رأي الكاتب الأمريكى الشهير "توماس فريدمان" في مقاله بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم الأربعاء أن حلم الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" الذي لطاما تمنى أن يتحقق خاصة في منطقة الشرق الأوسط بدأ يتحول إلى كابوس سيعاني منه "أوباما" طوال ولايته الثانية في إدارة الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأوضح "فريدمان" أن الفضيحة التي اجتاحت اثنان من ظباط الجيش والمخابرات الأمريكية ويتكلم عنها العالم لن تكون هي الأسوأ في بداية ولاية جديدة للرئيس "أوباما"، فالشرق الأوسط الذي كان أكثر استقرارًا من الوقت الراهن وكان أبعد عن سلسة من الانفجارات السياسية المتعددة والمترابطة حتى ظهرت ثورات الربيع العربي هو من يجب أن يؤرق شأنه إدارة "أوباما". وأضاف "فريدمان" أن التاريخ الأمريكي يذكر لكل رئيس أمريكي بلدة في منطقة الشرق الأوسط أصابته بالآسى والحزن، فبالنسبة للرئيس "آيك" كانت الحرب الأهلية في لبنان واجتياح إسرائيل لسيناء مصر. وبالنسبة ل"ليندون جونسون" كانت حرب الأيام الستة عام 1967 التي أسماها المصريون بالنكسة. وبالنسبة للرئيس "نيكسون" كانت حرب مصر وإسرائيل عام 1973 التي استرد فيها المصريون سيناء. وبالنسبة ل"كارتر" كانت الثورة الإيرانية ول"رونالد ريجان" كانت الأزمة اللبنانية. أما بالنسبة ل"بوش" الأب كانت حرب العراق ول"كلينتون" كان تنظيم القاعدة وأفغانستان ول"بوش" الابن كانت العراق وأفغانستان. واستطرد قائلًا إن كابوس الرئيس الأمريكي الحالي "أوباما" في فترته الرئاسية الأولى كان إيران وأفغانستان، ولكن في نسخته الثانية التي من المقرر أن تستمر لأربعة أعوام أخشى أن يكون الكابوس مكتملًا في الشرق الأوسط بأكمله، ابتداءً بالقضية الفلسطينية مع إسرائيل واضطرابات مصر مع إسرائيل واتفاقية السلام والأزمة الإيرانية والقضية السورية وبوادر الحرب الأهلية التي قد تندلع في لبنان والأزمة الليبية التي انفجرت على أعقاب مقتل السفير الأمريكي وأفغانستان وثورات الربيع العربي وانهيار بعض الدول. ولفت "فريدمان" إلى أن الحرب الأهلية المندلعة في سوريا أكثر خطورة من الأزمة المالية التي تهدد أمريكا، فإذا لم يتم العثور على حل سياسي في أسرع وقت فإن المنطقة بأسرها قد تنفجر جراء هذه الأزمة المدوية، وعندها لن تتمكن إدارة "أوباما" من التدخل في شئون المنطقة، لاسيما وأن الأزمة السورية تجر كل من إسرائيل وإيران وتركيا ولبنان ومصر والسعودية داخل جعبتها الشائكة.