رأت صحيفة الجارديان البريطانية أن انعدام الثقة المتزايد بين نظام الرئيس محمد مرسي والمعارضة وحالة الاستقطاب الكبير التي تعيشها البلاد تلقي بظلال من الشك على تحول مصر نحو الديمقراطية المنشودة، وتقوض الامال في نهاية سريعة للازمة التي تحياها أكبر بلدان العالم العربي سكانا. وقالت الصحيفة إن الآمال في نهاية سريعة للمأزق المصري تتلاشى مع رفض زعماء المعارضة دعوة الرئيس مرسي ل"حوار وطني" وسط العنف الذي يلقي بظلاله على الذكرى الثانية للثورة التي اطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، حيث تم حظر التجول وإعلان حالة الطوارئ في ثلاث محافظات بعد مقتل نحو خمسين قتيلا. وأضافت إن حالة الاستقطاب الشديد هي السمة المميزة للفترة الانتقالية في مصر، في وقت تعيد الشرطة نفس صورتها القديمة بإطلاقها قنابل الغاز لتفريق المتظاهرين على كوبري قصر النيل أمس الاثنين في تكرار لنفس المشهد منذ سنتين، مشيرة إلى أن استمرار عدم الثقة ظهر بوضوح في اشتعال القتال نهاية الأسبوع في بور سعيد عندما حاول الأهالي اقتحام سجن المتهمين بمذبحة استاد بورسعيد العام الماضي. وأوضحت إن الاشتباكات في بورسعيد توضح مدى سوء الأمور بين الفرقاء التي زادت بعد فرض الرئيس مرسي حالة الطواري، وهو ما رفضته جبهة الخلاص الوطني واشترطت حكومة انقاذ وطني قبل البدء في الحوار والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة. وأشارت إلى أن المرعب في المشهد السياسي المصري انتشار المليشيات وهو ما يعتبر أمر مقلق للكثير من المصريين، لأن المتشائمين يخشون من انتشار العنف بطريقة يعجز المجتمع عن وقفها، مشيرة إلى أنه إذا لم تتدارك الامور ويعمل الجميع على بناء سلطة الدولة فأن البديل هو استمرار العنف والعنف المضاد.