يعتبر مسجد الجمعة الواقع في منطقة قباء من المساجد العتيقة والتاريخية التي ذكرت في السيرة النبوية، ويحرص أهالي المدينةالمنورة على الصلاة فيه لمكانته في نفوسهم. وقال المؤرخ المعروف الدكتور تنيضب الفايدي: إن مسجد الجمعة مسجد تاريخي ثابت في المصادر الصحيحة الموثقة، وتمت المحافظة عليه جيلا بعد جيل، علما بأن المسمى لا أصل له، والصحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم خرج من قباء بعد ما مكث عدة أيام وبنى مسجد قباء إلى المدينة بهذا الطريق ولكن كان يتجه أحيانا إلى قبيلة معينة يمينا وأحيانا إلى قبيلة معينة يسارا، حيث كانت كل قبيلة تتمنى أن ينزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عندها فتدعوه صلى الله عليه وسلم للنزول عندها ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لهم: «دعوها (أي: الناقة) فإنها مأمورة. ويخشى أن يكون مسجد الجمعة ضحية لهذا المشروع الذي لا أصل له، ويختفي من التاريخ كما اختفت أغلب المعالم التي لها علاقة بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم. وأضاف قائلا: إن مسجد الجمعة مسجد أثري تاريخي يقع بين مسجد قباء والمسجد النبوي الشريف، وقد ورد ذكره عند جميع المؤرخين ابتداء من ابن زبالة (المتوفى 199)، وابن شبة (المتوفى 262 ه)، وابن النجار (المتوفى 643 ه)، والمطري (المتوفى 741 ه)، والمراغي (المتوفى 816 ه)، والفيروز آبادي (المتوفى 817 ه)، والسمهودي (المتوفى 911ه)، والذين جاؤوا من بعدهم. وله عدة أسماء: سمي مسجد الجمعة لأن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى في هذا الموضع أول جمعة. ويقال له: مسجد بني سالم لوقوعه في حي بني سالم من الأنصار.. وسمي مسجد الوادي لوقوعه في بطن وادي رانوناء. وسمي مسجد عاتكة كما روى ابن شبة.. دكما يقال له : مسجد القبيب كما جاء في رواية ابن زبالة، لأن موضع المسجد كان يسمى بالقبيب.. • متى صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرا في قباء قرية صغيرة في جنوبالمدينة ومكث فيها بضع عشرة ليلة، وكان صلى الله عليه وسلم يجلس خلال هذه الأيام للناس في بيت سعد بن خيثمة، لأنه كان عزبا لا أهل له، ولما أراد دخول المدينة بعث إلى الأنصار، فجاؤوا إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر فسلموا عليهما، وقالوا: اركبا آمنين مطاعين فركب نبي الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وحفوا دونهما بالسلاح، وفي حديث آخر عن أنس رضي الله عنه قال: «قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فنزل أعلى المدينة في حي يقال لهم: بنو عمرو بن عوف، فأقام النبي صلى الله عليه وسلم فيهم بضعة عشرة ليلة، ثم أرسل إلى بني النجار فجاؤوا متقلدين لسيوفهم. وفي صباح يوم الجمعة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من قباء إلى المدينة، فأدركته صلى الله عليه وسلم صلاة الجمعة في الطريق، فصلاها، فكانت أول صلاة جمعة يصليها بالناس، وكانت الجمعة فرضت في مكة ولكنه لم يصلها لعدم الأمن، وأن المسلمين صلوا صلاة الجمعة في مسجد قباء بإمامة مصعب بن عمير وقيل أسعد بن زرارة.