رأت صحيفة "جارديان" البريطانية أن انعدام الثقة بين الشعب وقادة البلاد الجدد وحالة اللامبالاة التي أصابت الناخبين بشكل عام في عملية الاستفتاء على الدستور المصري الجديد بمرحلتيه الأولى والثانية هي السبب وراء تمريره وسط مخاوف متزايدة بما ستئول إليه البلاد في الفترة المقبلة. وأوضحت الصحيفة أن الجولتين الأولى والثانية من عملية الاستفتاء على الدستور المصري الجديد، والذي هيمن الإسلاميون على كتابته، شابهما جدلا واسعا مع تدني نسبة المشاركة وضعف الإقبال على الصناديق والتأخير في فتح اللجان الانتخابية في الوقت الذي مازالت فيه الأزمة مستمرة. واستطردت الصحيفة قائلة: "إن حالة عدم الثقة واللامبالاة أتت على أعقاب تقسيم عملية التصويت على مرحلتين بسبب وجود نقص في عدد القضاة للإشراف على التصويت بعد إضرابهم، احتجاجًا على مرسوم الرئيس الذي اعتبروه تدخل فاضح في استقلال القضاء، مما آثار شكوك العديدين في احتمالية تزوير الانتخابات أو التلاعب في النتائج التصويتية." ولفتت الصحيفة إلى أن استقالة "محمود مكي" نائب رئيس الجمهورية أمس السبت من منصبه قبل ساعات قليلة من انتهاء المرحلة الثانية من العملية التصويتية اربكت العملية الاستفتائية والمشهد السياسي بشكل عام، خاصة أن الاستقالة كانت ملزمة في حال إقرار الدستور. وقال "مصطفى أمين" أحد الناخبين في محافظة الجيزة "لا أشعر أن يكون هناك استقرار بعد تمرير الدستور، لأن كل المشاركين في عملية الصياغة والداعين إلى تمرير الدستور لا يكترثون بمصلحة البلد، بل لديهم دوافع في مصالحهم الشخصية."