تحت عنوان "الإبراهيمي ينعش الآمال بعد 19 شهرا من القتال"، انطلقت صحيفة "تليجراف" البريطانية لتقول إن مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا "الأخضر الإبراهيمي" أحرز أول نقطة في الملف السوري بعد أن أكدت وزارة الخارجية السورية على استعدادها للتوقيع على هدنة أربعة أيام في نهاية الشهر الجاري. وذكرت الصحيفة أن مسئولين في نظام الرئيس السوري "بشار الأسد" يدرسون حاليًا وبكل جدية المقترح الذي قدمه "الأخضر الإبراهيمي" بشأن وقف إطلاق النار خلال إجازة عيد الأضحى المبارك بشرط محاولة الدول العربية لإقناع قوات المتمردين على وقف القتال، في أول انفراجة منذ اندلاع الانتفاضة السورية منذ أكثر من 19 شهرًا من الحرب الأهلية المندلعة في البلاد لينعش الآمال حول فترة انتقالية سلمية. وأوضحت الصحيفة أن "الإبراهيمي" الذي أتى خلفًا ل"كوفى أنان" بعد استقالته في أغسطس الماضي يخوض جولة موسعة في الشرق الأوسط لكسب تأييد الدول العربية وغيرها لصالح خطته التي يأمل أن تكون بمثابة نقطة انطلاق المفاوضات بين الرئيس السوري "بشار الأسد" وبين المتمردين الذين يقاتلون من أجل الإطاحة به. وقد ناشد الإبراهيمي دعم إيران، باعتبارها الحليف الإقليمي الوحيد لسوريا، والمملكة العربية السعودية التي تقدم المساعدات المادية والعسكرية للمتمردين بشكل علني، لأنه لنجاح أي مبادرة ينبغى أن تكسب الوجهين وتتعامل معهما. ومن جانبه، قال "جهاد المقدسي" - المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية -: "الجانب السوري لديه الرغبة في مناقشة هذا الخيار ونتطلع إلى التحدث مع الإبراهيمي لنرى موقف الدول الأخرى المؤثرة وهل ستنجح تلك الدول في الضغط علي المتمردين لوقف إطلاق النار". وقالت الصحيفة إن احتمالات عقد تلك الهدنة تبدو "باهتة" بعض الشيء، قائلة إن الحكومة السورية قبلت مقترحين دوليين لوقف إطلاق النار قبل ذلك، لكن العالم لم يشهد سوى تفاقم الأزمة والمزيد من الدماء. ونفى "الإبراهيمي" التقارير التي تفيد سعيه إلى نشر قوات حفظ سلام في سوريا أو إرسال المزيد من المراقبين، وأشارت الصحيفة الى أنه في حال حدوث ذلك فإن خطته أو برنامجه سيبدو متشابهًا للغاية مع برنامج سالفه "أنان" الذي نشر 300 من المراقبين غير مسلحين في أنحاء سوريا وتم سحبهم في أغسطس الماضي.