بين القاهرة والمحافظات، تختلف قيمة شبكة العروسة، ففي المناطق الريفية تحكم العادات أن "لازم بنتنا يجيلها شبكة مش أقل من بنات العيلة"، أما في القاهرة فتأتي الشبكة في مرتبة ثانية في الغالب بعد الشقة، ويحكمها منطق "يا بني دي هدية منك للعروسة". ففي المحافظات، حيث الحفاظ على العادات والتقاليد، يكون "الدهب أهم بكتير" من أشياء أخرى، ولا يمكن التنازل عن قيمة الشبكة مهما ارتفعت أسعار الذهب. أما في القاهرة؛ أصبحت الشبكة في السنوات الأخيرة يمكن الاستغناء عنها أمام ارتفاع أسعار الذهب، كما أن مبدأ "الشقة أولا" دفع الكثيرين من الشباب للاستغناء عن الشبكة واستبدالها ب"دبلة وتوينز"، واستغلال باقي ثمنها في مقدم الشقة وتجهيزها. وهذه بعض حكايات الشباب مع الشبكة.. "الشبكة أهم من الشقة" محمد أشرف، 28 سنة، محاسب، يقول: "كنت أعتقد أنني عندما أتزوج واحدة من أقاربي في البلد مش هيطلبوا مني الطلبات اللي تطلبها أسرة تعيش في القاهرة، لكن فوجئت بأن لديهم عادات وتقاليد لا يمكن أن يتنازلوا عنها مهما كانت الأسباب، ومن أهمها هي أن تكون الشبكة مماثلة لشبكة باقي بنات العائلة، والتي تقدر ب30 ألف جنيه". ويكمل: "عندما تناقشت مع أهل العروسة بأن هذا المبلغ (الإجباري) يعتبر أكبر من إمكانياتي، وإنني إذا اشتريت شبكة بهذه القيمة لن أستطيع دفع مقدم شقة في القاهرة لكي نتزوج فيها، قالوا إن (الشبكة عندنا أهم من الشقة)، وأنه إذا قلّت قيمة الشبكة عن هذا المبلغ فهذا معناه أن (بناتهم معيوبة)، وهذه الشروط أدت إلى عدم إتمام الخطوبة". "هدية العريس لعروسته" أيمن سيد، 25 سنة، مدرس، يقول: "تقدمت لخطبة زميلتي في المدرسة، وصارحت أهلها بظروفي بكل وضوح، وهي إنني لا أمتلك سوى 40 ألف جنيه لكي أدفع منهم مقدم الشقة، وبصراحة والدها كان متفهما جدا لظروفي، حيث قال لي إنه لا يهمه أن تكون الشبكة ذات قيمة كبيرة، وأنها لا تمثل شيئا أساسيا سوى أنها هدية العريس لعروسته، مؤكدا لي أن الشقة أهم بكثير لأنها هي التي سوف نبدأ فيها حياتنا". ويضيف أيمن: "بالفعل اتفقت مع خطيبتي بأن نكتفي بدبلتين وخاتم على أن نستغل باقي المبلغ في دفع المقدم، وبهذا سنكون اختصرنا الكثير من الوقت بدلا من أن نشتري شبكة غالية وننتظر فترة أطول لكي نجمع المزيد من الأموال". "عادات وتقاليد مورثة" ويقول عبد الله إسماعيل، 27 سنة، موظف: "عندنا في البلد البنت قيمتها من قيمة الشبكة، وسعر الشبكة يتوقف على عدة أشياء، من أهمها هي من عيلة مين؟، وعندها كام سنة، ووصلت بتعليمها إلى أي مرحلة بل تخرجت من أي كلية، فكلما كانت من عائلة كبيرة وسنها صغير وتخرجت من كلية من كليات القمة زاد ذلك من قيمة الشبكة". ويشير عبد الله أيضا إلى أن عائلته لا يمكن أن تقبل بعيار أقل من 21 على أقل تقدير، حيث إنهم يعتبرون عيار 18 "مش دهب"، مشيرا إلى أن الشبكة لديهم بمثابة شىء مقدس لا يمكن الاقتراب منها، فهي عادات وتقاليد موروثة من قديم الزمن لا يمكن تغييرها بأى شكل من الأشكال. ويستطرد: "عندما تقدمت لخطبة ابنة عمي، طلب مني شبكة بحدود 25 ألف جنيه، ولم أستطع أن أتناقش مع عمي حول هذا الموضوع بالرغم من أنني لا أمتلك هذا المبلغ للشبكة، وذلك لأنها تعتبر عيبة في حق بنت عمي والعائلة، وبالفعل استلفت مبلغا من المال لكي أستطيع أن أشترى الشبكة". "شبكة رمزية" أما عمرو سليمان، 29 سنة، مهندس، فيقول: "اتفقت مع أهل خطيبتي على شراء شبكة رمزية لا تتعدى 8 آلاف جنيه، وبالطبع كانوا في البداية غير راضين على الفكرة تماما، ولكن مع الوقت اقتنعوا أن هناك أشياء أهم بكثير من الشبكة يجب أن نقوم بها، خاصة بعد أن تأكدوا أن شراء شبكة غالية سيعطل الزواج إلى سنة أخرى، أي بدلا من أن يتم الزواج بعد سنتين يؤجل إلى 3 سنوات". ... وأنت.. الشبكة المطلوبة منك هدية ولا زي بنات العيلة؟!