"جمال عبد الرحيم", وكيل أول نقابة الصحفيين, وأول رئيس تحرير لجريدة الجمهورية, فى عهد جماعة الإخوان المسلمين, صاحب واقعة صحفية فريدة, يمكن أن تدرس لطلاب الإعلام فى كتب تاريخ الصحافة المصرية, لإقالته مباشرة وبشكل علنى بقرار من رئيس مجلس الشورى الدكتور أحمد فهمى، بعد خبر تحويل المشير حسين طنطاوى وزير الدفاع السابق والفريق سامى عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة لجهاز الكسب غير المشروع. "بوابة الوفد الإلكترونية" حاورت "جمال عبد الرحيم" ليطلعها على آخر ملابسات صراعه مع جماعة الإخوان, ومجلس الشورى, بساحات القضاء, والتى حصل فيها مؤخرًا على حكم قضائى ملزم لمجلس الشورى بإعادته لمنصبه من جديد. وقال رئيس جريدة الجمهورية:"أن جماعة الإخوان تتعامل مع الشعب المصرى وكأنها ورثت مصر من المخلوع حسنى مبارك، مؤكداً على أن عقلية الإخوان تسير على نهج الرئيس الأمريكى السابق "جورج دبليو بوش"، التى تتلخص فى أنه من لم يكن معنا فإنه ضدنا". وإلى نص الحوار... بداية .. ماذا كنت تتوقع من محكمة القضاء الإدارى بعد استشكال أحد زملائك على القرار الصادر فى حقك والمتعلق بعودتك لرئاسة تحرير الجمهورية؟ كان لدي إحساس كبير أن القضاء المصرى سينصفنى وسيصدر حكم مؤيد للحكم الصادر من نفس الدائرة الأسبوع الماضى، والخاص بأحقيتى فى العودة لرئاسة تحرير جريدة الجمهورية, نظراً لأن القرار الصادر من مجلس الشورى هو قرار منعدم ولا صحة قانونية له، وسأقوم الآن بإخطار مجلس الشورى من أجل تنفيذ الحكم للمرة الثانية وعليه احترامه إذا كنا فعلًا فى دولة قانون. نعود للخلف أكثر من إسبوعيين.. كيف بدأت الأحداث فى أزمة جمال عبد الرحيم؟ المشكلة بدأت من يوم 17 أكتوبر الماضى عندما نشرت جريدة الجمهورية فى صدر الصفحة الأولى لها, خبر عن إحالة المشيرمحمد حسين طنطاوى, والفريق سامى عنان, أعضاء المجلس العسكرى السابق, لجهاز الكسب غير المشروع، بسبب البلاغات المقدمة ضدهم فى الجهاز، بتهمة التربح وإهدار المال العام, وأيضا بلاغات قتل المتظاهرين, وفى اليوم الثانى مباشرة تلقيت رداً من جانب وزارة العدل ومن القوات المسلحة, بأن هذا الكلام غير صحيح, وقمت بنشره فى نفس المكان وبنفس الحجم وأرفقت فيه إعتذار على لسان جريدة الجمهورية، وأكدت من خلاله أن الزميل الذى قام بنشر الخبر هو المسؤل عنه, وأن الجريدة لا علاقة لها بهذا الخبر, وذلك طبقا لقانون 96 لسنة1996الخاص بتنظيم الصحافة فى مصر. ولكن.. ماذا حدث بعد ذلك؟ بعد ساعات قليلة من هذا الأمر سمعت من الزملاء فى أن مجلس الشورى أصدر قراراً بوقفى عن العمل, وتكليف زميل أخر لرئاسة تحرير الجريدة, وهذا أمر غريب,كنت أول مرة أسمعه فى حياتى.. بالطبع قمت برفض هذا الأمر وسجلت اعتراضى عليه بكل الطرق حتى طرقت أبواب القضاء عندما تقدمت بعد يومين من الواقعة بدعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإدارى, وطالبت فيها بإلغاء قرار رئيس مجلس الشورى د. أحمد فهمى بوقفى عن