فيروس كورونا مثل موج البحر.. ما إن يدخل فى حالة جزر وتتراجع أعداد ضحاياه، سرعان ما يعاود حالة مد وتظهر موجة جديدة تزداد معها أعداد الضحايا.. وحاليًا.. تسود العالم حالة من الهلع بعد تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا من جديد، ومع اقتراب فصل الشتاء زادت مخاوف الكثيرين من تزايد انتشار الفيروس مرة أخرى، خاصة مع تشابه أعراض فيروس كورونا، مع أعراض نزلات البرد وفيروس الانفلونزا. ورغم أن كثيرًا من دول العالم بدأت التجارب السريرية على عدد من اللقاحات، فإنه لم يظهر حتى الآن أى مصل مؤكد لعلاج الفيروس، بينما حذرت منظمة الصحة العالمية بأنه «من المحتمل جدًا» أن تبلغ حصيلة وفيات فيروس كورونا مليونى شخص فى العالم. كما أعلنت المنظمة، عن أنه قد لا يكون هناك «حل سحرى» إطلاقًا لفيروس «كوفيد- 19»، رغم المساعى الدولية لتطوير لقاح فاعل ضده. فى الملف التالى نرصد طرق الخروج الآمن من الموجه الثانية من كورونا، والتى يتوقع الخبراء أن تنطلق مع منتصف شهر أكتوبر الجارى. تحذير: منتصف «أكتوبر».. عودة جديدة للوباء حذرت منظمة الصحة العالمية من تزايد وفيات فيروس كورونا لتصل إلى مليونى شخص إن لم تنسق الدول والأفراد جهودها للتصدى للفيروس، مؤكدة أن الموجة الثانية من الوباء تبدأ انتشارها فى منتصف أكتوبر الحالى. يذكر أن أعداد الوفيات عادت إلى الارتفاع فى الولاياتالمتحدة مع تسجيلها 40 ألف إصابة جديدة يوميًا. وتراوح متوسط عدد الوفيات اليومية بين 700 و800 فى الأيام الأخيرة مقارنة بحوالى 300 فى الاتحاد الأوروبى وفقًا لموقع «أور وورلد إن داتا» المتخصص استنادًا إلى البيانات الرسمية. وتخطى عدد المصابين بفيروس كورونا بمصر إلى أكثر من مائة ألف مصاب، فيما بلغ عدد المتعافين 94 ألفًا وبلغ عدد المتوفين 5800 نتيجة الإصابة بالفيروس. من جانبه قال الدكتور محمد حسن خليل، منسق لجنة الدفاع عن الحق فى الصحة، إن تحذيرات منظمة الصحة العالمية من خطورة انتشار فيروس كورونا خلال الشتاء القادم يجب أن نأخذها على محمل الجد، لافتًا إلى أن منظمة الصحة العالمية أطلقت تحذيرات من خطورة انتشار الفيروس منذ أن قررت الكثير من الدول الانفتاح والتعايش مع الفيروس فى ظل تدهور الاقتصاد فى العالم، مضيفًا أن ما حذرت منه منظمة الصحة حدث بالفعل وهناك ارتفاع فى حالات الإصابة بالفيروس فى كثير من الدول الأوروبية، وبالتالى عاد العزل عمليا فى بعض المناطق ولكن هناك تزايد فى الحالات. وأوضح أن هناك تحذيرات من أن الموجة الثانية من الفيروس سوف تحل فى منتصف شهر أكتوبر، وقد حدث بالفعل ارتفاع فى حالات الإصابة قبل دخول فصل الشتاء، مضيفًا أن ذلك يعتبر مؤشرًا قويًا على عودة الفيروس بقوة فى فصل الشتاء. وأوضح أن بعض الدول تجرى تحليلات لكل المشتبه بهم، بالإضافة إلى المواطنين العاديين، خاصة فى المناطق التى يوجد بها إصابات عالية، وبالتالى تستطيع تحديد نسب انتشار المرض بدقة، ولكن هذه الطريقة لا يتم تطبيقها فى مصر، حيث يتم تقسيم الأشخاص الذين يعانون من أعراض مرضية إلى ثلاث مجموعات، المجموعة الأولى تضم أصحاب الإصابة البسيطة والمجموعة الثانية يشمل أصحاب الإصابة المتوسطة، وأخيرًا المصابين بأعراض شديدة الخطورة، لافتًا إلى أن التحاليل تتم لذوى الإصابة شديدة الخطورة فقط، وهذه الطريقة لا تعبر بدقة عن مستوى انتشار المرض فى مصر. وأكد أن الدول التى عادت فيها الأنشطة بشكل كامل، تقوم بإجراءات احترازية شديدة، وتقوم