هل جماعة الإخوان سوف تنتقل بالبلاد إلى مرحلة الاغتيالات السياسية؟، هل فترة الرئيس محمد مرسى سوف تشهد تلوين الأسفلت بدماء الشعب المصرى؟، هل سيصل الصدام مع جماعة الإخوان المسلمين وتوابعها إلى مرحلة التصفية الجسدية؟، هل جماعة الإخوان سوف تدفع ميليشياتها إلى اغتيال معارضيها؟. استمعت إلى الفتوى التي أطلقها أستاذ البلاغة بجامعة الأزهر التي أباح فيها دماء قيادات المعارضة، وعلى وجه التحديد قيادات جبهة الإنقاذ، وللحق ليست هذه الفتوى الأولى فقد سبق وصدر عن بعض الدعاة والمشايخ نفس الفتوى، وآخر فتوى لأحدهم أباح فيها تنفيذ حد الحرابة على الشباب الثائر في محيط الاتحادية، وسبق كذلك إصدار فتاوى من قبل هؤلاء وأشباههم كفروا فيها ليس قيادات المعارضة فحسب، بل جميع من يتبعون التيارات السياسية على الإجمال، حتى المصطلحات السياسية لم تنج منهم، حيث كفروا الليبرالية والقومية العربية والاشتراكية والناصرية والديمقراطية والعلمانية، ووصفوا من يتبنون هذه المصطلحات بالإلحاد والزندقة والفسق. ووسط هذا المناخ كان من الطبيعي العمل على إقصاء أصحاب هذه المصطلحات الكافرة، وكان من المنطقي أن تتم معاملتهم بعنف وغلظة وقلة أدب، فكيف وأنت كافر أو ملحد أو زنديق أن تفكر فى مشاركتنا بالحكم؟، وما الذي يدفعنا إلى قبولك أيها النجس الذى يرفض تطبيق شرع الله، ومن هنا انتقل عنف الجماعات المتأسلمة من اللفظ إلى الجسد، وتابعنا عدة وقائع اعتداء على شباب الثورة فى التحرير والاتحادية وفى السويس وبورسعيد والقائد إبراهيم بالإسكندرية، وفى المحلة وأسيوط ودمنهور وكفر الشيخ والمنوفية، وسمعنا فى هذه الوقائع مقولات يؤسف لعقلية أصحابها، مثل: جبنه يا معفنين، واتركبتى كام مرة.. قبل هذا وذاك يجب أن نذكر أن الحياة السياسية المصرية بعد الثورة استمعت لأول مرة إلى مصطلحات سفك الدماء من خلال قيادات جماعة الإخوان المسلمين، حيث هددوا فى فترة حكم المجلس العسكرى بتحويل البلاد لبحور دماء، وأظن أن اول من نطق بهذا التهديد هو خيرت الشاطر وذلك خلال الانتخابات البرلمانية ثم سمعنا مرة أخرى على لسان الرئيس المؤمن المفدى محمد مرسى العياط في انتخابات الرئاسة، وللأسف الشديد لم نتوقف أيامها أمام هذه التهديدات التى ستسفك دماء الشعب المصرى فى حالة رفضه فى الصناديق الحاج مرسى أو قيادات الجماعة فى البرلمان، والمسئولية هنا تقع على عاتق المجلس العسكري الحاكم الذي تركهم يحذرون ويهددون، وأيضا تقع على عاتق القيادات السياسية التى بررت التهديد بسفك الدماء، بأنه الرد المناسب على فلول النظام أو أعداء الثورة. المؤسف أن هذا التهديد أصبح يتكرر مع كل مظاهرة، حيث يؤكد قيادات الجماعة وتوابعها فى التيارات الإسلامية المتشددة، أنهم سيحولون البلاد إلى بحور دماء، وكان آخرها فى الذكرى الثانية للثورة، عندما شعرت الجماعة أن المظاهرات تطالب بإسقاط النظام، والدعوة إلى انتخابات مبكرة، خرج بعضهم يهدد ببحور الدماء فى حالة إسقاط الرئيس المنتخب محمد مرسى، الرجل جاء عبر صناديق الاقتراع فكيف تعزلونه وتفتئتون على إرادة الشعب، وماذا لو كان ظالما أو فاشلا او ديكتاتورا؟، لا خروج على الحاكم، ومن يخرج عليه يهدر دمه. على أية حال العيب ليس فى جماعة الإخوان ولا فى توابعها الذين يكفرون ويسبون ويهددون بسفك الدماء، بل العيب فينا لأننا تركنا بعض المتطرفين والانتهازيين والمتخلفين يرفعون فى وجوهنا هذه الفتاوى وهذه التهديدات، لهذا أطالب جميع القوى السياسية بأن تقابل العنف اللفظى بمثله أو أكبر منه، وتواجه التهديد بسفك الدماء بآخر يطول الصغير والكبير من التيار المتشدد، كما يجب ان يستعد الجميع لمرحلة التصفية الجسدية التى ستتخذها الجماعة وتوابعها فى أقرب فرصة أو مع أول واقعة تستشعر فيها الحرج أو الخروج من اللعبة، حيث يتوقع البعض قيام جماعة الإخوان بتنفيذ تهديداتها بسفك الدماء خلال الانتخابات القادمة، حيث سينفذون بعض عمليات عنف تنتهي بقتلى ومصابين عند تأكدها أن الصناديق ليست معها، وقد ترجع الوقائع لمجهول أو قناصة أو إلى بعض الموتورين.