تصنيف الكونفدرالية - الزمالك على رأس مجموعة وقد يرافق المصري    وكيل الطب البيطري بالمنيا يتفقد مزرعة الجاموس النموذجية للاهتمام بالثروة الحيوانية    أستاذ هندسة طاقة: الهيدروجين الأخضر يؤدي لانعدام الانبعاثات الكربونية بالجو    طرح 70 ألف وحدة لمنخفضي الدخل قريبًا.. الإسكان الاجتماعي: لا صحة لمقترح الإيجار التمليكي    خلال لقائه نظيرته السلوفينية.. عبد العاطي يؤكد تضامن مصر مع لبنان ضد الاعتداءات الإسرائيلية    وزير الخارجية يلقي كلمة مصر في قمة المستقبل ضمن أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة    سفيان رحيمى يعلق على مواجهة الأهلى فى كأس الإنتركونتننتال    بالصور .. الأنبا مقار يشارك بمؤتمر السلام العالمي في فرنسا    سيراميكا كليوباترا يعلن التعاقد مع لاعب الأهلي    غدا.. أولى جلسات محاكمة الفنان عباس أبو الحسن بتهمة دهس سيدتين في الشيخ زايد    مجد القاسم يشعل أجواء مهرجان الغردقة لسينما الشباب.. صور    النجوم يتفاعلون مع مجد القاسم على أغانيه بحفله فى مهرجان الغردقة لسينما الشباب    قوات الاحتلال تقتحم بلدة الريحية جنوب الخليل بأكثر من 100 جندي    تفاصيل الحلقة ال 6 من «برغم القانون»..القبض على إيمان العاصي    هل يجوز قضاء الصلوات الفائتة جماعة مع زوجي؟.. سيدة تسأل والإفتاء تجيب    صحة المنوفية لمصراوي: إصابات فيروس A في الباجور لا تصل لمرحلة التفشي    هل متحور كورونا يمثل خطرًا كبيرًا؟.. رئيس اللجنة العلمية يوضح    "أسطورة من الأساطير المصرية".. أول تعليق من بيراميدز على إعتزال أحمد فتحي    مصطفى عسل يهزم علي فرج ويتوج ببطولة باريس الدولية للإسكواش    تأثير مجتمع القراءة «الافتراضى» على الكتاب    إعلام عبرى: إدارة بايدن أبلغت إسرائيل عدم دعمها دخول حرب شاملة    محمود سعد: الصوفية ليست حكراً على "التيجانية" وتعميم العقاب ظلم    خبير شؤون إسرائيلية يكشف خلافات داخلية بسبب الوحدة 8200 بجيش الاحتلال    مواجهات نارية.. تعرف على جدول مباريات الأهلي والزمالك في دوري الكرة النسائية    محافظ أسوان يكشف مفاجأة بشأن الإصابات بالمستشفيات.. 200 فقط    "صعود أول 3 فرق".. اتحاد الكرة يعلن جدول وشروط دوري المحترفين    عبد الرحيم علي عن تشكيل حكومة يمينية متطرفة بفرنسا: "ولادة متعثرة".. وإسناد الداخلية ل"برونو روتايو" مغازلة واضحة للجبهة الوطنية    رئيس جامعة بنها يستقبل وفدا من حزب حماة الوطن    رئيس جامعة أسيوط يستجيب لأسرة مواطن مصاب بورم في المخ    بالفيديو.. خالد الجندي يرد على منكرى "حياة النبي فى قبره" بمفأجاة من دار الإفتاء    استبعاد مديري مدرستين بمنطقة بحر البقر في بورسعيد    العربية للتصنيع تحتفل بأبناء العاملين والعاملات من المتفوقين بالثانوية العامة    حمدي فتحي يصنع.. الوكرة يسجل في شباك الريان بالدوري القطري (فيديو)    محافظ بورسعيد: انطلاق الدراسة الأسبوع المقبل بمدرسة قرية "2" بعد تطويرها    دون مصطفى محمد.. تشكيل نانت الرسمي لمواجهة أنجيه في الدوري