أكد الدكتور جمال عبدالستار- وكيل أول وزارة الأوقاف - للدعوة أن وزارة الأوقاف كانت تصدر الفساد إلى كل الوزارات، حيث إن الفساد كان من الرأس إلى الأخمص، والمجموعة التي كانت تقود الدعوة ليس لهم علاقة بها، وتمَّ إقصاء الأكفاء منها، وكان سلم الصعود في الوزارة للمناصب القيادية سلمًا خلفيًا لغير الأكفاء. جاء ذلك خلال لقاء موسع للدعوة برعاية الدكتور يحيى كشك - محافظ أسيوط-، وبحضور ياسر علي - نقيب الدعاة بالقليوبية-، وجمال ضاحي - وكيل أول وزارة الأوقاف بأسيوط-، ومجدي عبدالغفار - الأستاذ بجامعة الأزهر- ؛ وذلك بقاعة المؤتمرات الكبرى بدويان عام محافظة أسيوط. وأضاف أن هناك محاولات لتشوية صورة الدعاة عن طريق افتراءات على الأئمة والخطباء وزرع شخصيات في المساجد للتشويش والتشويه لصورة الأئمة خلال الفترة الماضية؛ لإن أعداءنا يدركون أن نجاة الأمة فى نجاح الأئمة والدعاة في عملهم. وأوضح أنه تمَّ وضع برنامج لتطوير الوزارة في اتجاهين (التطوير والتطهير) حيث تمكنا من إزاحة بعض الكتل الخرسانية من الفاسدين، وأصبحت لدينا مشكلة حقيقة بعد إزالة الفساد، فللأسف الصالح دينيا غير صالح إداريًا لما تعرض له من ظلم حرمه من التدرج الوظيفي، أو حتى ممارسة عمله بشكل لائق. وطالب عبد الستار الدعاة بتحويل المساجد إلى مركز لقيادة المجتمع؛ لأن الأئمة مسئولون أساسيون عن السلم والأمن الاجتماعي، مشيارًا إلى استثمار المحبة الموجودة في قلوب الناس لقيادة المجتمع للسلام. وأشار إلى أنه كلما زرنا محافظات مصر، واكتشفنا أن الوزارة ثرية وغنية بالعناصر البشرية بها، ووجدنا ضررًا من الإمكانيات البشرية، فالوزارة تحتاج لجيوش للنهضة بها، فالثوب كان مقطعًا جدًا، كنت لا أظن أن الفساد يصل إلى المساجد، ولكننا وجدنا الفساد في كل ما هو مالي. وأضاف أنه تم الاتفاق مع وزارة التربية والتعليم ووزارة الشباب ليكون للإمام إشراف على أقرب مدرسة له بحيث يلقي كلمة في طابور الصباح، ويشارك في العديد من أنشطتها، فالوزارة ستذهب إلى التلاميذ في مدراسهم؛ لتقديم أمور الدين لهم في مرحلة نضجهم، فمن شب على شيء شاب عليه، وسيكون للإمام اشتراك داخل مراكز الشباب للتواصل المباشر معهم. وقال عبدالستار:" إنه ليس هناك رحم أقوى على وجه الأرض أقوى مرابطة الإسلام، لن تنهض الأمة إلا إذا قادها العلماء بمحبتهم فالأئمة يعدون أصدق وسيلة إعلام على وجه الأرض، ولهم أثر كبير فى المجتمع؛ فكلما زادت قيمة قيمة العلماء ازداد حجم الحرب عليهم. وقال:" إنه تم فتح علاقات جديدة مع بعض الدول؛ لزيادة عدد الدعاة ليهم من أبناء الوزارة". وأشار إلى أن هناك قانونًا جديدًا لمجلس إدراة المساجد حيث كان البعض يعتبر المسجد عزبة لإدارتها كما يشاؤون، وخلال سنة سيتم حل مجالس إدارات المساجد وانتخابها من جديد، ومن خلال استمارة اشتراك تتكون الجمعية العمومية برئاسة الإمام وموافقته، فيجب أن يكون الإمام قائدًا في مسجده. وتم الموافقة على إعانة للخطباء من خلال التدرج فى الزيادات المالية، حيث إن كل الناس تستفيد من الأوقاف ماعدا الأئمة، وتم الاتفاق على تخصيص أدوار للأئمة فى المساكن التي تبنيها الأوقاف، ولا يتم طرحها للبيع حتى إذا لم يتقدم أحد؛ حفاظًا على حقوق الدعاة الذين سوف يأتون فى المستقبل. وتم سحب تعيين العمالة من المديريات، وتم تخصيص هذا الدور للوزارة فقط، لا شك في القائمين على ذلك بالمديريات، ولكن حتى تطون عملية التعيين منظمة، وفي إطار ما يسمح به القوانين واللوائح الداخلية. وأشار إلى أن مصر ستنهض فى حالة واحدة ليس فقط الجانب السياسي ولا الاقتصادي ولا الصحي، ولكن لن يتحقق هذا إلا بنجاح الدعاة في القيام بدورهم فالسياسي حينما يكون صادقًا ويراعي حق الله فى الناس، إنما استمده من إمام مسجده. وتم فتح باب الأسئلة حيث قال الشيخ أحمد محمد عبدالساتر - إمام مسجد مكة، وعضو ائتلاف الأزهر-:" نريد أن تكون اختيارات القيادات عن طريق الانتخاب، وليس عن طريق الاختيار، ورد الدكتور جمال وكيل وزراة الأوقاف أنهم جربوا اختيار القيادات بالانتخاب، ولكن احتدم الخلاف واعتدى بعضهم على بعضهم، ولكن اختيار القيادات يكون بالتوافق، وفي سبيل الصالح العام".