تحت عنوان "الإبراهيمي لن يكون أكثر فاعلية من أنان"، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن زيارة "الأخضر الإبراهيمي" مبعوث السلام الخاص بالأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا ولقاء الرئيس السوري "بشار الأسد" تزامنت مع تفاقم الأزمة السورية وزيادة حصيلة القتلى جراء الحرب الأهلية المندلعة في البلاد، مؤكدة أن العواقب ستكون وخيمة على المستوى الإقليمي والعالمي. "الأزمة خطيرة للغاية وتزداد سوءًا يومًا بعد يوم"، كان هذا هو التقييم الكئيب الذي عرضته الصحيفة بعد مرور ثلاثة أيام على زيارة "الإبراهيمي" إلى سوريا منذ يوم الخميس الماضي بعد أن التقى بمجموعة كبيرة من نشطاء المعارضة ومسؤولين حكومين وآخرين دبلوماسين يمثلون روسيا والصين، البلدان اللذان قدما الدعم والمساندة الكاملة لحكومة الرئيس السوري "بشار الأسد" المتعثرة. وأوضحت الصحيفة أنه منذ وصول "الإبراهيمي" إلى سوريا يوم الخميس الماضي أشتدت وتيرة العنف في اثنين من الأحياء بجنوب دمشق، منطقة الحجر الأسود ومنطقة الكادم، مسفرًا عن مقتل أكثر من خمسة أشخاص أمس السبت وإصابة العشرات. وذكرت الصحيفة أن "الأخضر الإبراهيمي"، الدبلوماسي الجزائري المخضرم، شغل منصب المبعوث الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربي بعد سالفه "كوفى أنان" الذي استقال الشهر الماضي بعد إصراره أنه لا يوجد حل للأزمة السورية إذا لم يتنحى "الأسد" جانبًا ملقيًا باللوم على تعنت كلًا من الحكومة السورية والمعارضة لإستمرار إراقة الدماء حيث ما زالت موجة العنف مستمرة واعتماد القوات النظامية على القوة الجوية لقهر أعدائها في حين تستمر المليشيات المتمردة في البحث عن أسلحة من الداخل والخارج لمواجهة قبضة الجيش السوري. ومن جانبه، حذر البابا "بنديكتوس" السادس عشر يوم الجمعة الماضي من المخاطر التي تشكلها تدفق الأسلحة إلى سوريا من الخارج، موضحًا أن إستيراد الأسلحة من قبل الحكومة والمتمردين على حد سواء يجب أن يتوقف. وفي مؤتمر صحفي أمس السبت بعد لقاءه مع الرئيس السوري، أكد "الإبراهيمي" أنه سيبدأ عمله من حيث بدأ سالفه "أنان" رافضًا الإفصاح عن السياسة والإستراتيجية الجديدة التي سيتبعها في خطته لإنهاء الأزمة السورية وإلى أي مدي سيختلف منهجه عن طريق أنان الذي بات بلا جدوى. وأضاف الإبراهيمي "يعلم الجميع أن الفجوة بين الطرفين واسعة جدًا والرئيس السوري يعي أكثر مني نطاق وخطورة الأزمة، فالمصلحة المشتركة بينهما موجودة وهي أن السوريين يحبون بلادهم ويريدون السلام لها."