الفرنسي    عاجل| مصر تحذر المواطنين من السفر إلى إقليم أرض الصومال    الجنايات تعاقب "ديلر العجوزة" بالسجن المؤبد    يسرا تحيي ذكرى وفاة هشام سليم: يفوت الوقت وأنت في قلوبنا    سفير الصين: 282 مليار دولار حجم التجارة مع أفريقيا بزيادة 26 ضعفا منذ 2000    وزارة العمل تنظم ندوة توعوية بقانون العمل في المنيا    مسؤول أمني إسرائيلي كبير: الوضع الحالي في الضفة الغربية يقترب من نقطة الغليان    رئيس جامعة حلوان يشارك في مؤتمر دولي بفرنسا لتعزيز التعاون الأكاديمي    الاحتلال الإسرائيلي يواصل تقليص المساعدات إلى غزة    ضبط فتاة زعمت تعدى 5 أشخاص عليها لزيادة نسب المشاهدات    الجامع الأزهر يتدبر معاني سورة الشرح بلغة الإشارة    التعليم العالي: بحوث الإلكترونيات يطور منظومة تصوير بانورامي ثلاثي الأبعاد    البورصة تواصل ارتفاعها بمنتصف التعاملات مدفوعة بمشتريات عربية وأجنبية    الرئيس السيسى يتابع خطط تطوير منظومة الكهرباء الوطنية وتحديث محطات التوليد وشبكات النقل والتوزيع ومراكز التحكم ورفع مستوى الخدمة المقدمة للمواطنين بشكل عام.. ويوجه بمواصلة جهود تحسين خدمات الكهرباء بالمحافظات    الصحة تنظم ورشة عمل لبحث تفعيل خدمات إضافية بقطاع الرعاية الأساسية    قبل «رضا» ابن إسماعيل الليثي.. نجوم فقدوا صغارهم في عمر الزهور    بداية جديدة لبناء الإنسان.. فحص 150 مواطنا بقافلة طبية بالأقصر    المنوفية تستعد لتدشين المبادرة الرئاسية "صحة وطن"    طالب يسأل والمحافظ يجيب في طابور الصباح.. «سأجعل مدارس بورسعيد كلها دولية»    بالبالونات والشيكولاتة، مدرسة ابتدائية بالغربية تستقبل التلاميذ في أول أيام العام الدراسي (بث مباشر)    بداية فصل الخريف: تقلبات جوية وتوقعات الطقس في مصر    انتظام الطلاب داخل مدارس المنيا في أول يوم دراسة    "كلامه منافي للشرع".. أول تعليق من على جمعة على تصريحات شيخ الطريقة الخليلية    اللهم آمين | دعاء فك الكرب وسعة الرزق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخرباوي :أنتظروا قطع الألسن وحرب الشوارع
نشر في الوفد يوم 06 - 12 - 2012

حالة من الاستقطاب الشديد يعاني منها المجتمع المصري، قرارات فوقية تزيد الانقسام ويرفضها المجتمع المدني وتؤيدها ميليشيات الإخوان المسلمين ومن يسير علي خطاها.
خرجت جماعة الإخوان عن الجماعة الوطنية لتبحث عن مصالحها وأجندتها الخاصة، هذا ما وصفها به ثروت الخرباوي القيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين في حواره مع «الوفد»، مؤكداً أنها تريد دستوراً يعبر عنها فقط ولا يعبر عن مصر، وهذا الدستور من أكبر أخطاء الإخوان في التاريخ، لأنها بسببه قسمت المجتمع بين مسلمين ولا مسلمين، في متاجرة بالمشاعر الدينية في سبيل بقائها واستحواذها علي السلطة.. مرجعاً هذا إلي غياب النظرة النقدية للإخوان بما يجعلهم يقعون في نفس الأخطاء أكثر من مرة، محذراً إذا استمر الوضع كما هو ستكون المرحلة القادمة للاستبداد وقطع الألسن وكتم الأنفاس وفقء العيون.
