رفض أغلب المتفاعلين مع المشاركة التي طرحتها "بوابة الوفد الإلكترونية" حول ترشح شخصيات عسكرية لشغل منصب رئاسة الجمهورية، تكرار تجربة حكم العسكر لمصر. وقد أثارت المشاركة ردود فعل واسعة ومتباينة، الأمر الذي يوضح حالة الحراك السياسي الإيجابية بعد ثورة 25 يناير، وتفاعل المواطنين الإيجابي معها، التي طرحت بعد إعلان الفريق مجدي حتاتة رئيس أركان حرب القوات المسلحة السابق، عزمه ترشيح نفسه في انتخابات الرئاسة، وتأكيده على أنه يعكف حاليا على وضع برنامجه الانتخابي، وأنه سيعلنه قريبا. والملاحظ من المحصلة النهائية أن قراء البوابة ناقشوا الموضوع بهدوء وموضوعية شديدة، فكان الرفض مبنيا على أسباب منطقية، والقبول كان لأسباب وجيهة أيضا، حيث دارت أسباب الرفض حول تجربة الحكم العسكري لمصر منذ ستين عاما وما نتج عنها من سوء الأحوال التي آلت إليها البلاد على كل المستويات، سبب آخر اتخذ من عقلية الشخص العسكري التي تعتمد على أولوية السمع والطاعة على الحوار والاختلاف، حجة للرفض. فمثلاً يقول القارئ "سمير زهدي": "حكام عسكريين. كفاية ونجرب المدنيين.. ألم نجرب 3 حكام عسكريين.. هل نجحنا؟.. مع تقديرنا للعسكريين فهم مصريون ولهم خبرات عسكرية يجب استغلالها فى مجال العسكرية، أما نظام الدولة التى نسعى إليها فهو اولا النظام المدنى والحاكم المدنى والمؤسسات المدنية". بينما قال "عبد الله أحمد": "لقد خضنا تجارب كثيرة وكلها فاشلة كيف يتم تعيين أو ترشيح حاكم أو رئيس كان يشغل منصب عسكرى ونحن نعرف أن الظباط ممنوعون من ممارسة العمل السياسى ويبدأ فى حكم البلاد وهو فى 95 او سبعين لا نريد رئيسا يقضى فترة نقاهة فى القصر الجمهورى نريد رئيسا نشيطا ويكون فى العمل السياسى منذ شبابه ولا يكون لديه اجندة يريد تنفيذها على شعبه فالفريق حتاتة له منا كل الاحترام والتقدير وقد قام بواجبه نحو بلده على اكمل وجه ونتمنى له وقتا هادئا بدون ضغوط نفسية". وفي الاطار ذاته قال "عادل انور": "نحن الان فى القرن الواحد والعشرين وقد خطى العلم خطوات هائلة فى كافة المجالات واصيح تصريف شئون الدول عملية فى غاية التعقيد وتحتاج الى خبرة وقد جربنا اهل الثقة قبل اهل الخبرة وفشلنا فشلا ذريعا يا ريت نصمم على اهل الخبرة من اجل مصلحة مصر". وكانت القارئة "داليا عدلي" أكثر صراحة، حيث قالت: "لا أوافق اطلاقا على ترشح أو تولي أي شخص من العسكر لأي منصب على الاطلاق خارج القوات المسلحة." موضحة أن: "عقلية "تمام يا فندم" ومبدأ "أطع الاوامر حتى و ان كانت خطأ" و اسلوب "نفذ وبعدين اتظلم" لا يصلحوا بتاتا للحياة المدنية وكفيلين بافساد أي موقع يدار بتلك الطريقة وتجربة ستين عاما خير شاهد على ذلك.." وفي المقابل كانت أبرز أسباب قبول ترشح العسكريين للرئاسة هي حق كل مواطن في الترشح لأي منصب منتخب في الدولة، كما كانت هناك آراء تقول إن المرحلة الحالية لا ينفع لقيادتها إلا شخص عسكري حازم.. حيث قال "أحمد شمس": "أوافق على ترشيح العسكر ولكن الشرفاء فقط.."، بينما قال "محمد طلعت": "أؤيد الترشيح لأن ده حق كل مواطن..". فريق ثالث رفض ولكن بطريقة الدبلوماسيين، مثل القارئ "محمد صميده"، حيث قال: "لهم حق الترشح ولنا حق الرفض او القبول..". وبعض القراء وضع شروطا لموافقته على ترشح العسكرين، مثل القارئ "أحمد غريب": أولاً من حق الجميع من يرى فى نفسه الكفاءة والقدرة على خدمة بلده فله الحق بعد ما احدثته الثورة العظيمة من حرية.."، وتابع: "لكنى اعارض وبشدة فكرة ان يكون الرئس رجلا عسكريا إلا بشروط 1- ان يكون قد خرج من الخدمة قبل 5 سنوات على الاقل 2- ان يكون قد مارس اى عمل مدنى ملموس 3- أن لا يتعدى سنه 50 عاما". والبعض أيد الفريق مجدي حتاتة للترشح بينما طرح البعض الآخر أسماء عسكرية أخرى أبرزهم المشير طنطاوي، والفريق سامي عنان، واللواء ممدوح شاهين.