وصفت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية مطالب إسرائيل بحقوق اللاجئين اليهود الذين هربوا من الدول العربية في أعقاب إقامة الكيان الإسرائيلى على أرض فلسطين هو حق يراد به باطل. وأشارت الصحيفة إلى أن الهدف الرئيسي من وراء ذلك هو وضع المزيد من العراقيل أمام المفاوضات مع الفلسطينيين، متعجبة من وصف يهود الدول العربية باللاجئين وليس المهاجرين في حين يوصف يهود أوروبا بالرواد الطلائعيين. وقال المحلل الإسرائيلي "عودة بشارات" في مقاله بالصحيفة إن مبادرة وزارة الخارجية الإسرائيلية لنيل الاعتراف الدولي بيهود الدول العربية كلاجئين تنطبق عليها مقولة الإمام علي بن أبي طالب "حق يراد به باطل"، لأن الذين يطرحون الآن هذه القضية العادلة في حد ذاتها لا يقصدون ما يقولون وإنما يردون فقط وضع مزيد من العراقيل أمام المفاوضات الفلسطينية. وأضاف بشارات أنه لا يجب على العرب أن ينبروا للدفاع والرد علي المزاعم الإسرائيلية لأنه اعتباراً من العام 1948 كانت هناك حرب ولاجئين، مؤكداً أن اليهود لم يطردوا وإنما رحلوا عن الدول العربية بسبب الدعاية والممارسات الصهوينية. واكد أنه في حال مطالبة اليهود بممتلكاتهم من الدول العربية بمقدور العرب سحب ورقة قانون أملاك الغائبين، وهو القانون العثماني الذي تطبقه إسرائيل للاستيلاء على أراضي اللاجئين الفلسطينيين الذين فروا من ديارهم إبان حرب 48. واستند بشارات في تحليله إلى كتاب "بغداد حبيبتي" للبروفسور الإسرائيلي شموئيل موريه الذي أشار فيه إلى أن العرب والمسلمين في بغداد كانوا يحرصون قبل الحرب العالمية الثانية بعد رفع آذان يوم الجمعة على إشعال الشموع إجلالاً لسبت اليهود، وكذلك كانوا يوقفون التجارة في بغداد احتراماً لليهود، مؤكداً أن كراهية العرب لليهود هي سلعة أوروبية خالصة. ودلل الكاتب على كلامه بأن كراهية اليهود بدأت في العراق مع صعود النازيين في أوروبا لسدة الحكم، حيث اعتبرت الدوائر القومانية المتعصبة في العراق النازيين حلفاء في صراعهم ضد الإنجليز وفقاً لمقولة "عدو عدوي صديقي". وتابع بشارات بأنه رغم التحريض الأوروبي لم ينساق الشعب العراقي وراء كراهية اليهود، وكذلك لم يسعد اليهود لفراق العراق، إلا أن اشتداد الصراع في فلسطين أدى إلى زيادة الفجوة والتحريض ضد اليهود، الأمر الذي دفعهم للرحيل رغم رغبتهم القوية في البقاء بالعراق.