كيف تري الجدل الدائر حول مسودة الدستور؟
- هو نفسه الجدل الدائر حول مصر، لأن هناك من يريد أن يجعل مصر قطعة خاصة لهم، وآخر يريد أن يجعلها لكل المصريين، وما أقصده تحويلها إلي الخاصة الإخوانية، وهذا ينعكس علي إدارته للدولة وعلي كل المؤسسات، بما فيها إدارته للهيئة التأسيسية للدستور، وجماعة الإخوان أرادت أن تجعل هذه الهيئة كياناً تابعاً لها تعبر عنها، فيما يتعلق بكل أمور الحكم، ولهذا لجأت إلي إبعاد الكفاءات القانونية والاقتصادية أو الدستورية واختارت أصحاب الولاءات وأبعدت محمد كمال عبدالعزيز، أحد أبرع من أنجبتهم مصر في القانون بعد «السنهوري» ود. إبراهيم درويش، أحد العبقريات الدستورية، ود. علي الغتيت أحد أبرع رجال القانون الدولي، ود. أحمد كمال أبوالمجد، أحد أبرع من له صياغات محكمة، وهؤلاء كان في إمكانهم وضع دستور عبقري لمصر يعبر عنها وعن ثورتها، ولكن هذا ليس هو المطلوب لأنهم يريدون دستور يعبر عن الإخوان ولا يعبر عن مصر.
لكن يوجد معارضون انسحبوا من الهيئة التأسيسية؟
- حتي هؤلاء المعارضون تم اختيارهم، لأن بعضهم له ولاءات نفسية للإخوان المسلمين، والإخوان وضعوهم في الهيئة التأسيسية وكانوا قد وقفوا مع الدكتور مرسي في الانتخابات مثل حمدي قنديل ود. عبدالجليل مصطفي ود. حسن نافعة، وكانوا يطمحون لمكانة أكبر ولكن الإخوان لم تعطهم إلا عضوية في الهيئة التأسيسية للدستور، ثم لم يعطوا لهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم فما كان منهم إلا أن ضجروا وتركوا المكان.
ما تأثير هذا الانقسام علي المشهد السياسي المصري؟
- الانقسام الذي نراه الآن هو تعبير عن الانقسام الذي حدث بعد الثورة التي كانت تعبر عن مصر، وإذا بالإخوان المسلمين يخرجون عن الصف عندما اتفقوا مع المجلس العسكري علي تعديل الدستور، الذي كان من المفترض أنه انتهي من الوجود، لأن الثورات تقضي علي النظام والأفكار القانونية والدستورية التي كانوا يعيشون ويديرون الأمور بها، وهذا الانقسام كان يعبر عن اتجاهات خرجت بها الإخوان المسلمين عن الجماعة الوطنية، وبدأت تبحث عن مصالحها وأجندتها الخاصة، ثم تلاه انقسام طائفي والمجتمع الآن ينظر إليه، علي أن هناك إسلاماً وجزءاً آخر بدون إسلام.. وهذا يعتبر من أسوأ الأشياء التي تعرضت لها مصر، ومن أكبر أخطاء الإخوان المسلمين في تاريخها أنها ساهمت في قسمة المجتمع البشعة بين مسلمين ولا مسلمين، وهذا ظهر واضحاً في استفتاء 19 مارس فأصبحت الخلفية الانتخابية ليست علي الأفكار المطروحة ولكنها أصبحت «إسلام أو لا إسلام» واستغلوا الروح الرئيسية لدي الشعب المصري وتاجروا بالمشاعر الدينية ليصلوا إلي الحكم.
ما الوضع القانوني لجماعة الإخوان المسلمين؟
- هي جماعة غير شرعية، لأنها ظلت قائمة إلي أن أصدر «عبدالناصر» قرارين بحل جماعة الإخوان، وعندما حصلوا علي الضوء الأخضر من «السادات» أقاموا دعوي عام 1977 بإلغاء قرار الحل وظلت متداولة حتي صدر في 1992 حكم برفض الدعوي وادعت الجماعة أن محكمة القضاء الإداري أصدرت الحكم برفض قبول الدعوي لعدم وجود حكم بحل جماعة الإخوان المسلمين، وهذا غير صحيح.
وماذا يترتب علي تبعية حزب الحرية والعدالة لجماعة الإخوان المسلمين سياسياً؟
- حزب الحرية والعدالة لم يذكر في أوراقه أو برنامجه أنه تابع للإخوان المسلمين، ولكن من الجانب السياسي لا يعتبر حزباً بل جناح سياسي لجماعة الإخوان المسلمين، الذي يعبر عن أفكارها السياسية، وهو التطور الطبيعي للقسم السياسي في جماعة الإخوان المسلمين.