العمل, لأنه قرار منعدم وقرار باطل ولأن الجهة الوحيد المختصة بمحاسبة الصحفى هى نقابة الصحفين, وأن الخبر الذى نشرته جريدة الجمهورية خبر صحيح وليس كاذب وسبق وأن نشر فى العديد من الصحف المصرية والحكومية كما نشر فى صحف بعدما نشرت جريدة الجمهورية مثل مجلة الأهرام العربى التى نشرت 4 صفحات متتالية عن إتهام المشير طنطاوى والفريق عنان بالفساد وقالت أن الإعدام فى إنتظارهما وبالرغم من ذلك لم يتخذ رئيس مجلس الشورى قرار بوقف رئيس تحريرها . لماذ لم يتم تطبيق نفس القرار على رئيس تحرير "الأهرام العربي"؟ لا أعلم .. ولكن ما أعلمه أن رئيس الشورى خالف القانون ضدى ولم يخالفه ضد رئيس تحرير الأهرام العربى.. المهم أنى تقدمت بدعوى أمام محكمة القضاء الإدارى والمحكمة أجلت نظر القضية لأسبوع وحكمت بعدها بعودتى لعملى وأن لا أعتبر هذا الحكم فى صالح جمال عبد الرحيم فحسب, بل فى صالح الصحافة المصرية بشكل عام, ومصلحة الشعب المصرى, وبهذا انتصرت المحكمة لحرية الصحافة, وحكمت بإعادتى لعملى كرئيس تحرير جريدة الجمهورية, وأن ينفذ الحكم مسودة معلنة، لكن الجهة التفيذية لم تنفذه. بماذا تفسر عدم تنفيذ الحكم بالرغم من تأكيد المحكمة على ضرورة تنفيذه بمسودته؟ مابنى على باطل فهو باطل.. لأن قرار فهمى قرار خطأ ولم يسبق أن صدر فى تاريخ الصحافة المصرية,حتى فى عهد النظام السابق, والواضح أنه كانت هناك خلفيات أخرى. ما هى هذه الخلفيات؟ الخلفيات تمثلت فى أن حزب الحرية والعدالة, ود. أحمد فهمى, أحد القيادات به, ورئيس مجلس الشورى, اعتقدوا أننى بعد أن توليت رئاسة تحرير جريدة الجمهورية, ستتحول الجريدة إلى لسان حال جماعة الإخوان, ولكنى أنا رفضت هذا الوضع, وأقسمت بالله أن تكون جريدة الجمهورية لسان حال الشعب المصرى, والمواطن المصرى البسيط, وكانت سياساتى فى الجريدة تنطلق من هذا الإطار. ما دليلك على هذه الخلفيات؟ الدليل كان على أساس سلسة من الحوارت على صفحات جريدة الجمهورية, تحت عنوان "الخارجون من عباءة الإخوان", تحدث فيها عدد كبير من قيادات الجماعة المنشقة عنها منهم د.محمد كمال حبيب, د.كمال الهلباوى, وثروت الخرباوى, وغيرهم, انتقدوا خلالها جماعة الإخوان انتقادات شديدة، وأثناء نشر هذه الحلقات اتصل بى قيادي بجماعة الإخوان المسلمين, وطلب منى وقف هذه الحلقات ولكنى رفضت هذا الأمر تمامًا. تريد أن تذكر اسمه؟ لا.. فهو تربطنى به علاقة صداقة طويلة منذ أن كان يحاكم أمام المحكمة العسكرية عام 1996وهذا واضح لكل الناس فى أن الأمر الخاص بإيقافى عن العمل خارج من جماعة الإخوان المسلمين, خاصة أن الخبر نشر وقدمنا إعتذارا وتم توضيح كافة الملابسات الخاصة بالخبر طبقاً للقانون إلا أنهم أصروا على مخالفته ومجلس الشورى يريد بالفعل عزلى من منصبى لأنه تأكد تماما أننى لايمكن أن أكون تابع لجماعة الإخوان المسلمين,ولا لأى جهة مهما كانت. هل تم فى فترة الترشح لرئاسة التحرير أية مفاوضات بينك وبين قيادات الإخوان؟ لم يحدث شيء.. ولكنى تقدمت مثل العشرات من الزملاء الذين تقدموا فى الترشح لرئاسة التحرير بإعتبارى صحفى بالجمهورية ووكيل نقابة الصحفيين. هل لاحظت أى تربص بك من زملائك بمجرد وصلوك لرئاسة التحرير خاصة أن أحد المنافسين لك هو من تقدم باستشكال على الحكم القضائى؟
