3 محاور رئيسية لضمان نجاح الاتحاد المصرى للأوراق المالية لو تصفحنا سير الناجحين لوجدنا أن كل واحد لديه قصة لا تخلو من معاناة، رافقته فى بدايته، وساهمت بصنع النجاح الذى يعيشه.. لا تحزن حينما تتعثر، لأن الأجنحة التى لا ترفرف لا تطير.. وكذلك محدثى إيمانه أن لكل قصة مؤلمة نهاية ناجحة، من هنا قبل التحدى،، ولم يترك نفسه فريسة للظروف، حتى وصل إلى ما يريد. كل من التقيته قال لى: حياتى بدأت عندما بدأت أثق بنفسى، فقس نجاحك بمدى ما وصلت إليه من جهد، وإذا كنت تؤدى عملك بإخلاص فتأكد أنك ستحقق كل ما تريد، لأن كل الإنجازات العظيمة تتطلَب وقتا، فهى تستحق أن تهبها كل وقتك.. وهو ما سطره محدثى طوال مسيرته العملية. سامح مبروك رئيس مجلس إدارة شركة الفتح لتداول الأوراق المالية والمرشح لعضوية الاتحاد المصرى للأوراق المالية على مقعد السمسرة، الحياة فى قاموسه رحلة قصيرة، يبحث فيها عن السعادة والرضاء، دستوره قائم على أن العمل عبادة، وفلسفته السمعة الطيبة هى الباقية، منظم ومرتب إلى أبعد الحدود، يدين بالفضل لكل من يدله إليه. صورة للعائلة صممت على شكل شجرة يرتبط كل فرع باسم أحد أفرادها، مجموعة من شهادات التقدير، تحكى كل مرحلة من مسيرته، أول ما تصطدم به عند المدخل الرئيسى، إضاءة خافته تسود حجرة مكتبه ربما توحى بشخصية الرجل الهادئة، إحساس بالتصالح مع النفس، مجموعة مقتنيات ترتبط بوالده يحتفظ بها، قليل من قصص التجارب لشخصيات واقعية، تعلم منها.. أجندة ذكريات سطر فى مقدمتها نصيحة والده «السمعة هى رأس مال الإنسان».. أسماء أخرى لشخصيات عظيمة وردت فى مستهل صفحات أجندته، حينما سألته.. قال «إنهم أصحاب فضل وساهموا فى تشكيل شخصيتى العملية». «مواجهة الأزمات أول خطوات التغيير» هكذا أولى كلماته.. يبدو غامضا لمن لا يعرفه، هدوء، تتكشف عنه ثقة كبيرة، واقعى فيما يقول، لا ينكر المعاناة التى تحملها الجميع كى يكون المشهد الاقتصادى فى مساره الصحيح، «لابد من التكاتف والعمل بإخلاص إذا ما أردنا التنمية الحقيقية المستدامة، فى ظل المقومات التى يحظى بها الوطن التى تؤهله أن يكون اقتصاده فى قائمة الكبار، خلال سنوات ماضية كان دور الحكومة أقل ديناميكية، أما الوقت الحالى وبنهاية 2019 اختلف المشهد تماما، وشهد الأمر نشاطا كبيرا، يدعو للاطمئنان».. من هنا كانت نقطة الحوار. «الآمال العظيمة هى التى تصنع العظماء، وكذلك الاقتصاد الذى يشهد تحسنا، لكن سرعته فى التحسن لا تتلاءم والأحداث والمستجدات على الخريطة العالمية».. هكذا يقول. أقاطعه متسائلاً.. لماذا؟ يجيبنى وبدا أكثر تركيزا أن «الروتين والمعوقات من الموروثات التى تقف أمام مسار استكمال الإصلاح كما يرغب الجميع، سواء من ضرائب أو رسوم، وكلها تتطلب إعادة نظر، وتقديم تسهيلات جادة، بما يساعد على تشجيع الاستثمار، وتهيئة الطريق أمام المستثمرين المحليين، والأجانب». تحمل الرجل المسئولية فى عمر مبكر، منحه قدرة على تحليل المشهد بصورة أكثر واقعية، وكذلك عندما يستعرض المؤشرات الاقتصادية، يعتبرها مؤشرات تعمل على لفت الانتباه، ولكن الأمر يتطلب كثيرا من الجهد، والعمل لتحقيق ما يخدم السواد الأعظم من المواطنين، خاصة أن توقعاته للفترة القادمة ستكون أفضل. إذن ما المبررات التى تبنى عليها توقعاتك؟ يرد وبدت على ملامحه علامات ثقة كبيرة أن «أداء الحكومة أصبح مبشرا، ويحمل فكرا جديدا، وأداء غير تقليدى، وقناعة الجميع بضرورة دعم الخزانة العامة للدولة، من أجل تحقيق عملية الاستقرار، مع العمل على تقديم الإعفاءات الضريبية للمستثمر المحلى». نحن من نصنع النجاح وليس الظروف، وكذلك الحكومة من وجهة نظر محدثى عليها دور كبير حتى يتمكن رجل الشارع من جنى ثمار الإجراءات الإصلاحية، والذى يتحقق من خلال تناغم وتطور الأداء الحكومى، والإنتاجية، التى تؤسس على عجلة التسارع للإنتاج، وهى لا تزال محدودة. الدقة والنظام والأداء الجيد من المفردات المهمة فى قاموسه، وأيضاً حينما يتحدث عن السياسة النقدية يتكشف من خلال حديثه بعض التحفظات الجزئية، ما يهم الرجل من هذه التحفظات، عدم استمرار برنامج إقراض المشروعات الصغيرة والمتوسطة بنسبة 5%، وذلك لدعم الإنتاج، والصناعة، ومواجهة غول البطالة، وترقب الجميع نمو البرنامج وتطور مراحله، لكنه تراجع، مما أثر على الوضع الراهن فى قناعة المواطن بالتحسن الاقتصادى. حرص الرجل على التحليل بدقة يدفعه إلى التحفظ على التأخر فى عملية خفض الفائدة، فى توقف الأنشطة الصناعية عن التطوير والتوسع، لذلك يتطلب المشهد المزيد من خفض أسعار الفائدة، مع الاستقرار، إذا ما أرادت الحكومة تحقيق التنمية. يربط بعض الخبراء والمراقبين تحقيق المزيد من معدلات النمو الاقتصادى بوصول أسعار الفائدة دون 10%، لكن محدثى له وجهة نظر خاصة فى هذا الصدد تقوم على رغبته فى وصول أسعار الفائدة لمراحل مقبولة لرجل الشارع الذى يقوم بإيداع أمواله بالبنك، وكذلك المستثمرين الراغبين فى التوسع باستثماراتهم، بما يحقق عدالة أسعار الفائدة لجميع الأطراف، حيث أن استقرار القوة الشرائية والقيمة الحقيقية للعملة المحلية يعمل على توفير الاستقرار الاجتماعى. لكن بعض الخبراء والمراقبين يعتبرون أن من مساوئ السياسة النقدية الإصرار على الاقتراض من خلال الاستمرار فى إصدار السندات وأذون الخزانة. «أعتقد أن الحرص على المصلحة العامة يقتضى التعامل مع السندات بمقدار، وبحدود، مع مراعاة أعباء وتكلفة السندات، خاصة أن القروض تعد أمرا مزعجا» هكذا قال. يستشهد الرجل فى هذا الصدد بالقانون 43 لسنة 1974 الخاص برأس المال العربى، والأجنبى، حيث يرصد أن الاستثمارات التى تدفقت، والشركات التى أسست فى تلك الفترة، استحوذ فيها المصريون على 75%، وبالتالى مطلوب عوامل جاذبة للاستثمار أكثر تدفع السواد الأعظم من المصريين لتكرار نفس التجربة، وكذلك على الدولة تحديد سياسة جديدة بعيدا عن القروض، حيث يجب التوقف فى لحظة ما عن القروض المتزايدة، وما تتحمله الأجيال القادمة من أعباء. لكل مجتهد نصيب هو ما يؤمن به، وكذلك عندما يتحدث عن السياسة المالية، يعتبرها فى حاجة إلى تطوير بما يتلاءم مع المتغيرات المحيطة، وأيضاً مع متطلبات الوطن، وكذلك تطوير الخدمات الصحية والتعليمية، بما يحقق تكامل للجميع. فى جعبة الرجل العديد من الحكايات فى هذا الصدد.. يقول إن «بعض دول المنطقة فى فترة كان تمثل الضرائب 70% من الإيرادات، بينما كانت تمثل 30% فى الاقتصاد الوطنى، وهو ما ساهم فى تحقيق المرونة فى الأسعار، والتيسير فى الحياة المعيشية، وبالتالى استقرار اجتماعى أكثر. العمل فلسفته فى الحياة، وكذلك دستوره، يعتبر الرجل أن ملف الاستثمار يعانى بسبب التجارب التى مر بها هذا الملف خاصة بعد ثورة يناير 2011، بعدم إيفاء الحكومة لتعاقداتها مع المستثمرين، مما كان له الأثر السلبى على الاستثمارات