لكن طبيعة الأجنحة أو الأذرع والفصائل السياسية أو العسكرية جديدة علي مصر؟
- تجربة الإخوان المسلمين انعكست سلباً علي مصر، وعلي الروح الإسلامية لدي الناس، كان العالم والدعاية له قيمته في المجتمع ولنا أمثلة العز بن عبدالسلام والشيخ الخراشي اللذين كان يلجأ إليهما الناس عندما يعانون من السلطة، وكان الحاكم يخشي من سطوة العلماء وتأثيرهم في نفوس العامة، ولكن عندما نافس العلماء والدعاة أصحاب الدعوة علي الحكم، وهذا ما فعله وبدأه قادة الإخوان المسلمين، نزلوا إلي ملعب ليس ملعبهم وأرض ليست هي أرض الدعاة والعلماء، فأصبحت نظرة الناس لهم ليست نظرة التوقير مع أنهم قد يمنحونهم أصواتهم.
ومن ملعب السياسة تغير الخطاب الإخواني.. خاصة بعد الوصول إلي السلطة؟
- هذا صحيح.. لأن هذا الأمر كامن في نفسية الإخوان المسلمين، مع أنها كانت تخفيه قبل الوصول للسلطة، وإن كانت تظهر في بعض فلتات اللسان، وقد حذرت من هذا، وقلت: يوجد روح للاستعلاء ونظرة دونية للآخرين، علي اعتبار أن الإخوان يملكون الحقيقة والصواب، وأن القوي الأخري علي باطل، وهذا لأن الإخوان لا يتعاملون مع الناس علي أنهم دعاة، لأن هذه اللغة ليست لغة دعاة، والله سبحانه وتعالي أنزل قرآناً يتلي عندما عبس رسول الله في وجه رجل أعمي لا يري، وعاتب الرسول هذا العبوس، فما بالنا بالعبوس الذي يواجهوننا به ونراه في الوجوه، بل وزادوا بفحش القول مثل «أنجاس وملاعين وكفرة وموتوا بغيظكم ويغوروا في ستين داهية» وهذه التعبيرات لا تصدر من دعاة أبداً، بل تصدر من أناس تكفيريين يرون أنهم هم أصحاب الحق والإسلام، وغيرهم ليسوا من المسلمين بل من عبدة الطاغوت، لأنهم ينتمون إلي أفكار ليبرالية ويسارية وعلمانية واشتراكية.
ما تأثير مبدأ السمع والطاعة في الإخوان المسلمين بعد وصولهم إلي السلطة التي تقوم علي النقاش والحوار والجدل؟
- الذي تربي علي السمع والطاعة مثل الذي تربي في كتيبة عسكرية، وجماعة الإخوان تدار ويتم تربية أعضائها علي مفاهيم عسكرية، منها السمع والطاعة والثقة في القيادة، والمنظمات المدنية تقوم علي لغة الحوار وتبادل الأفكار وتنوعها وتعرف قيمة تنوع الأفكار وتبادل الآراء والحوار، والقرآن أكبر وأعظم كتاب حواري في العالم، وجماعة الإخوان المسلمين قرأت القرآن بعقلية عسكرية وليست العقلية المدنية، والذي تربي علي السمع والطاعة عندما يصل إلي الحكم تجده يجيد التنفيذ ولا يجيد الابتكار، لذلك من النادر جداً أن نجد أشخاصاً في الإخوان المسلمين يجيدون الابتكار ووضع سياسات ورؤي سياسية واقتصادية، ولكن في ذلك الوقت نجد لديهم قدرة فائقة علي التنفيذ، ولهذا كل الموجودين في المشهد السياسي لا يعرفون الحوار ولا يجيدونه، لأنهم تربوا في جو الحوار بعيداً عنه.
