قررت جبهة الإنقاذ الوطنى رفض حضور الحوار الذى اقترحه الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية اليوم السبت لافتقاره أبجديات التفاوض الحقيقى والجاد وتجاهله لطرح المطالب الأساسية للجبهة، المتمثلة فى ضرورة إلغاء الإعلان الدستورى بأكمله وإلغاء قرار الرئيس بالدعوة للاستفتاء على الدستور فى 15 ديسمبر، وكذلك التشديد على ضروة الإسراع بتنفيذ مطلبها بقيام وزير العدل بندب قاض محايد للتحقيق فى أحداث الأربعاء الدامى فى محيط قصر الاتحادية، وتقديم المسئولين عن إسالة دماء المصريين إلى العدالة، مهما كان موقعهم السياسى أو الأمنى. خطاب هزيل اكد محمد عبد الرؤوف رئيس أمانة ائتلاف شباب الثورة أنهم قرروا عدم حضور هذا الحوار خاصة بعد خطاب الدكتور محمد مرسى الهزيل والذى خرج به الى الشعب بعد احداث قصر الاتحادية الدامية، مشيرا إلى أن الخطاب لم يحمل اى جديد او يلمح باى بادرة امل عن تراجعه عن قراراته بل أكد خلال خطابه على تصميمه على الاستفتاء على الإعلان الدستورى بل إنه يؤيد ما قام به شباب الاخوان المسلمين من دفاعهم عن الشرعية وعن رئيسهم المنتخب. مرسي فقد شرعيته وشعبيته أكد إبراهيم إدوار رئيس اتحاد شباب ماسبيرو أن خطاب الرئيس محمد مرسى الذى ألقاه فى وقت متأخر من مساء اول أمس جاء مخيباً لامال غالبية الشعب المصرى ومخالفا للمطالب المتتالية التى وصلت له بطرح حلول توافقية تساهم فى الخروج بمصر من الوضع الكارثى الحالى وتحقن دماء المصريين. وأضاف أن خطاب الرئيس مدهش فى انكاره للحقائق التى راها الملايين فى مصر وحول العالم على شاشات التليفزيون ووثقتها الصحف، والتى تبين بوضوح أن الدماء المصرية الطاهرة التى سالت فى محيط قصر الرئاسة بمصر الجديدة مساء الأربعاء 5 ديسمبر 2012 كانت بناء على تحريض واضح وصريح من قيادات جماعة الإخوان المسلمين التى ينتمى لها الرئيس. واشار إلى أن المواطن المصرى كان ينتظر على الاقل ان يعلن الرئيس محمد مرسى فى خطابه تراجعه عن الاعلان الدستورى خاصة بعد أن اتفقت جميع القوى السياسية والوطنية على رفض الاعلان الدستورى إلا أن الخطاب جاء مخيبا لكل الآمال، مما تسبب فى رفع سقف مطالب المتظاهرين والمعتصمين بالتحرير وطالبوا الرئيس مرسى بالرحيل خاصة بعد ان فقد شرعيته وشعبيته لدى المواطن البسيط، مشيرا إلى أن ما يحدث حاليا يعيد إلى أذهاننا ثورة يناير 2011. وأشار الدكتور أسامة الغزالى حرب رئيس الجبهة الديمقراطية إلى أن الرئيس تجاهل تماماً المطالب الواضحة التى كررتها الجبهة فى بياناتها الأخيرة وقام بطرح مقترحات لا صلة بالأزمة الحالية التى بدأت مع إصداره للإعلان الدستورى المنفرد فى 21 نوفمبر، وتصميمه والجماعة التى ينتمى إليها على الدفع نحو استفتاء على دستور يعصف بحقوق وحريات المصريين ويؤسس لنظام استبدادى. مؤكدا أنه دستور لا يحظى بتوافق المصريين ولم يشاركوا فى صياغته مشيرا إلى أن الدكتور مرسي مصر على الاستفتاء على الدستور فلا يوجد ارضية للحوار. أمريكا تدعم مرسي وأكد أحمد عبد الحفيظ رئيس الحزب الناصرى بعدم مشاركة الحزب فى الحوار الذى دعا اليه محمد مرسي اليوم خاصة بعد الخطاب العنيف التى وجهه الى المصريين مساء الخميس والذى يشمل كل انواع التحدى لكل معارضية بالرغم من الاحداث الدامية التى تشهدها البلاد حاليا. ويرى ان هذا دليل واضح على أن أمريكا أكدت لمرسي أنها تدعمه وتقف بجانبه والدليل على ذلك هو دعوة الرئيس الامريكى باراك اوباما للقوى الوطنية المصرية لاجراء حوار غير مشروط. وأضاف أن الرئيس تجاهل تمامًا أن أنصاره هم الذين بدأوا فى الهجوم على المعتصمين السلميين أمام قصر الاتحادية ونزعوا خيامهم بكل عنوة وعنف وبهذا قسم المصريين ما بين "مؤيد للشرعية" وهم أتباعه وأنصاره، ومعارضيه الذين نعتهم بالبلطجة والخروج على الشرعية. ولم يقتصر على ذلك فقط بل تجاهل ايضا قيام اغلبية القضاة بالاعلان عن رفضها الاشراف على الاستفتاء الدستورى وهذا دليل واضح على استخفافه بالقضاة وبالشعب المصرى اجمع، وبذلك اصبح الرئيس مرسى لا يتصرف كرئيس لكل المصريين بل كرئيس لفصيل سياسى واحد فقط وهى جماعة الاخوان المسلمين.