يسأل الكثير من الناس عن الفرق بين الاستخارة و الاستشارة فأجاب الشيخ ناصر ثابت العالم بالاوقاف وقال جاءتِ الآياتُ القرآنيةُ والأحاديثُ النبويةُ، بالاستخارةِ والاستشارةِ، وقد قيل بأنّ من استخار واستشار لا يقعُ بالندم بعد ذلك، فمهما كان الإنسانُ على وعيٍ، وعلمٍ، بما يدورُ حولَهُ، ومهما بلغَ من الذكاءِ يحتاج لهذينِ الأمرين، ولبيان الفرق بين الاستشارة والاستخارة لا بُدّّ من التعريفِ بهما، فيما يأتي: الاستخارة: وتُعرفُ بأنّها طلبُ الخير في أمرين، فالإنسانُ في حياتِهِ، إما أنْ يعلمَ الأفضل والذي فيهِ خيرٌ ومنفعةٌ لَهُ فيَسلُكَهُ، وإما أن يتردد بين أمرين، ويُشكل عليهِ معرفةُ الأفضل لهُ فيلجأُ عندها للاستخارةِ، والاستخارةُ تكون لله تعالى، وليسَ لأحدٍ غيرهُ، وإن أرادَ اللهُ أن يفتحَ بصيرةَ العبدِ على أمرٍ، شرحَ لَهُ صدرَهُ، ويسرَ لَهُ الأسباب، ويستطيع المسلم أن يُعيد الاستخارة ويكررها، حتى يتبين له الخيرَ في أمرِهِ، فهي عبادةٌ ودعاءٌ للهِ تعالى، ويستطيع الإنسان فعلها في جميع أمورهِ الدنيويةِ التي يعجزَ فيها عن معرفةِ الخيرِ لَه. الاستشارة: وتُعرفُ بأنّها طَلبُ النُصحِ من الآخرين، وقد أوجبَ الله -تعالى- الاستشارة، في حالِ عدمِ معرفةِ الصوابِ، وإن كان المسلمُ على علمٍ فيما هو خير، فلا حاجة للاستشارة، والاستشارةُ تكون في أمورِ الإنسانِ العامةِ، أو الأمور المُشتركةِ، ولا تجبُ المشاورةُ في أمورِ الإنسانِ الخاصةِ، والاستشارةُ تكونُ إما للأهلِ أو لذوي الخبرة.