بإجراء تحليل بشكل مستمر، وتفصح لمواطنيها بشفافية عدد الحالات المصابة بشكل يومى، وما هى نسبة أشغال المستشفيات وما هى عدد الأسر بالعناية المركز. لافتًا إلى أن هناك إحصائية عن عمل التحليلات فى دول العالم، احتلت مصر المركز 166 من أصل 182 دولة، مما يعنى أن مصر فى ذيل دول العالم، ومقارنة بالدول العربية احتلت رقم15 من أصل 18 دولة، ولا يوجد سوى السودان الجنوبى والسودانى الشمالى واليمن الذى أقل من مصر فى نسبة التحليل. وأضاف أنه يجب أن تكون هناك إجراءات أكثر احترازية، خاصة مع عودة المدارس والحياة لطبيعتها بمصر، لافتًا إلى أن الدول التى قامت بعود المدارس بأوروبا، اتخذت إجراءات شديدة، منها أن عدد الفصل لا يزيد على 15 طالبًا، وذلك لكون أن عدد الطلاب فى الفصل فى الظروف العادية لا تزيد على 30 طالبًا، ومع ذلك قامت الكثير من المدارس بإغلاق نتيجة لانتشار الفيروس بها. الإجراءات الاحترازية فى المدارس.. ضرورة لمقاومة الجائحة شىء من الخوف يسود البيوت المصرية، بعدما اقتربت عودة المدارس، فى ظل انتشار فيروس كورونا، ومع اقتراب موسم الشتاء الذى يتكاثر فيه الفيروسات مثل البرد والإنفلونزا. وتواصل وزارة الصحة استعداداتها لبدء العام الدراسى عبر اتخاذها عددًا من الإجراءات الاحترازية واتباعها أساليب لرصد الإصابات بفيروس كورونا ووضعها آليات لكيفية عزل ومتابعة الحالات المصابة إن وجدت، حسب ما أعلنته وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد. وقال الدكتور طارق شوقى وزير التعليم إن «مشكلة مثل الكثافة العالية فى الفصول سيتم التغلب عليها بتوزيع الطلبة على الأماكن الفارغة فى المدارس وعلى أيام الأسبوع»، مشيراً إلى أن كل فصل سيضم ما بين 20 و25 طالبًا فقط. من جهته، حذر الدكتور جيريمى هوبكنز، ممثل منظمة «اليونيسيف» فى مصر من إغلاق المدارس الذى «يمكن أن يؤدى لفقدان معنى العملية التعليمية والأمان الذى توفره للأطفال نتيجة بقائهم داخل المدارس وبعيدين عن الشارع». قال الدكتور أيمن أبوالعلا، عضو لجنة الصحة بالبرلمان، إن التزام المواطنين بالإجراءات الاحترازية، هو سر الوقاية من فيروس كورونا، لافتًا أن التباعد الاجتماعى وارتداء الماسكات، والالتزام بالنظافة الشخصية، مؤكدًا أن الالتزام المواطنين هو الفيصل لتحجيم الفيروس فى تلك المرحلة، لكون أن انتشار الفيروس من عدمه يعتمد على وعى المواطن. وأكد أن دخول فصل الشتاء يضعنا فى مأزق كبير فى حال عدم التزام المواطنين بالإجراءات الاحترازية، نتيجة ارتفاع حالات الإصابة بفيروس البرد والإنفلونزا، والتى يصعب التفرقة ما بينهم لدى المواطنين، كما أن موسم الشتاء موسم ينشط فيه الفيروسات بشكل عام. وأوضح أن مصر لديها لجنة علمية على مستوى عالٍ جدًا، وتقوم حاليًا بعمل تجارب سريرية على لقاح صينى وروسى، متوقعًا أن تحدث طفرة فى وجود الأمصال مع نهاية شهر أكتوبر على مستوى العالم، موضحًا أنه حتى الآن منظمة الصحة العالمية لم تعترف بمصل حقيقى ضد فيروس كورونا. وأضاف أن عودة المدارس سوف تمثل تحديًا كبيرًا لدى جميع الأسر المصرية، نتيجة للاختلاط الذى سوف يحدث بين الطلاب، حتى وإذا تم الإعلان عن تخفيض عدد الطلاب فى الفصل، ولكن يجب على جمع الأمهات الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وتعليم الأبناء جيدًا، الإجراءات الوقائية ضد الفيروس، لعدم الانتشار، كما يجب منع كل التلاميذ الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكر والقلب أو الربو، ويتم الاعتماد على الطرق البديلة فى التعليم سواء التعليم عن بعد أو البرامج التعليمية. 