بالشكل الذى جرى به أمس الاستفتاء على الدستور فى عشر محافظات، تأكد من الإقبال الشديد الزاحف على اللجان أن شعب مصر العظيم قال كلمته بلا ضد الدستور المشوه الذى لا يعبر عن طوائف الأمة. عندما تشهد المحافظات العشر هذا الزحف على صناديق الاقتراع يعنى أن الأمة المصرية لم يعد يخيل عليها أبداً أى إرهاب تمارسه جماعة الإخوان المسلمين وأتباعها من التيار الدينى، فى محاولة خبيثة جداً لمنع المصريين الأحرار من الإدلاء بأصواتهم والتصويت بالرفض ضد هذا الدستور الباطل. لقد بدأت جماعة الإخوان عشية الاستفتاء فى تنفيذ عملية إرهابية ضد المصريين بهدف الإعلان الرسمى للمصريين بأن الذاهبين المعارضين إلى الاستفتاء سيتعرضون للخطر، ورغم ذلك لم يعبأ أى مصرى بكل تهديدات الجماعة وما فعلته من مجزرة فى مدينة الإسكندرية أمام مسجد القائد إبراهيم وتعريض حياة العشرات للإصابة بالسيوف والسلاسل والجنازير، وكل وسائل البلطجة.. وكان أشد ما آلمنى وآلم كل المصريين، أن يتم احتجاز مصريين داخل مسجد القائد إبراهيم وصعقهم بالكهرباء فى محاولة يائسة من التيار الإسلامى لتخويف الشعب المصرى.. الغريب أن يتم ذلك فى حضور الشيخ أحمد المحلاوى.. فأى دين هذا الذى يقبل بما فعله هؤلاء المتأسلمون، فالذى حدث لا يفعله إلا السفهاء من البشر.. لقد تصورت جماعة الإخوان وأتباعها أنها بارتكاب مجزرة الإسكندرية عشية ليلة الاستفتاء فى المرحلة الأولى، ستجبر المصريين على الجلوس فى منازلهم وعدم النزول إلى صناديق الاقتراع لرفض هذا الدستور المشوه.. وخابت ظنون هؤلاء الذين لا يعرفون سوى سياسة التسلط والتجبر والمتاجرة باسم الدين والتمسح به، والدين الإسلامى من تصرفات هؤلاء جميعاً براء. خروج المصريين بهذه الكثافة إلى صناديق الاقتراع يعنى تأكيدهم على الرفض التام للدستور، ولو ماتوا جميعاً فى سبيل إعلاء شأن مصر فلن يمنعهم مانع من ذلك، فالأهم هو مصلحة الوطن والمواطن على خلاف فكر الجماعة التى لا تعرف سوى سياسة السمع والطاعة لكل من يجدون مصلحتهم عنده حتى لو باعوا البلاد!! المؤشرات من خلال عمليات المراقبة والرصد تؤكد أن المصريين قالوا «لا» للدستور، رغم كل وسائل التزييف والتدليس التى قام بها التيار الدينى،ورغم تسخير كل امكانيات الدولة المصرية لصالحهم خاصة انتداب ضباط ورؤساء جامعات وموظفين للإشراف على الاستفتاء بديلاً عن القضاة الذين سيسجل لهم التاريخ موقفهم بحروف من نور لعدم مشاركتهم فى هذه المهزلة التى لن يغفرها أحد للتيار الدينى ومحاولته السيطرة على مفاصل الدولة تحت تهديد السيوف والجنازير وما شابه ذلك من وسائل لا يعرفها إلا مجتمع الغابة. لقد ارتكبت جماعة الإخوان بمعاونة أجهزة الدولة مخالفات كثيرة فى سبيل تمرير الدستور، ولذلك فإن الفرصة كانت أمامهم سهلة فى تنفيذ ما يريدون لكن الرفض الكاسح من جموع المصريين، يعنى أن هذه الإرادة يضرب بها التيار الدينى عرض الحائط.. وفى المقابل لن يسكت شعب مصر على أية مهزلة قد تحدث ضد إرادتهم فى رفض هذا الدستور المشوه، وهذا ما ستكشف عنه نتائج الاستفتاء.