دعا قداس عيد الميلاد الذي أقيم منتصف ليل الاثنين اللبنانيين إلى الجلوس إلى مائدة الحوار ونبذ الانقسام. وعمت الاحتفالات بمناسبة عيد الميلاد الاثنين جميع مناطق لبنان ورفعت الصلوات وقرعت أجراس الكنائس في الأديرة والكنائس. وفي "بكريكي" شرق بيروت، مقر البطريركية المارونية، ترأس بطريرك لبنان الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، عظة عيد الميلاد، وقال فيها: "إن الشعب اللبناني ينتظر من المسؤولين حل عقدة الانقسام والجلوس إلى طاولة الحوار، فينفتح أمامهم الباب لإجراء الاستحقاقات الراهنة ولمواجهة التحديات المفروضة إقليميا ومحليا ودوليا". ودعا بطرس الراعي إلى "حوار يتفاهم فيه اللبنانيون بقيادة رئيس الجمهورية (ميشال سليمان) على حل المشاكل والمشاكل الاستراتيجية العليا، من أجل توطيد استقرار الكيان اللبناني وتحقيق الديمقراطية واستقرار الاقتصاد". وأضاف الراعي بحضور رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان وعدد كبير من السياسيين :"نقول لهم لا تخافوا من أي تضحية يكلفكم بها هذا الحوار، فالأوطان لا تبنى إلا على صخرة التضحيات من جانب المؤتمنين على خدمة الخير العام". وترأس المطران الياس عودة قداس الميلاد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في وسط العاصمة التي دعا فيها أيضا "إلى الحوار وقبول الآخر والتنسيق والشراكة والتعاضد أسس صلبة لبناء مجتمع منتج في لبنان، مشددا على "أن كل المواطنين سواسية في الوطن والدولة للجميع بالفعل لا بالقول". وأضاف المطران عودة "يكفي ما نسمعه من أبنائنا الذين يتحسرون على الزمن الماضي الذي كانوا يشعرون فيه بفرحة الأعياد فالكل يشكو الجمود والغلاء وقلة الموارد بالإضافة إلى الخوف من المستقبل وما تخبئه لهم الأيام، والجميع يعانون لكن مشكلتنا أن بعضنا يريد الحل على حساب بعضنا الآخر متناسين أن الانهيار لن يطال الجزء بل الكل، وأن الخسارة ستشمل الجميع". وأرجأ الرئيس اللبناني ميشال سليمان جلسة الحوار الوطني التي كانت مقررة في نوفمبر الماضي، إلى 7 يناير المقبل، بعد أن قاطعتها قوى 14 آذار (المعارضة) لحين الاستجابة لمطالبها بإسقاط الحكومة الحالية بقيادية نجيب ميقاتي والتي طالبت بها عقب اغتيال اللواء الأمني بالبارز وسام الحسن في أكتوبر الماضي في بيروت.