طالما أن الإخوان تنظيم شبه عسكري فإن هذا ينفي وجود صراعات داخلية؟
- لا بل توجد صراعات سببها الطموحات التي لا تكون إلا في المواقع القيادية، وهذا شيء مشروع، وصراع جيل «خيرت الشاطر» وعبدالمنعم أبوالفتوح وعصام العريان والجيل السابق لهم مثل محمد حبيب جزء من هذا الصراع وأن كل فرد فيهم يريد الوصول إلي منصب المرشد ولهذا يري أن الآخر منافس له، وبعضهم لا يؤمن بالمنافسة الشريفة، ويري أن مسألة وصوله هي الأولي، وخيرت الشاطر مثلا ينتمي إلي فريق فكري له ولاءات مع فكر سيد قطب، وفريق آخر يري أن أفكار حسن البنا هي الأولي بالتطبيق علي سياسة الجماعة، أو بعد وصولهم للحكم أصبح البعض يري أنه الأولي لان يكون رئيس الجمهورية القادم، ويوجد الرئيس الحالي الذي من طموحه أن يفوز بدورة ثانية في الرئاسة وليس معني أنهم تربوا في تنظيم عسكري أنهم مجردون من الطموحات التي تؤدي إلي الصراعات.
وما هو شكل هذه الصراعات؟
- هذه الصراعات ستبدأ في الظهور تدريجياً، وكل قيادة ستحاول أن تصنع لنفسها فريق عمل قوياً وهذا ظهر في انتخابات رئاسة حزب الحرية والعدالة حيث ساند «خيرت الشاطر» د. «سعد الكتاتني» وقام بتوجيه شعب الإخوان وكتائبها لإعطاء الأصوات للكتاتني، وفي المقابل كان الرئيس محمد مرسي يؤيد عصام العريان وهذا الصراع انتهي إلي فوز الكتاتني بنسبة 75٪ وهذا أظهر صراع الطموحات.
ما هو الحل الأمثل للتعامل مع الحركات والجماعات الدينية عندما تصل إلي الحكم؟
- الشعب المصري عندما يعطي توكيلاً لحاكم ينفصل عنه نفسياً بعض الوقت ويراقبه من بعيد، والشعب المصري به نخب وجماهير، والنخب عليها أن تقوم بدور قوي في المعارضة ولا تترك الأمور للجماعة ذات المفاهيم العسكرية، فالاستبداد سيقوي لان المرحلة القادمة هي لكتم الأنفاس وقطع الألسنة، وفقء العيون، وهذه الأمور ستصبح الأصل إذا لم تقم النخب بدور المعارضة القوية.
وهل يتمثل دور النخب في المعارضة القوية فقط؟
- لا.. بل تصدير مفهوم المعارضة إلي الشعب، وعدم الانخداع لأن «الإخوان المسلمين» عندما تريد أن تضحك علي مجموعة من النخب ذات الطموحات الخاصة تشاور لهم فيزحفوا فوراً إليهم لان الطمع يلبس ثوب المصلحة العامة، واكتسبت الإخوان خبرة في هذا من خلال تعاملاتها في النقابات العامة وهؤلاء نخب مزيفة وغير حقيقية ولابد أن يلفظها الشارع ويؤكد لهم أنهم مفضوحون.
وما حقيقة ميليشيات الإخوان التي تنكر وجودها؟
- «الإخوان المسلمين» لا تنكر إلا الثابت والصحيح لانها أنكرت اغتيال جريمة الخازندار، مع أن النظام الخاص الذي ارتكبها، واغتيال محمود فهمي النقراشي قالوا ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين وأيضا محاولة اغتيال عبدالناصر في 1954 أنكروها وثبت بعد ذلك أنهم كانوا وراءها في مذكرات د. عبدالعزيز كامل ود. يوسف القرضاوي وشهادة د. فريد عبدالخالق، والمليشيات لا تحتاج إلي دليل كما أن الشمس لا تحتاج إلي دليل وظهرت في جامعة الأزهر وأدت تدريبات قتالية، وخرج «مهدي عاكف» في نقابة الصحفيين وقال إنه مستعد لان يرسل 10 آلاف مقاتل ليقاتل مع الشعب اللبناني، وأيضا يعلن «العريان» في قناة «المنار» اللبنانية ويتحدث عن نفس الأمر أنهم قادرون علي تجهيز مائة ألف مقاتل ثم أنهم قاموا بعمل جيد في موقعة الجمل والإخوان يتفاخرون أن شبابهم الذين أفسدوا الأمر، إذن توجد ميلشيات مدربة داخل الإخوان المسلمين.
