.. لم أكن أعرف ان الفنانة غادة عبدالرازق لديها ميول سياسية!.. ولا ان القيادي في جماعة الاخوان المسلمين خالد أبوشادي مهتم بالشأن «الكويتي» لدرجة أن «يغرد» على «تويتر» متسائلا: «الكويت.. هل تقود الربيع العربي في الخليج؟ اللهم قدر الخير لبلادنا وقدها للخير» قبل ان يزيل التغريدة من موقعه موضحا: «قمت بازالة تغريدتي بخصوص أحداث الكويت بعد ان فهمها البعض أنها دعوة للإثارة!». أما الفنانة غادة عبدالرازق فغردت ايضا على «تويتر»: «اني اساند أهل بلدي الثاني الكويت في احتجاجاتهم أولا لان دي حاجة تخصني أنا فقط ومش من حق أي حد مهما كان يقولي تقولي ايه وما تقوليش ايه». ورغم ان الفنانة الكبيرة لم تتبع أولا بثانيا أو ثالثا، الا ان ما قالته لا غبار عليه، اما الذي «عليه غبار» فكان التعليقات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي المصرية تعليقا على مسيرة «كرامة وطن» التي شهدتها مدينة الكويت العاصمة يوم الاحد الماضي في مشهد لم تألفه الحياة السياسية في الكويت. وللأسف كانت اغلب «التغريدات» تنم عن «تدخل بدون علم بالقضية.. أو معرفة بطبيعة العلاقة بين الشعب الكويتي وحكامه من أسرة آل الصباح». والقصة ان الكويت تعد نموذجاً فريداً للديموقراطية في منطقة الخليج. ولديها مجلس أمة (برلمان) حقيقي، المعارضة فيه شرسة وليست من نوع المعارضة الورقية، وهناك خلاف سياسي بين «المعارضة» و«القيادة السياسية» حول آلية التصويت في الانتخابات البرلمانية المقبلة، والمطالبات بعدة تعديلات واصلاحات سياسية، لكن الأمر لم يتطور أبداً لأبعد من ذلك، ولا يمكن استخدام التعبيرات التي استخدمها الاخوة المغردون المصريون بحسن نية، والتي احدثت جرحاً في نفوس بعض الاشقاء في الكويت، مثل «ثورة» و«ثوار» وانضمام الكويت لدول الربيع العربي، التي كان هدفها الاول «ازاحة» الحكام الذين «افقروا» شعوبهم، و«نزحوا» خيرات بلادهم لتتكدس في حساباتهم السرية خارج بلدهم، وحشروا مواطنيهم في أقبية السجون بلا محاكمات عادلة، وبددوا ثروات شعوبهم على تمويل المؤامرات وحياكة الدسائس لجيرانهم. واين كل ذلك من الكويت؟!.. في الكويت وبالرغم من المسيرة الحاشدة لم يرتفع صوت واحد ضد حكم أمير الكويت، ولا ضد الأسرة الحاكمة. .. في الكويت لا توجد سجون ومعتقلات سرية، ولا مسجونو رأي يذهبون وراء الشمس. .. في الكويت الخلاف «سياسي»، وعندما يتفاقم فهو دليل قوي على حجم ومساحة الحرية السياسية التي يتمتع بها الكويتيون سواء في معارضة الحكومة أو تأييدها، ويبقى خلافاً في الرأي لا يفسد للعلاقة الودية قضية. .. في الكويت وقبل أيام معدودات يقول زعيم المعارضة أحمد السعدون لأمير الكويت إنه وأبناءه سيكونون أول من يحرس قصر الأمير إذا اشتدت الشدائد!! .. في الكويت يقول الأمير لشعبه – بعد ساعات من المسيرة - «الكويت ستبقى بخير ونعمة وأمان بتكاتف أبنائها، والقانون سيطبق على الجميع الكبير قبل الصغير». .. الكويت من أغنى بلاد العالم، وحسب بيانات بنك كريديه سويس في تقرير الثروة العالمية 2012 بلغ متوسط دخل الفرد سنوياً 115.512 دولاراً (حوالي 705 آلاف جنيه مصري) أي 59 ألف جنيه شهرياً!! وبلغ متوسط «ثروة» الفرد الكويتي 81330 دولاراً. في الكويت هناك 23530 كويتياً يملكون ما بين مليون و5 ملايين دولار، و2070 كويتياً يملكون ما بين 5 – 10 ملايين دولار، و1286 كويتياً يملكون ما بين 10 – 50 مليون دولار، و113 كويتيا يملكون ما بين 50 إلى 100 مليون دولار، و70 كويتياً يملك كل منهم 500-100 مليون دولار و6 كويتيين يملك كل منهم ما بين 500 إلى مليار دولار. .. وللعلم عدد سكان الكويت كلها لا يتجاوز مليون و100 ألف مواطن فقط. اللهم لا حسد. .. في الكويت التعليم مجانا.. والرعاية الصحية مجانية.. والابتعاث لإكمال الدراسة في الخارج (مع زوجتك وأبنائك) على حساب الدولة، وكذلك العلاج في الخارج، ومن حق كل كويتي الحصول على قطعة أرض لبناء بيته و70 ألف دينار، قرضاً حسناً لبنائه، وهناك توجه لرفع المبلغ الى 100 ألف دينار (350 ألف دولار تقريبا)، ومن يرغب توزع عليه الحكومة مساكن حكومية مستقلة. .. أحد المغردين المصريين نصح الكويتيين بمرور المسيرة على الأحياء الفقيرة لينضم إليها الفقراء!! فرد عليه «كويتي أصيل».. لا توجد لدينا «أحياء فقيرة والفقير عندنا هو من لا يملك حمام سباحة، وتقف في جراج منزله المستقل أقل من 3 سيارات!!». وحفظ الله مصر والكويت من كل شر. twitter@hossamfathy66