حل الفنان الكبير عبد العزيز مخيون ضيفا على مخيم الفنون أمس مشاركا فى الندوة التى نظمها المخيم لأبطال مسلسل الهروب، ودعا مخيون فى اللقاء الذى أداره الشاعر السعدنى السلامونى إلى التوافق كسبيل للخروج من العثرات التى يمر بها الوطن. فى البداية قدم السلامونى مخيون قائلا: هذا الفنان الكبير قدم 80 مسلسلا رائعا و12 مسرحية تعد من أهم مسرحيات المسرح العربى التى شق بهم عبد العزيز مخيون طريقا جديدا فى الفن ليقدم تجربة ثرية للأجيال القادمة عن كيفية تقديم فن محترم هادف بعيد عن الاسفاف والابتذال وله أيضا إسهام فكرى مهم من خلال كتاب "يوميات مخرج مسرحى" الذى يحمل حالة خاصة جدا حول أعماق المخرج المسرحى . وأشار السلامونى إلى أن الفنان عبد العزيز مخيون صاحب مواقف سياسية محترمة وصادقة، فقد كان من أوئل الفنانين الذين نزلوا للتظاهر مع الشعب وتبعه بعد كذلك العديد من النجوم الكبار. كما أكد أن ما قدمه مخيون عبر مشواره سيظل مرجعا للاجيال القادمة التى يراهن عليهم كل المبدعين.. بعدها دعا السلامونى ان تكون الندوة حوار مابين الجمهور والفنان عبد العزيز مخيون يتحدث خلاله عما تمر به مصر، وعن حياته وطفولته والصعوبات التى واجهها وكيف تغلب عليها وعن كيفية تواصله مع الناس. بدأ الفنان عبد العزيز حديثه مشيرا إلى أنه جاء للحديث عن مسلسل الهروب الذى أبدع فى كتابته بلال فضل ولكنه سيلبى طلب الشاعر سعدنى السلامونى بالكلام عن الأوضاع الراهنة فى حوار مفتوح مع الجمهور. وقال مخيون: ما وصلنا إليه الان بعد عامين من الثورة من أعمال بلطجة وحرائق وأحداث دامية وتصارع ما بين الاحزاب السياسية الذى يطلق عليه صراع النخب التى لا تشعر من الاساس بالانسان المصرى العادى الذى يسعى فى الحياة إلى لقمة العيش ويعانى من غلاء الاسعار وأنهيار الخدمات والفوضى الى أخر هذة المنظومة التى نعيش فيها. و قال: المتصارعين لا يرغبون فى الوصول الى توافق لاجل مصلحة مصر العليا فنحن لدينا قضايا مهمة يجب الالتفات اليها كالتعليم والتنمية والدفاع وغيرها الكثير ومصر ظلت أكثر من 30 عاما تعانى من اهمال فى الخدمات وإهدار فى ثراواتها فيجب النظر الى مصلحة مصر والخروج من دائرة التشكيك والتخوين وانعدام الثقة التى نعانى منها. وأكد مخيون أن الحل الوحيد للخروج من هذة الازمة هو التوافق الوطنى لان مصر وطن يتسع للجميع وتحتاج لجهود كل أبنائها ولا يستطيع أحد منفردا ان يتحمل مسئولية مصر واى فصيل مهما بلغت قوتة سيفشل لو استبعد الفصائل الأخرى وعلينا أن نتعاون من أجل رفعة هذا الوطن. وعن نشأته تحدث مخيون عن نفسه وعن مصر فى ذلك الوقت واصفا مصر التى كانت، فى إشارة لما وصلت إليه الأن وقال: كان التعليم فعالا وراقيا وأتذكر عندما كنت فى المرحلة الابتدائية كان المدرس يجعلنا نمثل باللغة العربية الفصحى وكان يساعدنى وزملائى فى أنتقاء الكتب من المكتبة المدرسية للاطلاع عليها بأجازة نصف العام لتقديم ملخصات لهذه الكتب المحددة للمسابقة وكان الطلاب يخطبون فى طابور الصباح باللغة العربية وكنا نحفظ شعر ونمثل روايات من الادب العربى والعالمى. وأتذكر ايضا – والكلام لمخيون – وانا فى المرحلة الثانوية بمدرسة دمنهور الثانوية دعانى أستاذى محمد غنيم مع وزملائى لتقديم مسرحية من 3 فصول كاملة بالغة الانجليزية ونجحنا فى تقديمها بفضل توجيه أستاذنا وحرصهم على مساعدتنا.. لقد كان النشاط الرياضى أيضا يحظى باهتمام كبير من قبل الوزارة فكان لدينا فى مدرستنا الحكومية جميع الأدوات الرياضة وكان بالمدرسة ملاعب لكرة السلة واليد وكنا نمارس الكثير من الرياضات حتى الجمباز وفى عيد النصر