وما خطورة هذه الميليشيات المسلحة للإخوان المسلمين علي السلام الاجتماعي؟
- الخطورة تكمن في أن هذه الميليشيات تري أن الانضمام لجماعة الإخوان المسلمين فريضة، وبذلك تصبح جماعة الإخوان المسلمين وكأنها فريضة إسلامية، والآن أصبحت تحكم، وإذا خرج عليها أناس في المظاهرات أو أن تسقط في الانتخابات فحينها سيقع في ضمير هذه الميليشيات أن هؤلاء يقفون ضد الفريضة الإسلامية وسيوجد نوع من الالتحام والاشتباك وحرب أهلية، ولهذا فالإخوان المسلمون سيستخدمون كافة الأساليب الشرعية وغير الشرعية في الانتخابات القادمة حتي يحصلوا علي الأغلبية وسوف يتزرعون بالآراء الفقهية في هذا مثل «الضرورات تبيح المحظورات»، واستمرار الإخوان في السلطة يعني استمرار الكذب والخداع والتزوير والبلطجة والسباب والوعود الكاذبة، فكل هذه الأشياء ستكون مباحة.
الإخوان المسلمون جماعة إصلاحية وليست ثورية.. كيف تتبني أهدافاً ثورية؟
- جماعة الإخوان المسلمين ليست ثورية، وتركيبتها الفكرية والنفسية كما قال حسن البنا في إحدي رسائله «إنها ليست ثورية ولا ترحب بالثورات ونري أنها تجر علي البلاد الدمار» وأسلوبها إصلاحي وعبر تاريخها لم تمارس أي عمل إصلاحي لأنها لم تقم بأعمال خيرية مثل محو الأمية وإقامة أعمال خيرية لتدريب الفقراء وتشغيلهم في الأعمال، وكان في الإمكان أن تفعل ذلك ولم يكن يعارضها النظام السياسي، وبالتالي هي بالاسم جماعة إصلاحية دخلت في عالم السياسة فأصبحت جماعة سياسية جهادها الانتخابات، وعند قيام الثورة لم تتفهم أن النظام سوف يسقط نهائياً، ولذلك اتفقت مع «عمر سليمان» ثم المجلس العسكري علي تخفيض سقف الثوار ومواجهته لأنهم كانوا يريدون بقاء النظام، ولا نري رؤية في الاقتصاد أو الاجتماع.
ونري أعمال السلطة التنفيذية تخرج من الأدراج الأفكار التي كان نظام «مبارك» يسير عليها ويكملونها.
ماذا بينك وبين جماعة الإخوان؟
- ليس بيني وبين جماعة الإخوان المسلمين شيء علي الإطلاق إلا أنني رجل اعتبر أعظم أمرين مروا عليَّ في حياتي هما دخولي وخروجي من جماعة الإخوان المسلمين، وأنا أمام تنظيم يقدم نفسه للأمة باسم الإسلام، وأري أن هذا التنظيم به أخطاء، ولابد من تجديد ومواجهة الأفكار الراكدة والبائدة، وفي أي تنظيم توجد حركة تقليدية تحافظ علي القديم وأخري تجديدية ترفض القديم وأن تقدم شيئاً جديداً وأنا من هؤلاء المجددين لأن الوقوف عند القديم ينعكس سلباً علي الفكر الإسلامي، ومنذ سنوات طويلة تتوقف فيما يتعلق في الاجتهادات الفقهية السياسية عند كتاب «الأحكام السلطانية» ل «المواردي» الذي كتب منذ ألف سنة.
ونحن في حاجة إلي ثورة فقهية، و«الإخوان المسلمين» مؤهلة للقيام بذلك كجماعة تتصدر الحركة الإسلامية، والارتقاء بقيم المجتمع ومستوي الناس وهذا ما غابت عنه الإخوان المسلمين فكنت حريصاً علي أن أنبه إلي الأخطاء حتي يقدموا أشياء مفيدة للمجتمع وأن تتجدد الحركة الإسلامية.
