العبرة من قصص الصحابة من اسباب زيادة الايمان والصحابى الذى جمع الناس على صلاة الجمعة هو الصحابي الجليل أسعد بن زُرارة بن عُدس بن ثعلبة الأنصاري؛ هو أحد كبار صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، كان نقيباً على بني النجار، وقيل أنّه التقى بالنبيّ -عليه الصلاة والسلام- مع خمسة من بني الخزرج، فآمنوا بالدعوة الإسلاميّة، ثم عادوا إلى المدينةالمنورة؛ ليحدثوا قومهم بأمر الإسلام، ثم رجعوا إلى مكة في العام الذي يليه، وقد كانوا اثنا عشر رجلاً، فبايعوا النبيّ الكريم بيعة العقبة الأولى، ثم بعث معهم مصعب بن عمير؛ ليعلّمهم الإسلام، ويُقرِئهم القرآن. و كان الصحابي الجليل أسعد بن زرارة أول من جمع المسلمين لصلاة الجمعة في المدينةالمنورة، وقد ذَكَرَ عبد الرحمن بن كعب بن مالك أن أباه كان يترحم عليه، فقال له: (إذا سمعتَ النِّداءَ ترحَّمتَ لأسعدَ بنِ زرارةَ! قالَ: لأنَّهُ أوَّلُ من جمَّعَ بنا في نقيعٍ، يقالُ لَهُ نقيعُ الخضمات، قلتُ: كم أنتم يومئذٍ؟ قالَ: أربعون)،[1] وأمّا أول جمعة صلّاها النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بالمسلمين في المدينة كانت بعد هجرته من مكةالمكرمة وخروجه من قباء، وهذا ما ذكره ابن إسحاق في كتب السيرة، حيث نزل في بني سالم بن عوف يوم الجمعة، فصلّى في المسجد الموجود في بطن وادي رانوناء، وقد كانت تلك الصلاة أول جمعة يصليها النبيّ بالمسلمين في المدينة. و توفي أسعد بن زرارة -رضي الله عنه- في السنة الأولى من هجرة النبيّ عليه الصلاة والسلام، بمرضٍ يُقال له: الذبحة، وبعد وفاته جاء بنو النجار إلى النبيّ -صلّى الله عليه وسلم- فطلبوا منه أن يجعل لهم نقيباً بعد وفاة نقيبهم أسعد بن زرارة، فأخبرهم النبيّ -عليه السلام- بأنهم أخواله وسيكون نقيبهم، فكانت تلك فضيلة لبني النجار.