أكد عدد من الخبراء في الشأن الاقتصادي أن اتفاقية إنشاء آلية النفط مقابل الاعمار بين مصر والعراق التي تم الاتفاق عليها خلال زيارة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي ،خطوة جيدة حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين الدولتين حوالي مليار و600 مليون دولار، مؤكدين أن الهدف من الاتفاقية تعزيز العمل العربي المشترك بينهما، ويعكس مدى حرص الدولة المصرية على تحقيق التعاون والترابط مع العراق. وأضاف الخبراء أن العراق بحاجة إلى الخبرات المصرية في مجالات البنية التحتية لما تمتلكه مصر من خبرات في المجالات المختلفة، فضًلا عن أن الاتفاق يسهم في خفض الوارادات المصرية، وتوفير احتياجات السوق المصري، وتشغيل الشركات الوطنية المصرية المشاركة فى عمليات اعادة الاعمار وزيادة فرص العمل للمصريين بالعراق بما يساهم في زيادة تحويلات المصريين بالخارج، وبالامس، شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ومصطفى الكاظمى، رئيس الوزراء العراقى، بمقر مجلس الوزراء العراقى، مراسم توقيع 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبروتوكول تعاون بهدف تعزيز التعاون الثنائي المشترك بين البلدين وتم الاتفاق على إنشاء آلية النفط مقابل الاعمار. وفي هذا الصدد، قال الدكتور كريم عادل، رئيس مركز العدل للدراسات الاقتصادية، إن توقيع 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم في مجالات مختلفة بين مصر والعراق خلال زيارة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء بالامس يعكس مدى حرص الدولة المصرية على تحقيق التعاون والترابط مع العراق بشكل خاص وفي المنطقة العربية بشكل عام بهدف تعزيز العمل العربي المشترك في ظل الأوضاع العصيبة التي يعيشها العالم العربي. إعادة إعمار العراق وأضاف عادل، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن الدولة المصرية تحرص على تحقيق الاستقرار السياسي في المنطقة والحد من آثار الحروب والاضطرابات داخل العراق والمنطقة العربية، مشيرًا إلى أن الاتفاقيات والتعاون ستنعكس آثارها على الجوانب السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وبالتالي فإن مشاركة مصر في إعادة إعمار العراق يأتي حرصًا منها على إعادة عجلة البناء والتنمية والاستقرار إليها وللمنطقة العربية. آلية النفط مقابل إعادة الاعمار وذكر رئيس مركز العدل للدراسات الاقتصادية، أن الاتفاق على إنشاء آلية النفط مقابل الاعمار بين القاهرة وبغداد سيساهم في خفض الإنفاق على الواردات من المواد البترولية ، وهو ما سينعكس بدوره على خفض بند الإنفاق في الموازنة العامة للدولة والحفاظ على النقد الأجنبي الذي كان يتم توفيره آو تخصيصه لسداد قيمة الواردات، والاستفادة مما تم توفيره وإعادة توزيعه على القطاعات المختلفة بهدف تطويرها والارتقاء بها مثل التعليم والصحة والبنية التحتية وشبكة الطرق والاتصالات ، ومن ثم خلق بيئة استثمارية متكاملة توفر المزيد من فرص جذب الاستثمارات وزيادة معدلات النمو. النفط العراقي وتابع عادل، في ظل اكتشافات الدولة المصرية لحقول النفط الخام والغاز، وما سيتحقق من وفرة في النفط من العراق، سيجعل الدولة المصرية مصدر للطاقة في المنطقة لتصطف ضمن الدول المصدرة للنفط وتحتل مكانتها في عالم تجارة الطاقة عالميًا. وأكد الدكتور مصطفى أبو زيد، مدير مركز مصر للدراسات الاقتصادية، إن إنشاء آلية النفط مقابل الاعمار التي تم الاتفاق عليها بين مصر والعراق خلال زيارة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء بالامس مكسب كبير حيث أن كلا الدولتين ستستفاد من تلك الاتفاقية. الجدوى الاقتصادية وأضاف أبو زيد، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أن مصر ستستفاد اقتصاديًا من آلية النفط مقابل الاعمار في امدادها من البترول مقابل تلك الاعمال والتى ستساهم بشكل كبير فى توفير احتياجات السوق المصرى إلى جانب المساهمة فى اعادة تصديره بما يضخ من عملة صعبة تدعم الاحتياطى النقدى لدى البنك المركزي المصرى، بالاضافة الى تشغيل الشركات الوطنية المصرية المشاركة فى عمليات اعادة الاعمار وزيادة فرص العمل للمصريين بالعراق بما يساهم في زيادة تحويلات المصريين بالخارج. وأوضح مدير مركز مصر للدراسات الاقتصادية، أن العراق ستستفيد من تلك الاتفاقية من خلال إعادة انشاء البنية التحتية من شبكات الطرق والكبارى والصرف الصحى ومحطات الكهرباء وبناء مدارس ومستشفيات وتعتبر تلك المرتكزات الاساسية فى خطة التنمية العراقية لما تمتلكه مصر من خبرات في هذه المجالات. ورأى الدكتور أحمد سمير زكريا، مستشار مركز مصر للدراسات الاقصادية، الاتفاق بين مصر والعراق على إنشاء آلية النفط مقابل الإعمار خطوة هامة للغاية، خاصة أن العراق يحتاج لبنية تحتية قوية وأيضًا محطات كهرباء لسد احتياجات شعبه، ولاسيما أن التجربة المصرية المصرية أثبتت ريادتها من خلال المشروعات القومية وأصبحت من مصاف الدول المتقدمة في مجال الكهرباء والطاقة. العلاقات التجارية بين القاهرة وبغداد ونوه زكريا، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، إلى أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين القاهرة وبغداد تتسم بأتساع أفاقها وتعدد مجالاتها، حيث بلغ فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والعراق مليار و600 مليون دولار، فضًلا عن أن العلاقات تتسم بالتبادل التجاري والاستثمار الصناعي والزراعي والطاقة والسياحة والبناء والتشييد وغيرها. السوق المحلي المصري وأوضح زكريا، أن اتفاقية إنشاء آلية النفط مقابل الاعمار خطوة جيدة لسد احتياجات السوق المحلى المصري، خاصة أن العراق يحتل المركز الخامس عالميًا والثاني عربيًا من حيث أكثر الدول التي تمتلك احتياطي للنفط، لافتًا إلى أن وزارة البترول استهدفت خفض تكلفة الاستيراد خلال العام الماضى إلى نحو 13.1 مليار دولار مقابل 16.1 مليار دولار خلال العام قبل الماضي.