الموافق ل23 من ديسمبر الذى أستطعنا فية الانتصار على العدوان الثلاثى كانت تقام مسابقة تسمى "إختراق الضاحية" وهى عبارة عن العدو لمسافة 12 كيلو لاختراق مدينة أو ضاحية وهى الرياضة التى أسس عليها لعبة المارثون الرياضية الاولومبية.. وكان محافظ البحيرة حريص على الحضور لاعطاء الفائزين الميداليات. كان هذا حال البلد فى المدارس الحكومية وهذة هى كانت قيمة التعليم وهذا ما نطمح إلية الان وهو حلم من أحلام الثورة فقد حلمنا بعد 25 يناير أن يكون التعليم متاح لكافة أبناء الوطن بكفاءة عالية بالاضافة الى أن تكون المدارس ساحة لممارسة النشاط الموسيقى والرياضى والفنى فى عملية تربوية كاملة: خلقية وبدنية وتثقيفية. ونبه مخيون موجها حديثه للشباب الذين حضروا اللقاء إلى آهمية أهمية القراءة التى هى المكون الأساسى لحياة أى أنسان وقال: بدأت بالاطلاع على الصحف والمجلات ومنها الادبية مثل الهلال والمختار.. والقراءة هى التى ساهمت فى تكوينى ثقافيا وفكريا وساعدتنى فى مشوارى الفنى مشيرا إلى أن الفنان دون معرفة وثقافة يكون تناولة للادوار سطحى.. ولكن إذا امتلك مخزون ثقافى يستطيع النفوذ الى أعماق الشخصية وأبعادها وإنتمائها وحينما يصل الى هذة الدرجة من التوحد مع ما يقدمة يستطيع من خلالة توجيه رسالتة الى المشاهد فالتمثيل ليس عملية ترفيهية فقط بل له بعد فكرى وسياسى وثقافى هام جدا. وتابع مخيون: بعد الثانوية العامة ألتحقت بالمعهد العالى للفنون المسرحية قسم الاخراج والتمثيل وتخرج فيه عام 1977 ليؤدى بعد ذلك خدمتة العسكرية بالقوات المسلحة فى إدارة التوجية المعنوى وكان حين ذاك يقدم مسرحيات للجنود وأشاد مخيون فى معرض كلامه بالفريق أول محمد فوزى الذى كان حريصا على الحضور إليهم شهريا لاهتمامه بإعادة بناء الجيش وفى مقدمته الشئون المعنوية وشاركه فى ذلك الفريق سعد الدين الشاذلى اللذان كان لهما الدور الاكبر فى إعادة بناء القوات المسلحة. وبعد أدائة للخدمة العسكرية قدم العديد من المسرحيات على مسرحى الطليعة والقومى وفى هذا الحين بدأ التليفزيون فى أن يكون صاحب التأثير العظيم على الجمهور وكان الناس تنتظر مسلسل الساعة السابعة بلهفة فتشجع أن يخوض التجربة التليفزيونية وألتقى بالكاتب أسامة أنور عكاشة وقدما معا أعمالا كان لها تأثير كبير مع المشاهد مثل ليالى الحلمية والشهد والدموع وأبواب المدينة وغيرها. وأضاف كنت حريص كل الحرص على رفض أى عمل لا يقدم رسالة أو أى عمل بة إسفاف أوهبوط بالذوق العام ثم دعا مخيون الحضور لمناقشته وتوجيه الأسئلة فى حوار مفتوح. وحول سؤال عما تمر به مصر الآن وكيفية الخروج من الأزمة قال مخيون: يجب أن نتخلص أولا من اليأس ونشعر اننا قادرين على تحقيق أهداف الثورة وأن مازال لدينا الكثير للقيام به فالثورات لا تقوم وتنتهى فى أيام كما كان يعتقد او يتمنى البعض. خاصة أن ثورتنا كانت نابعة من شعب عانى مررا من ظلم كبير ودولة مركبة مثل مصر تحتاج الكثير من الوقت والمزيد من العمل إصلاح ما فسد وأضاف أنة كان يتمنى أن تكون التفاعلات الثورية بلا خسائر فى الارواح ولا الممتلكات.. هذه هى الثورات فالثورة الفرنسية أخذت حوالى 9 سنوات لكى تحقق جميع أهدافها والايرانية أستغرقت 3 سنوات حتى تحقق إستقرار كامل . ووجة الشاعر سعدنى السلامونى سؤالا للفنان مخيون عما دفعة للنزول للتظاهر قال مخيون أن الفنان يساهم فى التعبير بالعمل التراكمى وليس بشكل مباشر ولتحمسه ورغبتة فى تحقيق ما كان يقدمه وينادى به وهى بالتحديد أهداف الثورة نزل لكى يساهم فى التغير الذى طالما أنتظرناة . وفى إجابته على سؤال من الكاتبة الفلسطينية