قال أحدث تقارير "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى" -وثيق الصلة بمنظمة "إيباك" الصهيوأمريكية-: إن الرئيس المصرى الحالى محمد مرسى تعامل مع أزمة إسرائيل وغزة كما كان يتعامل الرئيس السابق والحليف الاستراتيجى لإسرائيل محمد حسنى مبارك. موضحة أن سحب السفير المصري من إسرائيل تعتبر خطوة صغيرة نسبيا لأن الرئيس السابق حسني مبارك قد فعل الشيء ذاته في نوفمبر 2000 عندما اتسعت رقعة المظاهرات المصرية ضد إسرائيل خلال الانتفاضة الثانية. وقال "إريك تراجر" -الباحث بالمعهد ومعد التقرير-: إن السؤال الحقيقي الذى يطرح نفسه الآن هو ما الذي سيفعله مرسي بعد ذلك؟ هل سيتوقف ببساطة عند مجرد استدعاء سفيره أم سيستخدم القتال في غزة لتبرير نهج أكثر حدة تجاه إسرائيل؟، مؤكدا أن مرسى فى موقف لا يحسد عليه فمن ناحية تلزمه المؤسسات الدبلوماسية والأمنية في مصر على التهدئة، ومن ناحية أخرى تسعى جماعة الإخوان المسلمين على سحب مرسي في اتجاه مختلف للغاية بدعوته إلى "قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الكيان المُغتصِب" -حسب قولها- بما في ذلك دعوة المرشد الأعلى إلى شن "جهاد مقدس" لتحرير القدسالمحتلة. وزعم "تراجر" أن مرسى ربما ينجرف إلى هذا الاتجاه خاصة أنه قال كلمة "آمين" وراء الإمام فى صلاة الجمعة الماضية عندما دعا الإمام بهلاك اليهود. وأضاف "تراجر" أن تل أبيب كانت تأمل في تجنب شن حرب على غزة لأن الحكومة الإسرائيلية تعلم أن شن حرب أخرى على غزة سوف يُشعل "الشارع" المصري المجاور خاصة أن حكومة ما بعد الثورة ستكون أكثر استجابة للمشاعر الشعبية. وأكد "تراجر" فى تقريره الذى حمل عنوان (اجتياح غزة هل سيدمّر علاقة إسرائيل مع مصر) أنه لم يكن مستغربا أن يستجيب الرئيس المصري محمد مرسي إلى الغضب الشعبي في أعقاب عملية "عامود السّحاب" في غزة. وهنا يأتي دور واشنطن، فعلى الرغم من أنه ليس باستطاعة إدارة أوباما تغيير الأهداف طويلة الأجل لحركة ضيقة الأفق ومتطرفة مثل جماعة "الإخوان" –وفقا لتعبير الكاتب-، إلا أنه يجب عليها أن تعمل على منع "الجماعة" من السعي لتحقيق تلك الأهداف في أي وقت قريب. ويمكن للإدارة أن تبدأ بذلك بأن تخبر مرسي بشكل واضح جداً بأنه بينما هو حر في أن يختلف مع الولاياتالمتحدة بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، إلا أنه لا يستطيع الاختلاف على أهمية الحفاظ على العلاقات بين مصر وإسرائيل، والتي ساعدت على منع نشوب حرب بين جيشين من أقوى جيوش المنطقة خلال فترة زادت عن ثلاثة عقود مضت، وفقا للتقرير.