شهدت الأسواق المصرية انهيارًا في سعر محصول البطاطس، الأمر الذي يمثل كارثة على الفلاحين، لأن سعر بيعها أقل من نصف تكلفتها، وهو ما اضطر البعض منهم إلى بيعها لمزارع المواشي والأسماك. وتزرع مصر نحو 400 ألف فدان بطاطس، موزعة على 3 عروات زراعية، أولاها العروة الصيفى فى ديسمبر ويناير وتحصد فى مايو، وعروة البطاطس النيلى وتزرع فى يونيو وحصادها فى أكتوبر. والبطاطس الشتوى تزرع فى أغسطس وسبتمبر ويتم حصادها فى محافظاتالمنيا وبنى سويف والفيوم خلال ديسمبر، تصل إنتاجية الفدان لأكثر من 15 طناً. وفي هذا السياق، قال أحمد الشربيني، نائب رئيس الجمعية العامة لمنتجي البطاطس، إن انهيار أسعار البطاطس "خراب بيوت" للفلاحين"، وعلى الحكومة أن تقوم بصرف تعويضات ب 10 الآف جنيه، مع اعطائنا قرض مُيسر بدون فوائد لا يقل عن 30ألف جنيه، حتى نتمكن من الزراعة في الموسم المقبل. وأوضح في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، أن المتبقى من العروة الصيفي يتم بيعه لمزارع المواشي والأسماك، ويُباع الطن ب 300 جنيه، أما العروة الشتوي فتُباع ب 700 جنيه، مُبينًا أن السبب في انخفاض سعر البطاطس بهذا الشكل هو السماح بدخول كميات تقاوي مستوردة أكثر من استهلاك الدولة. قال حاتم النجيب، نائب رئيس شعبة الخضراوات والفاكهة، أن هناك وفرة كبيرة في المعروض من البطاطس، ولا توجد أزمة في الأسواق منها ولكن "خير زيادة"، ولكن الأزمة الحقيقة لدى الفلاح وهو الذي يعاني من انهيار سعرها بسبب خسارته. وأوضح في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، أن ما يحدث من تراجع لسعر البطاطس بهذا الشكل يدل على أن العرض والطلب هو المتحكم الرئيسي في الأسعار، مشيرًا إلى أن كيلو البطاطس اليوم يترواح سعره في الأسواق من نصف جنيه إلى جنيه ونصف. وذكر النجيب، أن أزمة الفلاحين وخسارتهم في حصول البطاطس، تُسأل عنها وزارة الزراعة، لأنها المفترض أن تقدم خريطة ثقافة زراعية، وتقوم بتوعية الفلاحين عن الكمية المزروعة وأن لديها قواعد البيانات. قال حسين عبد الرحمن أبو صدام، نقيب الفلاحين، إن انخفاض أسعار البطاطس، أزمة حقيقية تُرهق الفلاحين وسببت خسائر كبيرة لهم، لأنه سعرها أقل من تكلفتها 50%، إذ أن تكلفتها على الفلاح 2 جنيه وتُباع بجنيه فقط. وطالب في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، التدخل الفوري وتعويض الفلاحين الذين تعرضوا للخسارة بسبب تدني أسعار البطاطس، موضحًا أن هذا الانخفاض في الأسعار سببه كثرة المساحات المزروعة واهمال وزارة الزراعة في التوعية والارشاد للفلاحين عن الكميات المفروض زراعتها. وتابع أبو صدام، أن أزمة كورونا تسببت في ضعف الاقبال في الشراء على مستوى العالم، وكذلك اغلاق المطاعم وتوقف السياحة وانخفاض الطلب على البطاطس، وهو ما أدي إلى انخفاض سعرها بهذا الشكل.