وهروبها، واتجاه الاستثمار المحلى إلى إيداع أمواله بالبنوك. الشغل الشاغل للرجل هو تحسين بيئة الاستثمار، وهذا يتطلب إصلاحا إداريا شاملا، وتحديد رقم محدد لاستثمارات المواطنين، وإعفاءه من الضرائب لفترة محددة، من أجل التشجيع على الاستثمار، ودون أى مفاجآت يواجهها المستثمرون، بالإضافة إلى أن هذا الملف فى حاجة إلى تحديد استراتيجية واضحة لاستقطاب مزيد من المستثمرين. لا يخفى الرجل انحيازه للقطاع الصناعى لكونه أحد أهم القطاعات القادرة على قيادة قاطرة الاقتصاد، بسبب قدرته على توفير فرص عمل، والحد من البطالة، وتدبير العملة الصعبة عن طريق التصدير، بالإضافة إلى قطاع التكنولوجيا، الذى يعد كلمة السر للشركات العالمية الكبرى، والعمل على استقطابها، بما يحقق التنمية، وأيضاً التعليم، الذى يقوم عليه بناء وطن قوى. يظل القطاع الخاص مثار جدل بين الخبراء والمراقبين، فئة تؤكد دوره فى التنمية، وتبنى عليه آمالا عريضة، وأخرى تعتبره لا يقدم شيئا يفيد الاقتصاد، إلا أن «مبروك» له وجهة نظر تقوم على أن القطاع الخاص أمامه ضرورة التفاعل مع التطوير الحالى، وكذلك تشغيل الأصول المتاحة الحكومية وغير الحكومية، بالإضافة إلى النظرة فى هامش الربح بصورة مقبولة، وكذلك على الحكومة العمل على التيسيرات وتقديم الخدمات للقطاع الخاص بسهولة ويسر، مع أيضاً إعادة النظر في العمالة الحكومية المعرقل الرئيسى للتنمية، وكذلك دعوة المصريين بتوجيه مدخراته للمشروعات مقابل إعفاء كامل لفترة محددة، وتحديد الأعباء الحكومية، بما لا يقبل زيادتها، وذلك للنهوض بالاقتصاد الوطنى، من خلال الاهتمام بالمستثمر المحلى. ابنِ هرم نجاحك من الإنجازات.. هو ما يؤمن به محدثى، ونفس الحال للطروحات، يقول «إذا كانت الطروحات وجه العملة، فتدفق الاستثمارات الوجه الآخر، بما لها من قدرة على جذب الاستثمارات الأجنبية، حيث أنه من خلال الطروحات تكون الدعاية، لما تقوم به من تقديم حالة معلنة للعالم، فى شركات على قدر من النجاح لتوسيع قاعدة الملكية وزيادة الاستثمارات، خاصة أنه لا تزال الفرصة قائمة. إذن لماذا لم ينعكس خفض أسعار الفائدة إيجابيا على البورصة؟ يرد قائلا أن «البورصة تتطلب طرح المزيد من الشركات فى القطاعات المختلفة، سواء كانت شركات تابعة للقطاع الخاص، أو الحكومة، بقيم عادلة، وكذلك تطوير العرض والترويج بصورة أكثر جاذبية، وكذلك كيفية التعامل مع مشكلات المستثمر وحلها، والتزام الدولة نحو هذا المستثمر». محبة الجميع، والقدرة على خدمة الآخرين، وتقديم المساعدة والعطاء، من السمات التى يحظى بها الرجل، وبذلك كان قرار ترشحه على عضوية اتحاد العاملين بالأوراق المالية، مقعد السمسرة من أجل تقديم المزيد لخدمة السوق، والتى تتمثل فى 3 محاور رئيسية تقوم على الاستقرار وتوازن العلاقة بين اطراف السوق سواء العميل، أو شركة الوساطة أو الجهة الإدارية، والعاملين فى المجال من أجل تحقيق التقدم، وكذلك مد جسور التكامل بين القطاع الخاص والجهة الإدارية للحاق بالدول الآخر، وكذلك العمل على تطور صناعة سوق المال بما يتلاءم مع المستجدات العالمية فى سوق المال. يحمل الشاب الأربعينى كل التقدير لجميع الذين تعلم منه، وكانوا لهم الأثر الإيجابى فى شخصيته، ومسيرته.. محب للقراءة والاطلاع، عاشق للرياضة والألوان الهادئة.. لكن يظل همه الأول الوصول بشركته إلى الريادة فى السوق، فهل ينجح فى تحقيق ما يريد؟