- قبل أن تقرأ: «اتفوووا.. عليك» كان عنوانا لمقال كتبته عندما وقعت واقعة السحل والضرب لعدد من المتظاهرين فى اليمن وسوريا ومصر (زمن المجلس العسكرى).. فالضرب والسحل فى هذه الدول «على ودنه» - كما يقولون.. وعندنا السحل وهتك العرض قائمان لايوقفهما شىء, لا نخوة ولاكرامة ولا مخافة الله ولا أى شىء.. وكنا تصورنا ان هذا (الانحطاط) انتهى, مع رحيل المجلس العسكرى..لكن «حمادة صابر» اكد يوم الجمعة الماضى انه لم ينته بعد! - حمادة صابر مواطن مصرى غلبان.. يبدو ان قدره «التعس» كاد ان يظهر لأول مرة فى حياته ليس على شاشة مصرية - أولا - وإنما على شاشه عالمية التأثير وهى cnn, وهو عار تماما من ملابسه.. غارق فى دمائه ودموعه وعذاباته..فكبرياؤه مسخت بعصى الأمن وهرواتهم التى لا تعرف الرحمة ولا الشفقة, وكرامته سحقت تحت وابل من الركلات بالأحذية العسكرية الغليظة, التى انهالوا بها عليه, وكأن هرواتهم المسيلة للدماء والدموع لا تكفى لتأديبه, واغتيلت انسانيته غدرا وغيلة.. بالفرجة عليه والتلذذ بضربه وايذائه والتشفى فيه, والسخرية منه وهو يتكوم ويتدحرج من شدة «فين يوجعك» ومن «تفنن» الساحلين المجرمين فى اختيار مناطق «الوجيعة».. فيكرون على جسمه العارى ضربا وتشبيحا بهرواتهم وكأنهم يرقصون رقصة خاصة احتفاء بنصر مؤزر على «اسرائيل» مثلا.. بينما المسحول يستجديهم وهو أشيب محبوس فى الجزء السفلى من سرواله الذى حبسوه فيه, فلا هو قادر ان يمشى أو يجرى, ولا هو قادر أن «يطاطى» لكى يرفعه فيستر عورته أو يعدل مشيته أو جريته خوفا من أن يتصوروا أنه مازال به نفس.. بينما هو غارق فى الدماء ومبلل بالوجع والدموع والقهر, فيواصل أنينه دون ان يرحموا «هزيمته» ولا حول ولا قوة إلا بالله! - نفر من الشرطة المصرية (هل هم كذلك حقا؟ أم من الصهاينة؟) تجردوا من مشاعرهم وانسانيتهم.. وتلذذوا بتوجيه ضربات محددة محسوبة الأثر للرجل.. حمادة صابر».. الذى مزق مظهره العارى نياط قلوب الكفار والمؤمنين على السواء.. مزق «حشا» الناس فى كل مكان.. فى أمريكا وأوروبا قبل القاهرة والرياض والكويت ودمشق.. وذكرنا بما حدث فى أقسام «العادلى – مبارك» لعماد الكبير (نموذجا شهيرا).. لقد كادوا أن يقتربوا من «غرس» هرواتهم فيه, مثلما غرست عصا الضابط اسلام نبيه فى «عماد الكبير» لتظل وصمة فى نظام لا جهاز أمنى فقط.. ذكرتنا بواقعة الاعتداء على «الشاب خالد سعيد الذى ضرب حتى الموت وأفضت وحشية الضرب والتعذيب والقتل الى اسقاط رئيس ان لم يكن نظامه بأكمله. - هذه البشاعة تحتاج الى ثورة «تعبيرية».. قد يفجرها بيت الأبنودى الشهير «إحنا ولاد الكلب الشعب».. ضمن قصيدة تحمل اسم هذا البيت ومطلعها يدوى ويفور مخاطبا هؤلاء البشعين بقوله: ياعم الظابط انت كداب واللى بعتك كداب/مش بالذل هشوفكم غير/ أو استرجى منكم خير/ انتوا كلاب الحاكم واحنا الطير/ إلى أن يصرخ مدويا: احنا ولاد الكلب الشعب/ احنا بتوع الضرب ببوز الجزمة وبسن الكعب/ ياااه كل هذا القهر؟ كل هذا السحل وبلا توقف ؟ وبلاخوف من العقاب والمحاكمات؟ لم تجتهد نيابة واحدة فى الوصول الى حقيقة.. الحقيقة ليست مهمة فيما يبدو فى زمن الاخوان.. فانت لا ترى الا عجبا وكذبا وتواريا واخفاء واستعباطا.. وتلاعبا بالناس.. (والفقرا بيئنوا من الوجيعة/ وأعلى ما فى مصر قولة آآآآآآه) وهذا الأنين بتوقيع الخال الأبنودى. - ولكن الإخونجى «الشيخ» (...) أبو اسلام لايرى غضاضة أو مشكلة فى سحل وضرب وتعرية حمادة صابر.. ففى رأيه أنه «مجرم من بين ألف مجرم» كان لابد ان يمسك بهم عند «الاتحادية» ويسحلوا مثله فهم «مجرمون» ذهبوا للاعتداء على الرئيس.. قالها الرجل الذى «يبدو» من هيئته تقيا ورعا بلحيته البيضاء الكثيفة وجلبابه الابيض (المنقوع والمغسول فى «رابسو» العم خيرت), وهو يمتلىء فرحا وشغفا - وربما أملا - بمزيد من الضرب وهو يعرب عن غضبه ممن طالبوا - من الاعلاميين - باعتذار الرئيس مرسى والاخوان (كاذبووون) قائلا بغل شديد: يعتذر ياحثالة ياغربان يازبالة يامنحطين يا ويا ويا.. ويااللى وياللى وياللى الخ مافى قاموس البذاءات؟! شيخ طاعن فى السن يتمترس خلف لحيته وجلبابه الابيض ليقوم بسب وسحل الناس على الهواء هكذا لانهم تحدثوا عن كرامة المصريين المفروض أنها مصانة بنص الدستور.. هذا الذى ذهب الشيخ (...) المكنى أو المدعو ابو اسلام - بنفس ثقافة «القطيع» - ووضع موافقته على الدستور من دون ان يعرف أن المادة 36 - كما يقول الدكتور الجمل – تحمل رئيس الدولة مسئولية مثل هذه الاعتداءات!! والمؤسف ان «حمادة صابر» لم يكن وحده فى الهم.. كان هناك ايضا الناشط «محمد الجندى» الذى اختطفوه سحلوا كل انسانيته فى معسكر الجبل الأحمر.. وأطفال فى المنصورة وغيرها.. لكن «ابو أسلام» هذا لانه لم يقرأ الدستور فهو لم يعرف مسئولية الرئيس! - بعد أن قرأت: يا اخوان (كاذبون) ياريس (؟؟؟) ياشيخ (...) ياحكومة فاشلة وغبية.. انتم لا تحتاجون الى مرآة لترووا بشاعتكم فيها فانتم تعرفون انفسكم جيدا لكنكم بحاجة الى تذكير بحقيقة ستسطع مهما غيبتم الشمس أو حجبتموها..يذكركم بها الشاعر النبيل فاروق جويدة بقوله: الله يالله انت الواحد الباقى /وعصر القهر يطويه الفناء/ كل الطغاة وان تمادى ظلمهم يتساقطون وأنت تفعل ماتشاء.