6 اختلافات بين الإنفلونزا والبرد و«كوفيد 19» كورونا والإنفلونزا ونزلات البرد.. 3 أمراض اعراضها تتشابه لدرجة التطابق تقريبًا، ولهذا فإن كل من يصاب بنزلة برد أو إنفلونزا، يعتقد أنه مصاب بكورونا. هذا التشابه الكبير دفع منظمة الصحة العالمية إلى إصدار تقرير يوضح الفارق بين «كورونا» و«الإنفلونزا».. وقالت المنظمة فى تقريرها: «إذا شعر المريض بارتفاع مفاجئ فى درجة حرارة الجسم أو سعال مفاجئ، فهو مريض بنسبة 80% بالإنفلونزا وليس بفيروس «كورونا» على عكس الاعتقاد السائد، حيث إن من المعلومات الواردة عن «كوفيد - 19» حتى الآن هى تسلله إلى جسد المريض بشكل تدريجى ابتداء من يوم الإصابة، ليصبح من غير الممكن أن تظهر أعراض ثانوية أو أولية على المريض بشكل مفاجئ، بخلاف الإنفلونزا التى حين تصيب الأبدان تطرحها الفراش مباشرة ولمدة لا تقل عن ثلاثة أيام. وقالت «الصحة العالمية»: فى بعض الحالات الحرجة، تتجسد الأعراض المفاجئة على مرضى «كوفيد - 19» فى ضيق التنفس الحاد، أو الفشل الكلوى الحاد أو توقف بعض الأعضاء الأساسية عن العمل، ومن هنا تأتى الزيادة اليومية فى أعداد الوفيات سواء للحالات الحرجة أو للحالات التى يجمع الأطباء أنها مستقرة، هنا أيضًا تكمن الخطورة، وفقًا لتقرير منظمة الصحة. وتابعت: خير دليل على التمييز بين الإصابة ب«كوفيد - 19» من عدمها هو مراقبة مدة ظهور الأعراض، فإذا تجاوزت الستة أيام تزيد احتمالات الإصابة بفيروس كورونا، وهو ما يعرف علميًا بفترة حضانة الفيروس، فمتوسط حضانة «كوفيد - 19» هو 6 أيام، أما الإنفلونزا فمتوسط فترة حضانته ثلاثة أيام فقط، وفق تقارير منظمة الصحة العالمية. الفارق الثالث- الحاسم بين الإنفلونزا وكورونا هو حاسة الشم أو التذوق: فالمصاب ب«كورونا» يحدث له فقدان مفاجئ لحاستى الشم والتذوق، على الرغم من عدم انسداد الأنف.. وهو ما لا يحدث مع الإنفلونزا، صعوبة التنفس تعتبر أيضًا، عاملًا مميزًا بين كورونا والإنفلونزا، فإذا كان المريض لا يعانى أصلًا من أمراض صدرية أو مشاكل فى الجهاز التنفسى واشتكى من صعوبة فى التنفس مفاجئ، فمن المرجح أن يكون ذلك إنذارًا بالإصابة بفيروس كورونا وليس الإنفلونزا. كما أن ارتفاع درجة الحرارة هو العرض المشترك بين الإنفلونزا و«كوفيد - 19» والذى اتفق الأطباء على ظهوره فى 90% من حالات الإصابة بفيروس كورونا، فباقى أعراض الإنفلونزا مثل السعال وانسداد الأنف والعطس المتكرر والآلام فى عضلات الجسد ليست ثابتة لدى مرضى «كوفيد - 19»، أما الحمى فهى العرض الوحيد المشترك والشائع بين الفيروسين. يقول الدكتور أمجد الحداد استشارى الحساسية والمناعة، إنه مع دخول فصل الشتاء، سوف يقابلنا ثلاثة أشياء هى دور البرد والإنفلونزا وفيروس كورونا، حيث تشابه أعراضه الثلاثة، موضحًا أن أعراض دور البرد تتمثل فى ارتفاع حرارة الجسم بشكل بسيط مع احتقان بالحلق ورشح دون آلام فى العظام ودون وجود مشاكل تنفسية، بينما الإنفلونزا مرض سريرى، تكون أعراضه ارتفاعًا شديدًا فى حرارة الجسم وتكسير فى العظام مع مشاكل تنفسية وسعال وصعوبة فى التنفس، أما فيروس كورونا، فليس له كتالوج وقد يأتى بدون أعراض أو بأعراض بسيطة تماثل دور البرد أو يأتى بأعراض شديدة تماثل أعراض الإنفلونزا، وقد يأتى بأعراض أمراض الجهاز الهضمى، لذا فإن شتاء هذا العام