قالت صحيفة "تليجراف" البريطانية إن الأنباء التي تُفيد بأن القوات السورية تحاول استخدام ترسانة الأسلحة الكيمائية في الصراع المحتدم ضد الثوار السوريين تُشير إلى أن الرئيس السوري "بشار الأسد" يسعى إلى تفجير الأزمة المحتدمة داخل البلاد قبل الإطاحة به مع تدهور القوات الموالية لنظامه وتقدم قوات الثوار بالتزامن مع فقدانه الدعم الداخلي والخارجي. وأوضحت الصحيفة أنه في يوم من الاضطرابات المتفجرة داخل سوريا والتي أعلن فيه مسئول رفيع المستوى انشقاقه عن نظام "الأسد" ومع بدء انسحاب موظفي الأممالمتحدة من البلاد، أكد الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" أن العالم لن يقف مكتوف الأيدي أو يتبنى موقف المتفرج إذا ما استخدمت سوريا الأسلحة الكيميائية ضد الثوار كجزء من الحرب الأهلية التي اندلعت منذ أكثر من 21 شهرًا. وذكرت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي "أوباما" وصف استخدام الأسد للأسلحة المحظورة دوليًا بأنها "خطأ مأساوي وفادح" من شأنه أن يفجر العالم في وجه نظام "الأسد" دون تأخير أو اعتراض من مجلس الأمن، فضلًا عن العواقب الوخيمة التي قد تحل بالمنطقة. وأضافت الصحيفة أن تلك التحذيرات أتت بعد أن نجح مسئولون أمريكيون في الكشف عن مؤشرات حول قيام الحكومة السورية بخلط المواد الكيميائية اللازمة لإنتاج غاز "السارين"، وهو غاز الأعصاب المميت والمحظور بموجب قواعد الحرب الدولية. وأعربت الصحيفة عن قلق المجتمع الدولي والإقليمي حول مدى جدية نظام "الأسد" في استخدام الأسلحة الكيميائية، مضيفة شكوك تركيا من احتمالية استخدام الأسد تلك الأسلحة ضد بلاده خاصة مع اندلاع بعض الخلافات عبر الحدود بين البلدين. وفي الوقت ذاته، قالت الصحيفة إن نظام "الأسد" لم يعترف علنًا بوجود ترسانة من الأسلحة الكيميائية على أراضيه، في حين يقول المحللون إن "الأسد" يمتلك النصيب الأكبر من تلك الأسلحة في المنطقة العربية. وأضافت "هيلاري رودهام كلينتون" وزيرة الخارجية الأمريكية قائلة: "نحن قلقون للغاية، ولكن وجهة نظرنا حيال استخدام الأسلحة المحظورة واضحة جدًا، فهذا الأمر خط أحمر عنده ستغير واشنطن وجهة نظرها حيال الحرب على نظام الأسد".