غيب الموت الفنان محمود رضا، أشهر مصمم رقصات فى العالم العربى، ورائد الرقص الشعبى المصرى، عن عمر ناهز 90 عامًا، بعد صراع مع أمراض الشيخوخة. ولد محمود رضا فى 11 نوفمبر 1930 فى القبيصى بمنطقة الظاهر بالقاهرة، وبدأ هاويًا للرقص الإيقاعى، ثم تتلمذ على يد أخيه الأكبر على رضا، وتخرج في كلية التجارة فى جامعة القاهرة عام 1954. عمل راقصًا فى العديد من الأفلام، وكون فرقة رضا للفنون الشعبية عام 1959 التى اعتمدت على استعراضات الرقص الشعبى، وصمم العديد من الرقصات سواء فى الأفلام أو فى المسلسلات. رحلات رضا الاستقصائية فى صعيد ودلتا مصر، التى كان يفتش خلالها عن أصول الفنون الشعبية والتراثية بالقرى الريفية والمدن الساحلية فى خمسينيات القرن الماضى، منحته ميزة استثنائية وقدرة كبيرة على التجديد، بل كانت هذه الزيارات سر نجاحه وتفوق فرقته الشهيرة التى اقترنت باسمه على مدار 6 عقود، استطاعت خلالها رسم صورة واقعية ومبهجة عن الفن المصرى الأصيل، داخل وخارج البلاد، بجانب مساهمتها فى حفظ تراث مصر الشعبى الذى يجرى الاستعانة به حالياً لإعادة إحياء الفلكلور المصرى بالمناسبات العامة، وعلى شاشات التلفزيون. فكر الفنان محمود رضا فى تكوين أول فرقة خاصة للفنون الشعبية بالاشتراك مع الراقص الأول والمصمم والمؤلف الموسيقى على رضا، والراقصة الأولى فريدة فهمى بعد الرحيل المفاجئ للفنانة نعيمة عاكف، وهكذا قدمت فرقة رضا أول عروضها على مسرح الأزبكية فى أغسطس عام 1959. بلغ عدد أعضاء الفرقة عند التأسيس 13 راقصة و13 راقصا و13 عازفا، أغلبهم من المؤهلين خريجى الجامعات، وصمم محمود رضا الرقصات التى استوحاها من فنون الأرياف والمناطق المصرية المختلفة، وقام بإخراجها تحت إشراف الدكتور حسن فهمى، وبفضل هذا التكوين الراقى اكتسب فن الرقص احترامًا لدى كافة طبقات المجتمع. وفى عام 1961 صدر قرار جمهورى بتأميم الفرقة ضمن قرارات التأميم العشوائى وقتها، وأصبحت الفرقة تابعة للدولة وقام على إدارتها الشقيقان محمود وعلى رضا. وفى عام 1962 انتقلت عروض الفرقة إلى مسرح «متروبول» حيث أصبح لها منهج خاص وملامح مميزة فى عروض الرقص الشرقى، ثم كان اللقاء الفنى بين محمود رضا والموسيقار على إسماعيل الذى أثمر عن أول أوركسترا خاص بالفنون الشعبية بقيادته، والذى أعاد توزيع الموسيقى لأعمال الفرقة السابقة، وقام بتلحين العديد من الأوبريتات الاستعراضية. حصل على الجائزتين الأولى والثانية عن رقصة «النوبة» (الميدالية الذهبية)، والجائزة الثالثة عن رقصة «يا مراكبى» (الميدالية الذهبية)، الجائزة الأولى والميدالية الذهبية فى مهرجان جوهانسبرج 1995، كما حصلت الفرقة على العديد من الشهادات التقديرية فى جميع العروض الداخلية والخارجية، وما زالت تشارك فى العديد من المناسبات الفنية المحلية والعالمية والمؤتمرات الدولية والمهرجانات. تزوج الفنان محمود رضا من خديجة فهمى، شقيقة فريدة فهمى بطلة فرقة رضا، لكنها توفيت، ثم تزوج اليوغسلافية روزا، وأنجب منها ابنته الوحيدة شيرين رضا. وكشف محمود رضا أن زوجته كانت مريضة بالقلب، وقال له أهلها إنها مريضة بروماتيزم فى القلب، وحذره البعض أنه سيتزوج سيدة محكومًا عليها بالموت، لكنه أحبها وقرر الزواج منها. شارك محمود رضا فى عدد من الأفلام، أهمها: «إجازة نصف السنة» عام 1962، و«غرام فى الكرنك» عام 1967، و«حرامى الورقة» عام 1970.