فدوى فؤاد عن حقيقة إغفالنا لتربص العدو الصهيونى بنا قال مخيون: نعم نحن نتناسى هذا العدو الذى يمتلك ذراعا طويلة تسعى دائما للنيل منا ومن مستقبلنا وينتهجون فى سبيل ذلك خططا طويلة وقصيرة الأمد ورغم اختلافاتهم فى الداخل إلا أنهم يتوحدون فى سبيل إعلاء دولة إسرائيل وحمايتها وخدمة المشروع الاستيطانى ويجب علينا أن نعلم أن كل ما يدور بالوطن العربى يرجع للعدو الصهينونى الذى يستخدم أساليبه الشيطانية لاجهاض المشروع الثورى. وعن سؤال عن الوضع فى مدينة بورسعيد والاحداث الدامية التى تحدث بها وعن تهديدات الاولتراس أهلاوى بالفوضى ان كان الحكم غير مرضى واصرار جبهة الانقاذ على تنفيذ جميع شروطها لكى تشارك بالانتخابات. قال مخيون ان ما يفعلة الاولتراس نتيجة لضعف الدولة ولعدم وجود من يواجة أى تجمعات قبلية بهذا الشكل مثلما يحدث فى بورسعيد من فوضى ولا تجد من يتصدى لها وعن الجبهة قال المشكلة أنها تدعى أنها تمثل الشعب وهذا ليس صحيحا لانهم لا يمتلكون قواعد على الارض ولا يعرفون الوصول الحقيقى للناس فيوجد 50 مليون مصرى لا ينتمون لاى تيار سياسى أو أى حزب متمثلين فى العمال, والفلاحين, والتجار,والطلبة ...إلخ هؤلاء لا يجدون من يعبر عنهم حتى أصبح الشعب المصرى يتيما يتنازعون علي تركته فالقوى السياسية الان لم تعد أهلا وهم لتمثيل الشعب بشكل حقيقى لكن مع إنتشار الوعى السياسى ووجود عمل سياسى حر غرضة الاول مصلحة الوطن يمكن إيجاد قيادات شعبية تستطيع تمثيل الاغلبية. وعقب الشاعر سعدنى السلامونى على كلام مخيون مشيرا إلى كلماته عن التفاؤل مؤكدا أن للتفاؤل والمل فعل السحر فى حياة الشعوب ومستقبلها وقال للجمهور واجهوا ما يحدث الآن بالتفاؤل.. مؤكدا ان الشعب المصرى يستحق ان تتحقق أهداف الثورة من عدالة إجتماعية ومساواة وإيجاد دولة قانون. وأختتم "مخيم الفنون" فعالياته أمس بفقرة فنية قدمتها فرقة نهاوند للموسيقى العربية التى قدمت سهرة فى حب مصر بقيادة أحمد المغازى الذى خاطب الجمهور أيضا مشيرا إلى كلمات عبد العزيز مخيون عن التفاؤل وقال: حقا التفاؤل والأمل هما أول خطوة نحو بناء وطن جديد بعد ثورة 25 يناير واليأس هو بداية طريق الفشل.. ثم أشار إلى أن الفرقة ستقدم أولى أغنياتها تكريما للرسول علية الصلاة والسلام بعنوان "مولانا صلى" و" لجل النبى" كما قدمت الفرقة أغنية "يابلد" من كلمات وألحان أحمد طارق وتابعت الفرقة تقديم مجموعة من الأغنيات الوطنية وغيرها من الأغنيات مثل "يعجبنى حاجات" و"هيلا هيلا يامطر" وكان المخيم قد بدأ نشاطة بفيلم تسجيلى عن الفنان سعد الدين وهبة بالتعاون مع المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية أستعرض الفيلم مشوار الكاتب المسرحى الكبير الذى قدم العديد من المسرحيات التى أحدثت تحول فى حركة المسرح العربى ومنها سكة السلامة, والسبنسة, وكوبرى الناموس, كما قام بكتابة السيناريو والحوار لعدد من الاعمال السينمائية والتليفزيونية منها زقاق المدق, والحرام, والزوجة الثانية, وأرض النفاق, وأبى فوق الشجرة والعديد من الأعمال الرائعة. وتحت عنوان سينما الشباب (الموجة الجديدة) عرض المخيم فيلم "أمن دولت" بطولة حمادة هلال وشيرى عادل وسيناريو نادر صلاح الدين وإخراج أكرم فريد. وتدور أحداث الفيلم فى إطار كوميدى هادف مأخوذة قصتة من أحد الافلام الاجنبية حول ظابط يكلف بحماية 5 أطفال ومن خلال إختلاف تفكيرة عن تفكيرهم تحدث الكثير من المفارقات والمواقف الكوميدية. وعقب هذا عرضا مسرحية وجوه لفرقة 20 يناير وهذا هو العرض الثانى للفرقة ضمن فعاليات المعرض ولاقى إقبالا جماهيرا كبيرا .