تقصد أن يحذو حذو التجربة التركية؟
- تقابلت مرة مع «أردوغان» في موسم الحج عام 2000 ودار حوار بيني وبينه وكان حينها مسئول البلدية في اسطنبول، ولم يكن معروفاً للرأي العام العالمي وكنت عضوًا في الإخوان المسلمين، وكان نجم الدين أربكان يتصدر المشهد في تركيا، ووجدته ينتقد «أربكان» بأنه يقف عند الحركة التقليدية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، وهو له رؤية مختلفة حيث يريد أن يجعل من تركيا دولة صناعية كبري، ولكنهم لا يستطيعون مجاراة أوروبا في الصناعة، و«أربكان» لا يهتم بالانضمام إلي الاتحاد الأوروبي ولكنه حريص علي هذا الانضمام.
و«أربكان» حريص علي الحفاظ علي المظاهر الإسلامية، مثل الحجاب والقضاء علي بيوت الدعارة، و«أردوغان» أفكاره مختلفة عن الشكل التقليدي ويريد عمل كتلة دولية إسلامية مثل مصر ونيجيريا وإيران، ويري أن الانضمام لأوروبا ناصية القيم الصناعية فقط وأن التجارة أفضل لتركيا والاهتمام بالصناعات الخفيفة مع أن «أربكان» كان يفضل الصناعات الثقيلة، ووجدت أن الإخوان المسلمين توقفت عند زمن «حسن البنا» ومازالوا يقولون: قال «حسن البنا» ولا يسمحون لأي شخص أن ينتقد أحدا منهم أو «حسن البنا» حتي ان «سيف الإسلام» ابن «البنا» يقول: إن أبي لم يرتكب خطأ طوال حياته قط فقد كان رجلا ربانيا ملهما!! وغياب النظرة النقدية لدي الإخوان المسلمين تجعلهم يقعون في نفس الخطأ أكثر من مرة ويقولون: ربنا يختبرنا عند مجابهة المحن وتبريرهم الدائم للأخطاء.
تري أن نقد الإخوان المسلمين يؤتي ثماره؟
- جماعة الإخوان المسلمين تري أن الخطأ لا يقترب من حياتهم أبدا، وبالتالي كان عليّ أن أوضح أخطاءهم من أجل التغيير ودعوتهم الي أن ينظروا الي تاريخهم نظرة صحيحة، وأزعم أن حركة النقد التي قمت بها لجماعة الإخوان المسلمين منذ 2002 أحدثت أثرا نوعا ما، حتي ولو لم يكن علي الوجه المطلوب وشجعت آخرين علي هذا النقد، وخرج من بعدي د. عبدالمنعم أبوالفتوح وكمال الهلباوي ومحمد حبيب والسيد عبدالستار المليجي وكان من قبل يخرج البعض من الأفراد ويتحرج أن يتحدث عن أخطاء الإخوان ولكن بعد ذلك أصبح الكل يواجه الأخطاء.
ما علاقة الإخوان المسلمين بحماس؟
- جماعة الإخوان عالمية وليست محلية، وحماس جزء من الإخوان، ولكن خيارات حماس أنها تكون هي صاحبة القرار الأعلي فيما يتعلق بأمورها هناك، لكن عليها أن تشير الإخوان في مصر بعد أن وصل الإخوان الي السلطة وإذا وجدت أن موقف حماس يؤثر عليها سياسيا ودوليا فتملك الإخوان المسلمين أن تجبر حماس علي اتخاذ قرار أو موقف معين، والإخوان لها ضرورات مختلفة عن ضروراتها قبل أن تصل للحكم، ولهذا قرارها لحماس الآن أصبح إلزاميا وليس استشاريا.
