رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن حادث تحطم قطار البدرشين في مصر، والذي راح ضحيته أكثر من 20 قتيلا من مجندي القوات المسلحة وإصابة أكثر من 100 آخرين، علامة جديدة على مدى تآكل الهياكل الأساسية والبنية التحتية في البلاد. وقالت الصحيفة إن الهياكل الأساسية في مصر تحولت إلى أداة قاتلة ومميتة لأبنائها الأكثر فقرًا في إشارة إلى سلسلة من حوادث القطارات التي تعددت في الآونة الأخيرة وباتت إحدى وسائل النقل "عرضة للمخاطر". وأوضحت الصحيفة أن حادث قطار البدرشين الذي وقع فجر أمس الثلاثاء دليل واضح على أن الثورة، التي اندلعت قبل عامين لتكون إغاثة للشعب المصري الفقير وشرارة لعصر جديد يخفف عنه الأعباء، لم تؤتِ ثمارها، وعلى ما يبدو أن حالة الفقراء تزداد سوءًا ولم تُغير الثورة أو النظام الجديد في حياته أي شيء حتى الآن سوى الموت والألم. ولفتت الصحيفة إلى أن هذا الحادث الأليم جلب موجة جديدة من الغضب ضد الرئيس الإسلامي الجديد "محمد مرسي" لفشله في تنفيذ الإصلاحات التي وعد بها أو إصلاح وترميم الخدمات العامة المتهالكة في البلاد. وذكرت الصحيفة أن مئات من المتظاهرين احتشدوا أمس الثلاثاء في محطة القطار الرئيسية بالقاهرة مرددين هتافات "الشعب يريد إسقاط النظام"، وانضم إليهم ركاب الرحلات التي ألغيت بسبب توقف معظم القطارات في أنحاء البلاد بعد وقوع الحادث. وعلى الجانب الآخر، يقول أنصار النظام الجديد ومؤيدين الرئيس "مرسي" إن توجيه مثل تلك الانتقادات الحادة إلى "مرسي" أمر غير عادل على الإطلاق، زاعمين أنه لا يمكن للرئيس أن يصلح على الفور نتائج سنوات طويلة من الفساد والإهمال وسوء الإدارة التي اتسم بها عهد "مبارك" الذي دام لقرابة الثلاثين عامًا. وانتهت الصحيفة لتقول إن الحادث أتى قبل أيام قليلة قبالة الذكرى السنوية الثانية لانتفاضة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس السابق "حسني مبارك" وبنظامه، متوقعة أن تشهد تلك الذكرى مسيرات ومظاهرات من جانب معارضي الرئيس "مرسي".