وراح ذاك في تبجح غريب يطالب أئمة المساجد بتحريض البلطجية لضرب المصلين أيضاً.. أين، داخل المساجد وعلى أبوابها.. يالها من فتنة ويالهم من مشايخ فتنة، حسبنا الله ونعم الوكيل، والله إن هذا وأمثاله لأشد على الرحمن عتيا من الكفار وأعداء الإسلام الظاهرين.. وراح داعية الفتنة يفتري على الله وعلى المسلمين كذبا ويتهم الشعب المصري بالعمالة لمخططات أجنبية لهدم مصر.. وكأن الشعب المصري هو من أصدر الإعلان الديكتاتوري..وكأننا من مولنا أعداء مصر لنفسد انتخاباتها.. وكأننا من بذل أعداء الأمة الغالي ليمكنوننا من رقاب خير أجناد الأرض، ونكون شوكة في حلق الأمة وتبقى مصر تدور في دوائر مفرغة للعام الثاني على التوالي. داعية الفتنة وإراقة دماء المسلمين يتحدث عن المعارضين للديكتاتورية وكأنهم من تلقوا الملايين المشبوهة لتعطيل المصريين عن بناء وطنهم، وكأنهم من شغلونا وشغلوا العقلاء بالغثاء الذي طفح به فوهه وأفواه أمثاله على مدار العامين الماضيين. ولهذا الضال المضل وأشباهه أقول اتقوا الله في المسلمين ودمائهم واتقوا الله في دين الإسلام ولا تكونوا أئمة فتنة ودعاة على أبواب جهنم.. اتقوا الله وتوبوا وارجعوا ستجدون الله غفورا رحيما. إضاءات - السيد محمد مرسي.. لست مبعوث العناية الإلهية ولا أي شئ مما يسمعك المنافقون، وتذكر أن أكثر من انتخبك ما كان لينتخبك لولا مكيدة تخيير الشعب بينك وبين رئيس وزراء المخلوع فكن رئيسا للمصريين وعد ل"نعينك". - السيد أحمد شفيق.. رجاء أصمت! ولا تنس أن إقحامك في الانتخابات هو سبب ما نحن فيه اليوم من بلاء - قضاة مصر.. رغم "الشوارد" مازلتم أنتم محل ثقة الشعب المصري فلا تخذلوه - الثوار.. أنتم خير أجناد الأرض فقط أخلصوا النية لله في دفاعكم عن وطنكم واستحضروه في جهادكم فالحق معكم - "علم مصر" في مظاهرة "المتأسلمة" بجانب الأعلام الأخرى.. يبدو أن مندسين رفعوه! - المتأسلمة يريدون أن يصوروا الأمر على أنه قلة تحتج على "ديمقراطيتهم الكافرة".. والحقيقة أنه شعب بدأ يغضب لوطنه - الإعلام الحر أصبح هدفا للمتأسلمة.. ومن سيفضح مخططاتهم للشعب ومن سيكشف جهالاتهم للعامة!