المشكلة أن هناك العديد من الأمراض التى ما زالت متواجدة فى المجتمع المصرى, والأمراض معروفة, والذى استشكل ضدى هو أحد منافسى فى رئاسة التحرير, ولم يوفق وأعتقدت أن الأمر سينتهى عند هذا الحد، إلا أن الأمراض استمرت وتقدم الزميل باستشكال لحكم العودة، على الرغم أنه لا توجد علاقة بينه وبين القضية من قريب أو بعيد، وبالتالى أحاله مجلس نقابة الصحفيين للتأديب. فى حديث دار بينى وبين د. أحمد فهمى, رئيس مجلس الشورى, على هامش انتخابات رئيس الحرية والعدالة, أكد أن إقالة عبد الرحيم جاءت من فوق؟
أحمد فهمى,رئيس مجلس الشورى, أستاذ فى كلية الصيدلة, وأستاذ محترم, وأنا أحترمه وأقدره لكن لا علاقة له بمجلس الشورى ولا علاقة له بالقانون, ولو قرأ القانون لم يكن ليصدر مثل هذا القرار لأنه بهذا الشكل جاهل تماما بالقانون, ولا أعتقد أحمد فهمى قرأ قانون الصحافة، وأنا ارد عليه: "لا أنت ولا محمد مرسى نسيبك من حقكم أن توقفوا محرر تحت التمرين فى الصحافة المصرية, مش جمال عبد الرحيم". وهل جامل الإخوان المجلس العسكري بالإطاحة بجمال عبد الرحيم؟ يبدو ذلك.. وأريد القول أنى أحترم القوات المسلحة وليست هناك أى مشكلة شخصية بينى وبين المشير طنطاوى أو الفريق عنان، ولم يتحدث معى أحد منهم, ولكن كانت مشكلة بين الجريدة, والمجلس العسكرى, كونى يتم الإطاحة بى وعلى رأى الأستاذ الخلوق محمد حسنين هيكل, وكنت معه فى لقاء منذ 3 أيام تقريباً,وقال لى:" أنت كنت ماشى فى الشارع وتعرض لحادث سير" وأكد لى أنه متضامن معى وهذه شهادة أعتز بها. هل تضامن الأستاذ "هيكل" معك ضد الإخوان أو مع حرية الصحافة؟
دار حوار بيينى وبين الأستاذ حوار لمدة ساعة واحترامًا لخصوصية الحوار لن أذكر ما دار فيه. كيف تفسر موقف نقيب الصحفيين من أزمة جمال عبد الرحيم؟ موقف سئ جدا.. ولكن أنا لا أحتاج إلى النقيب أو غيره , ومعظم أعضاء النقابة ساندنى ولست فى حاجة لمساندة نقيب الصحفيين لأنه نقيب جماعة الإخوان فى النقابة موقف النقيب متغير بأمانة جديا انتخابات نقيب الصح وأتمنى ذلك ونقيب الصحفيين المصريين وهوحلم حياتى. تفكر فى أن تترشح لمنصب النقيب؟ جديا هذا هو المنصب الذى أتمناه نظرا لحبى العمل العام وافتخارى دائما أنى عضو نقابىة الصحفيين المصرية.. هذا المنصب الذى أعتز به وأتيت إليه عن طريق زملائى. كيف ترى تصريحات الإخوان ومحمود غزلان , متحدثها الرسمى, تجاه الصحافة المصرية؟
ليس غزلان فقط وإنما مرشدهم العام الذى وصف الإعلاميين بأنهم سحرة فرعون وهم يتعملوا بمنطق بوش الأمريكى:"اللى مش معانا هو ضدنا" بعد أحداث تستمبر يانبقى تبعهم لنبقى أعداء لهم. أخيراً.... كيف ترى مستقبل الصحافة فى عهد الإخوان؟ لا أحد يستطيع أن يقهرنا ويسيطر علينا.