هل ما يحدث في غزة أصبح عبئا علي الرئيس مرسي؟
- «بيريز» صرح بأن الدكتور مرسي رجل حكيم، وتمني أن تكون قيادات حماس في حكمته ولهذا أعتقد أن فيه خطوطا حمراء لا تستطيع مصر أن تتجاوزها بالنسبة لإسرائيل، وبالتالي ستكون عبئا جماهيريا وداخل الجماعة ذاتها، وجماهير الإخوان ستري نفسها تناضل طوال عمرها من أجل قضية القدس وترفع شعار «ع القدس رايحين شهداء بالملايين» ثم بجد الأمر اختلف، فقد يطلب من قيادته اتخاذ مواقف حاسمة، وحتي ينفسوا غضب الناس ستنعزل الإخوان عن الرئاسة في البيانات التي تخرج منها وتخص «غزة»، فلا مانع من حشد المظاهرات تأييدا لغزة لتهدئة مشاعر جماهير الإخوان المسلمين، لكن العبء الأكبر سيكون الشارع المصري، ولا شك أن غزة ستكون عبئا كبيرا علي الرئاسة.
وما حقيقة علاقة الإخوان المسلمين بالأمريكان؟
- دائما الإخوان المسلمين تنكر علاقتها بأمريكا، مثلا الدكتور سعد الكتاتني يتقابل مع شخصيات من الحكومة الأمريكية ثم يضبط اللقاء فيصرح الإخوان بكلام هزيل أنه جلس معهم بصفته برلمانيا وليس بصفته الإخوانية!! معتقدين أن الشعب لا يفهم، مع أن الإخوان المسلمين بدأوا علاقتهم بالأمريكان سنة 2002 بعد خروج الدكتور سعد الدين إبراهيم وبدأ يتدخل في تقريب وجهات النظر بناء علي طلب الإخوان وجعل محمد عبدالقدوس وعصام العريان يجلسان مع مجموعة من الأوروبيين في النادي السويسري، ثم أوصلهم بشخصيات أمريكية وبدأت العلاقة تتنامي وتزيد، ومع قيام الثورة المصرية صرحت هيلاري كلينتون بأن علاقتهم مع الإخوان بدأت منذ 5 سنوات وستعاود الاتصال بهم فيرد الإخوان المسلمين.. لا هم جلسوا معنا بصفتنا برلمانيين.
هل تأكدت هذه العلاقة خلال ثورة يناير؟
- تقابل هنري كيسنجر مع محمد العرابي وزير الخارجية السابق في مؤتمر اسطنبول، وأخبره أن الإخوان قادمون وسيحكمون مصر في وقت أعلن الإخوان المسلمين أنهم لن يرشحوا منهم رئيسا للجمهورية.. وسأله العرابي: وهل ستمانعون؟ فيجيب بالنفي إنهم لن يمانعوا، طالما أن مصالحهم ستتحقق وهي شراء الأسلحة من أمريكا والحفاظ علي اتفاقية كامب ديڤيد واستبقاء سيناء كما هي والحفاظ علي أمن إسرائيل والبقاء علي نظام الملاحة في قناة السويس، وبدأت الوفود الأمريكية لتزور مقر جماعة الإخوان المسلمين مثل «چون ماكين» و«ويليام بيري» وهو شخصية صهيونية ويبدو أنهم كانوا يحصلون علي ضمانات أو وضع الإخوان في اختبارات، بل ان چون ماكين يقول: أخذت تأكيدات من الإخوان علي رفاهية إسرائيل وعلمنا الضغوط الأمريكية علي المجلس العسكري بإعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية وفقا للكشوف التي أعلنتها الإخوان، وفي الانتخابات الأمريكية «رومني» اتهم «أوباما» بأنه دعم مصر ب1.4 مليار دولار، والإخوان قالوا: إنه كان دعما للتحول الديمقراطي واستلم هذا المبلغ المجلس العسكري، وأتساءل: أين هذا المبلغ؟
كيف تري القرارات التي أصدرها الرئيس مرسي وتعترض عليها القوي المدنية بالكامل؟
- أري أن الدكتور محمد مرسي بعد إصدار هذه القرارات جعل نفسه إلهاً وفرعونا لا يراجعه أحد بتحصينه لهذه القرارات، وهو بهذا هدم مؤسسة القضاء في سابقة لم تحدث منذ نشأته في مصر، وبالطبع جماعة الإخوان المسلمين ستحشد ميليشياتها المدربة علي الأعمال القتالية في الشوارع لتأييد هذه القرارات الباطلة، والتي ليس لها علاقة بالدولة أو بالقانون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.