هو شتاء تحد نظرًا لصعوبة الفصل بين أعراض الفيروسات الثلاثة، لذا كان مصل الإنفلونزا مهمًا وضروريًا. وأوضح أن عودة المدارس لطبيعتها، يعتبر تحديًا ضخمًا للأمهات، ولهذا يجب عليهن وضع برامج تغذية صحية سليمة أهمها الغذاء الذى يحتوى على البروتين «مثل اللحوم والدجاج والسمك والبيض واللبن» وفيتامين سى «يوجد فى البرتقال واليوسفى والجوافة» والزنك وله دور فى تقوية المناعة ومتواجد فى المكسرات، وعسل النحل ومضادات الأكسدة، كما أن فيتامين «د» عنصر مهم لتقوية المناعة ويشدد «الحداد» على البعد عن الأكلات السريعة والأكلات التى تحتوى على المواد الحافظة وضرورة ممارسة الرياضة وأخذ قسط كاف من النوم يساعد على تحفيز الجهاز المناعى، كما يجب تعليم أبنائنا أساليب النظافة وغسل الأيدى والتباعد الاجتماعى، والبعد عن التوتر والانفعال لما له من آثار سلبية على الجهاز المناعى. وطالب «الحداد» بضرورة الالتزام بالإجراءات الإحترازية.. وقال: «الإجراء الوقائى لفيروس كورونا حتى الآن هو ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعى، لتجنب الإصابة بالفيروس، ويجب علينا جميعًا تطبيق تلك الإجراءات، لحين إيجاد لقاح»، لافتًا إلى أن الكثير بدأ يتخلى عن الكمامة، وهو أمر خطير فى ظل توقعات بحدوث موجة ثانية من فيروس كورونا، فى حالة عدم الالتزام بالإجراءات. وعن احتمالية انتهاء فيروس كورونا، أكد أن فيروس «كورونا» ليس له كتالوج، بمعنى أنه قد يختفى فجاءة، وقد يتحول إلى فيروس عادى ويضعف مثل البرد والإنفلونزا، وهو الاحتمال الأقرب وتكون له مضاعفات بسيطة مثل الإنفلونزا، لافتًا إلى أن فيروس كورونا له عدة سلالات متواجدة فى دول العالم، مضيفًا أن هناك مؤشرًا عامًا يؤكد أن فيروس «كورونا» مازال ينتشر ولكن حدة الفيروس تضعف، وهو ما انعكس فى انخفاض عدد الوفيات. تجارب اللقاحات مستمرة.. ومصر من أوائل الدول مازال العالم أجمع يبحث عن مصل أو لقاح ضد فيروس كورونا، وبدأت مصر والكثير من دول العالم إجراءات فعلية وتجارب سريرية، للوصول إلى مصل يقضى على الفيروس الذى سبب رعبًا للعالم كله. وتوقع بعض الخبراء، الوصول إلى مصل يقضى على فيروس كورونا، فى أواخر شهر أكتوبر القادم، بينما توقع البعض، عدم القدرة على الوصول لذلك اللقاح، إلا بعد مرور عامين. فيما حذّرت منظمة الصحة العالمية، من أنه قد لا يكون هناك «حل سحرى» إطلاقًا لمرض فيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19»، رغم المساعى الدولية لتطوير لقاح فاعل ضد فيروس كورونا «كوفيد - 19». وقال مدير المنظمة تيدروس أدهانوم جيبرييسوس فى مؤتمر صحفى عقد عبر الإنترنت من جنيف «ليس ثمة حل سحرى حاليًا وقد لا يكون هناك «حل» إطلاقًا». وأضاف: «التجارب السريرية تعطينا أملاً. هذا لا يعنى بالضرورة أنه سيكون لدينا لقاح» فعّال، خصوصًا مع مرور الزمن. لكنّه أكد أنه يمكن السيطرة على فيروس كورونا «كوفيد - 19»، خصوصًا عبر القيود و«الممارسات الجيدة». من جانبها، أطلقت وزارة الصحة والسكان فى مصر، منتصف شهر سبتمبر، موقعا إلكترونيا لاستقبال المتطوعين الراغبين فى المشاركة بالتجارب السريرية للقاح كورونا، لبيان الشروط الواجب توافرها للتطوع فى التجربة. وكشفت وزارة الصحة أن المتطوعين سيمكنهم المشاركة من خلال 3 مراكز هى: الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات «فاكسيرا»، ومستشفى صدر العباسية ومعهد الكبد. وأعلنت وزيرة الصحة المصرية، هالة