تعيش بعض العربية ربيعاً عربياً بمسمى الربيع في ظاهره وثورات عربية في باطنه، حيث انطلقت الثورات العربية بداية على هيئة احتجاجات سلمية أواخر عام 2010، وكانت هذه الثورات بمثابة رد فعل من الشعب على انتشار ظاهرة الفساد، والأوضاع المعيشية الاقتصادية المتردية وضنك الحياة حتى أصبح الانسان لا يجد قوت يومه والتضييق السياسي والاجتماعي على الأفراد وعدم نزاهة الانتخابات. ولقد خرج بعض أفراد الشعب في اعتصامات ومسيرات واحتجاجات حيث تفشى الغضب بين الجماهير واستخدمت مفردات وعبارات مختلفة تعبر عن غضب الشارع مثل «ارحل»، «الشعب يريد اسقاط النظام»، ولقد تحولت الاحتجاجات السلمية الى عصيان مدني ثم الى ثورات مسلحة استخدمت بها الأسلحة المختلفة. فالسؤال لماذا الربيع العربي الآن في تونس ومصر وليبيا؟ هل هو مخطط له مسبقاً؟ وما المراد الوصول اليه؟ ومن وراءه؟ يحاول البعض ان ينقل الربيع العربي بمسماه الظاهر وبمخططه الى دول الخليج العربية، وها نحن في الكويت وما نراه ونسمعه ويقوم به بعض أفراد الشعب في محاولة استيراد الربيع العربي. فالسؤال: لماذا الكويت؟ وهل الكويت تعاني الأسباب السابقة التي تم ذكرها لحدوث ربيع عربي بها؟ ان الكويت وبفضل من الله عز وجل تتمتع بالديموقراطية الفعلية التي لا يتمتع بها أي من دول الربيع العربي، ولقد أوجدت الكويت بديموقراطيتها ودستورها الرصين مساحة كبيرة من الحريات والتعبير عن الرأي واحترام الرأي الآخر والمساواة والعدالة.فيكفي وجود مجلس الأمة الكويتي الذي جاء بانتخابات نزيهة لتشريع القوانين التي تهم الوطن والشعب، فالمواطن الكويتي يتمتع بما لا يتمتع به أي مواطن في دول الربيع العربي، حيث مجانية التعليم والصحة والبعثات الخارجية حتى الحصول على درجة الدكتوراه والراتب المصاحب أثناء الدراسة.ان مقارنة الكويت بأرقى الدول الديموقراطية والتي منها الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا نجد وبفضل من الله بأننا نتمتع بمستوى عالٍ من الحرية في التعبير والحرية الفكرية ومستوى اقتصادي نحسد عليه ناهيك عن تميزنا عن كثير من دول الخليج العربية، بالاضافة الى مستوى الحياة الاقتصادية في المجتمع الكويتي بالنسبة الى مستوى دخل الفرد.أما بالنسبة للحياة السياسية والاجتماعية في دولة الكويت فيكفينا فخراً بوجود مجلس الأمة ولأكثر من 50 عاماً يعكس ارادة الشعب ويأتي بالانتخاب مع أعطاء حرية كاملة للفرد رجلاً أو امرأة بالترشيح والانتخاب حتى وصل بنا الحال للعيش في ترف سياسي دون وجود لأي استبداد سياسي يذكر.أما بالنسبة لظاهرة الفساد الموجودة في دول الربيع العربي، فالكويت تتمتع بوجود السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية والسلطة القضائية حيث تعمل كل سلطة بما كفل لها الدستور دون تداخل بين السلطات، ويتمتع قضاؤنا الشامخ بنزاهة وشفافية مشهود لها ويقوم بتطبيق القانون على كل من يتطاول على القانون، كما ان السلطة التشريعية تقوم بالدور التشريعي والرقابي على السلطة التنفيذية. لقد أضاع من أراد استيراد الربيع العربي الى الكويت بوصلته وبصيرته فالكويت ليست بحاجة الى ربيع عربي، لأننا نعيش ربيعاً دائماً نحسد عليه من أقرب الناس الينا حيث الحياة الكريمة وارتفاع سقف الحريات والعدالة والمساواة واحترام كرامة المواطن.ويكفي مثالاً ان من يأتون للعمل في الكويت جاءوا من دول الربيع العربي ولا يريدون مغادرتها لشعورهم بنعمة الأمن والأمان ورغد العيش الكريم. ان من خطط لاستيراد الربيع العربي يهدف الى الاطاحة بالنظام معتمداً على اثارة الفتن بين الشعب الكويتي المسالم، وخلق الخلافات والمواجهات مع السلطة والقانون باحثاً عن حالة من عدم الاستقرار للوطن والمواطنين.مستخدماً الشباب المسالم وتعليمهم وتدريبهم وزرع الأفكار الدخيلة بهم لتحقيق أهداف الربيع العربي.ان ما نواجهه اليوم في الكويت يدل على عدم نضج بعض القوى السياسية مع وجود صراع ارادات سياسية وقوى فكرية ذات توجهات مختلفة تهدف الى تعقيد المشهد السياسي والاجتماعي والعمل على جعل المواطن الكويتي محبطاً ومثقلا بالهموم بغية اثارة الفوضى والضجر والتمرد للوصول الى العصيان المدني دون الشعور بأهمية الوطن والمحافظة عليه.ان كرامة الوطن من كرامة الانسان وكرامة الانسان من كرامة الوطن، ولأجل الوطن والمواطن يجب ان يتصدى الشعب الى أي ربيع عربي والى أي مخطط يهدف الى ضياع الكويت، وعلينا ان نكون حذرين لعدم الانجراف وراء من يريد ان يعكر صفو الوطن واستقراره وأمن المواطن. وأختم بالدعاء (اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين).