زعم أبواق الحزب الوطني الحاكم المستبد وكثير من الكتبة الذين يروجون لإنجازاته الوهمية، أنه الحزب الأكبر والأقوي في الحياة السياسية المصرية، واستندوا في ذلك علي أن عضويته بلغت حوالي ثلاثة ملايين عضو العدد في الليمون وهو ما قال به أيضاً أمين تنظيم الحزب أحمد عز، وأضاف إليه بأن الحزب الوطني حزب شعبي قائم علي جهود أعضائه وأنه يمتلك الأغلبية في المجالس النيابية والشعبية، ويبلغ عدد ممثليه في المجالس المحلية 51 ألف عضو، وأن لدي الحزب 333 نائباً بمجلس الشعب و244 نائباً في الشوري و2600 وحدة حزبية، ووقف عز في مؤتمرهم العام الأخير في أول نوفمبر الجاري يتباهي بتلك الإحصائيات، وشن هجوماً تطاول فيه علي أحزاب المعارضة بقوله: إن المعارضة والأحزاب في مصر تحاول تغطية عجزها وفشلها وإخفاقها وضعفها وبعدها عن الشارع بإطلاق الاتهامات لقيادات الحزب الوطني. ونحن نقول للرجل المعجزة أحمد عز أولاً فيما ذكره من إحصاءات تتعلق بحزبه المشئوم: إن تلك الإحصاءات ليست دليلاً علي أن حزبه الفاسد المستبد أصبح حزباً قوياً وأنه أصبح قادراً علي الإصلاح لأن من أفسد البلاد والعباد لا يمكن أن يصلح، وأن قوة أي حزب خاصة إذا كان الحزب الحاكم لا تقاس بعدد أعضائه وإنما تقاس بمدي قدرته علي حل مشاكل الجماهير ومدي ما يحققه من إنجازات حقيقية لشعبه، وليست علي غرار إنجازات الحزب الوطني الوهمية وكذك بالتفاف الشعب حوله وتأييده له، وهو ما لم يستطع تحقيقه الحزب الوطني الحاكم، فحزبه الوطني ليس حزباً شعبياً كما زعم وهو يعلم جيداً كيف استولي هذا الحزب علي السلطة في مصر عن طريق تزوير الانتخابات، وتزوير إرادة الشعب كما أن هذا الحزب يحظي بكراهية شديدة في الشارع ويستغل إمكانات الدولة ويستند إلي سلطات رئيس الدولة بحكم كونه رئيساً لهذا الحزب، فلو تخلي الرئيس عن رئاسته لهذا الحزب، ما تبقي فيه عضو واحد وما استطاع تولي السلطة في هذا البلد، فالأخ أحمد عز يعلم جيداً أن حزبه في الانتخابات التشريعية الأخيرة وما قبلها لم يحصل علي أكثر من 35 أو 37٪ من أصوات الناخبين وهي النتيجة التي لا تؤهله دستورياً لتشكيل حكومة وتولي السلطة، وأنه لولا خيانة بعض الأعضاء المستقلين لإرادة الشعب وانضمامهم بعد نجاحهم في الانتخابات لعضوية الحزب الوطني لما تمكن من تشكيل الحكومة ولحدثت أزمة دستورية في البلاد، وهو يعلم أيضاً أنه كان من نتيجة هذا الإخفاق الفاضح في تلك الانتخابات أن لجأت حكومة الحزب الوطني إلي التعديل الدستوري المشبوه، الذي بموجبه تم إبعاد القضاء الشامخ عن الإشراف علي الانتخابات حتي يتمكنوا من تزوير إرادة الشعب المغلوب علي أمره الذي لم يجن علي أيدي حكومات الحزب الوطني المتعاقبة سوي الخراب والدمار في جميع مناحي الحياة من تعليم وصحة وزراعة وصناعة وطرق وكافة الخدمات التي يحتاج إليها الشعب، بالإضافة إلي كبت الحريات العامة وإهدار حقوق الإنسان وحكم الشعب بقانون الطوارئ لمدة 27 عاماً متصلة وبطريقة لم يسبق لها مثيل في بلدان العالم المتحضر وغير المتحضر، هذا بالإضافة إلي إفقار الشعب وإذلاله وضياع هيبة مصر ومكانتها علي المستويين الإقليمي والدولي، ولا يفوتنا في هذا المقام أن نعرض ما ذكره السيد رئيس الوزراء في هذا المؤتمر وتركيزه علي أن حكومته التي هي حكومة الحزب الوطني حققت العديد من الإنجازات الوهمية وإصراره علي أن الشعب أصبح يجني ثمار التنمية التي ليس لها صدي من الواقع إلا في مخيلتهم، ولم يشعر بها إلا رجال الأعمال وأصحاب الحظوة المقربون من أهل الحكم. وأنا هنا أقول لسيادته: ألم تستمع لما استمعت أنا وغيري إليه في اليوم الأخير لزفة مؤتمركم العام في برنامج همسة عتاب في الإذاعة المصرية وأنا في طريقي إلي محكمة جنايات المنصورة للترافع في إحدي القضايا، استمعت لشكوي أحد المواطنين من أنه لا يستطيع الحصول علي رغيف الخبز لشدة الطوابير التي يعاني منها المواطنون أمام المخابز، التي زعمت الحكومة أنها قد انتهت، وذكر المواطن أيضاً في شكواه أن الخبز يرسل إلي منازل أصحاب الحظوة، وختم شكواه بأن قال: حرام عليكم لم نعد نقدر علي الحصول علي الرغيف الحاف، هكذا قالها المواطن المسكين في آخر يوم من أيام مؤتمر الحزب الوطني الذي كان مسرحاً للكذب والتزييف والافتراء علي الحقيقة المرة التي لا يشعر بها إلا المواطن المصري البسيط الذي يمثل أغلبية هذا الشعب. أبعد كل هذه المهازب والهموم التي يغرق فيها الشعب المصري، يقف السيد عز ليصف المعارضة المصرية بالفاشلة والعاجزة؟! إن الفاشل والعاجز الحقيقي هو الحزب الوطني الحاكم الذي أضاع مستقبل شعب مصر وشبابها بما خلفه من بطالة الشباب غير المسبوقة، وكثرة الديون الداخلية والخارجية التي تئن منها مصر وشعبها، والفساد الذي استشري في جميع مناحي الحياة، وبما جلبه هذا الحزب الحاكم لأبناء الشعب من العار والإهانة التي يتعرضون لها في كل بلد يذهبون إليه بحثاً عن لقمة عيش كريمة افتقدوها في وطنهم وبلدهم العزيز مصر، الذي كان يوماً ما سلة القمح في العالم، والذي كان دائناً لبريطانيا العظمي بما يقرب من 500 مليون جنيه استرليني ولديه احتياطي من الذهب ما يزيد علي 450 طناً، ظل فؤاد سراج الدين رئيس حزب الوفد الراحل يسأل: أين ذهبت حتي توفي إلي رحمة الله دون إجابة من قيادات الحزب الحاكم. أقول في النهاية للسيد عز: إنك لست مخطئاً، ولكن الخطأ الأكبر في رقبة من أتي بك إلي ما أنت فيه الآن وسلطك علي الشعب المصري الذي لن يطول صبره عليك ولا علي حزبكم، ولا نظام حكمكم الفاشل الذي قارب علي الزوال شئتم أم أبيتم. فالتغيير قادم لا محالة، وإن غداً لناظره قريب. السكرتير العام المساعد لحزب الوفد رئيس الجنة العامة للوفد بدمياط [email protected]