بدأت صحيفة الجارديان البريطانية مقالتها الافتتاحية بالحديث عن الوضع في مصر موضحة أن الثورات عامة لا يمكن التنبؤ بها ولا تعد الثورة المصرية استثناء من هذا الأمر، مشيرة إلى أن الثورة المصرية لم يمر عليها سوى عامين و بالرغم من ذلك فقد قامت بتحقيق أهم أهدافها وهو الإطاحة بنظام مبارك الديكتاتوري. وترى الصحيفة أن الهدف الثاني من الثورة وهو إنشاء نظام سليم للحكم الديمقراطي مقبول لغالبية المصريين يظهر أكثر إشكالية وهو أمر ليس مفاجئ، فالمؤسسات ذات المصداقية لا يمكن بناؤها بين ليلة وضحاها والسياسيون لا يصبحون صادقين فجأة. وأضافت الصحيفة أن الصراع الحالي الذي اندلع الأسبوع الماضي ليس بسبب اختلافات في الآراء وإنما هو انفجار في الكراهية يعكس انعدام الثقة الذي حذر المعلقون المخضرمون من أنه قد يكون بداية بحرب أهلية. ولكن خطورة الوضع الحالي تكمن في أن خطوط المعركة السياسية والمادية قد تؤثر على النقاش الدائر الآن على الدستور الجديد. تؤكد الصحيفة أن الإعلان الدستوري الذي منح الرئيس محمد مرسي صلاحيات واسعة يعتبر خطوة مؤقتة في الاتجاه الصحيح حتى ولو كان عرضه بفتح الحوار الدستوري لا يرضي معارضيه. ومن ناحية أخرى يجب على الرئيس أيضًا أن يتخلى عن الأسلوب الحواري الذي اتبعه الرئيس السابق حسني مبارك و الذي يتهم فيه المؤامرات الأجنبية ويدين العنف ويطالب بالتحقيق في الأمر. وفي النهاية ترى الصحيفة أنه على هذا الأساس الأكثر هدوءًا يمكن للطرفين وفصائلهما التي لا تعد ولا تحصى إعادة بناء الثقة فيما بينهم و التي افتقدوا إليها في ظل أحداث الأسبوع الماضي . مواد متعلقة: 1. "الجارديان" : فرنسا الممول الرئيسي للثوار السوريين 2. «الجارديان»: مرسي مخطئ.. والمعارضة هدفها الإطاحة به 3. الجارديان : اسرائيل تطارد صحفية أمريكية كشفت مذابح فلسطين