زعمت صحيفة "جارديان" البريطانية في افتتاحيتها الصادرة اليوم الأحد أن فكرة بناء المؤسسات في الوقت الحالي أمر خاطئ، مؤكدة أن المهمة الحالية التي يجب أن يتبناها الرئيس المصري "محمد مرسي" هي "بناء التوافق" بين طوائف الشعب وبين المعارضة والمؤيدين بجانب مؤسسة الرئاسة وإيجاد وسيلة للهدوء في البلاد. واستطردت الصحيفة قائلة: "الثورات بطبيعتها لا يمكن التنبؤ بما يليها من أحداث، والثورة المصرية ليست مستثناه من القاعدة، فالثورة التي بدأت منذ عامين كان هدفها الرئيسي هو الإطاحة بالديكتاتور "حسني مبارك"، ونجحت بالفعل في ذلك، والهدف الثاني والذي بات أكثر صعوبة هو إقامة نظام سليم ومجد للحكم الديمقراطي الذي يحظى بقبول أغلبية الشعب المصري، وهنا ما زالت مصر واقفة في مكانها." وأوضحت الصحيفة أن الأوضاع المصرية السياسية السيئة للغاية ليست أمرا مدهشا أو غريب أو مفاجئ، فلا يمكن لمؤسسات دولة انغمست في الفساد والاستبداد لأكثر من 30 عامًا أن تنصلح حالها بين عشية وضحاها، فأصحاب المصالح الخاصة لا يسقطوا بمجرد انهيار النظام القديم وكذلك الساسة لا يكتسبون المصداقية فور سقوط نظام وصعود آخر. ولفتت الصحيفة إلى أن وجهة مصر المستقبلية أمر يشعل نيران الحرب ويزيد التوتر بين الإسلاميين والعلمانيين، والليبراليين والمحافظين، بين الأقباط والمسلمين، لتشهد مصر حالة من الاستقطاب والفوضى والاضطرابات وحرب الشوارع بين المؤيدين والمعارضين، على حد زعمها. ورأت الصحيفة أن ما يحدث حاليًا في مصر، ليس اختلاف في الرأي، بل انفجار ناشب من الكراهية بين تلك الطوائف المتناحرة وهو ما يعكس فشل ذريع في الثقة بين الجبهات المختلفة، وهو ما يدعوا المعلقين إلى التنبؤ ببداية حرب أهلية في البلاد، إذا لم تنته الأزمة قريبًا. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بنصيحة موجهة للدكتور "محمد البرادعي"، رئيس جبهة الإنقاذ الوطني التي تضم أقوى جبهات المعارضة، تقول "إن إصرار المعارضة على عدم استئناف أي حوار لتحقيق شروطكم بشكل مسبق قد لا يكون في مصلحة الوطن وأن التوصل لحل وسط ضروري لحقن الدماء في مصر".