زايد، بدء المرحلة الثالثة والأخيرة من التجارب السريرية على لقاحين تطورهما، مشيرة إلى نتائج مطمئنة للقاحين، وأضافت أنه «فى المرحلة الثالثة، كان المستهدف إجراء تجارب على 45 ألف شخص عالميا، منهم 6 آلاف فى مصر»، ويشارك 35 ألف متطوع منهم مصريون وإماراتيون وأردنيون وبحرينيون، فى التجارب السريرية التى دشنتها شركة «G42»، فى العاصمة الإماراتية أبوظبى. وأكدت الدكتورة هبة والى، رئيس الشركة القابضة للمصل واللقاح، بدء المرحلة الثالثة للتجارب الإكلينيكية على لقاحين لفيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19»، فى إطار حزمة متكاملة تشمل البحوث على اللقاحات المحتملة والتعاون فى مجال التصنيع حال ثبوت فعاليته، وذلك فى إطار التعاون مع الحكومة الصينية، وشركة G42 الإماراتية للرعاية الصحية. وقالت هبة والى، إن تلك التجارب أطلق عليها «لأجل الإنسانية» تتم فى 4 دول عربية وتحقّق سابقة جديدة من خلال مشاركة متطوعين فى كل من «الإمارات والبحرين والأردن ومصر»، مشيرة إلى أن المستهدف من إجراء تلك التجارب 45 ألف شخص على مستوى العالم، وتم إجراؤها على 35 ألف شخص حتى الآن، لافتًة إلى أنه من المفترض أن تشارك مصر فى تلك التجارب من خلال 6 آلاف شخص، حيث سيتلقى المشاركون فى تلك التجارب جرعتين من التطعيم بينهم 21 يوماً، وسيتم متابعة المشاركين فى الدراسة لمدة عام كامل. وذكرت «والى»، أن تجربة اللقاح مرت بالمرحلة ما قبل الاكلينيكية، «ما قبل السريرية» وهى مرحلة اختبار اللقاح فى المختبرات وعلى الحيوانات، ثم المرحلة الأولى وتمت على عدد من الأصحاء لاختبار الأمان وقياس الفاعلية والجرعة القياسية لإنتاج أجسام مضادة بمستوى مناسب، وتمت المرحلة الثانية على عدد أكبر من المتطوعين والتى انتهت إلى ثبوت فاعلية وأمان اللقاح على المشاركين، ثم بدأت المرحلة الثالثة لاختبار اللقاح على مجموعة أكبر من دول العالم المختلفة وتعد مصر من ضمن تلك الدول والتى تهدف لاستكمال اختبار الأمان والفاعلية على عدد أكبر فى أماكن مختلفة. من جانبه، قال الدكتور محمد نصر أستاذ جراحة القلب بمعهد القلب القومى، أن مصر تجرى بالتجارب السريرية على لقاحات الفيروس، ضمن برتوكولات عالمية، مضيفا أنه ليس هناك دواء أو لقاح إلا بعد عامين، لافتا أنه لابد من التعايش مع فيروس كورونا مع اتخاذ المواطنين جميع الطرق الوقائية والاحترازية حفاظا على صحتهم، مطالبا جميع المواطنين العودة إلى ارتداء الكمامات، لعدم تفاقم الأمور خلال فترة الشتاء، مطالبا الحكومة بضرورة إجبار المواطنين على ارتداء الكمامات فى وسائل النقل العام، مع إصدار قرار بوجود تباعد اجتماعى فى هذه الوسائل، موضحاً أنه يجب تقليص أعداد الركاب فى الأتوبيسات وسيارات النقل العامة، بحيث لا تكون السيارة أو الأتوبيس كامل العدد. وأكد «نصر» أن الشعب أصبح لديه وعي كافٍ للتعامل مع الفيروس، كما أن حالة الهلع التى أصابت الكثير من المواطنين من الفيروس انخفضت بشكل كبير، ولكن على الجميع أن يعى أن الفيروس مازال متواجدًا، ويجب على الجميع الحذر، كما أن الفيروس من المحتمل أن يكون بقوة خلال الشتاء. وأوضح أن فيروس كورونا يسبب جلطات فى الرئة، مما يسبب مشكلات لأصحاب أمراض القلب والأوعية الدموية، لافتا إلى أنه لابد أن تؤخذ حقنة سيولة لكل من أجرى عمليات جراحية لمدة 11 يومًا، وبالتالى لابد أن يراعى كل مرضى فيروس كورونا عمليات انتظام ضربات القلب، وقياس حجم الأوكسجين فى الدم.