3 محاور لتعديل إستراتيجية الشركة التوسعية إذا لم تحاول أن تفعل شيئا، أكثر مما قدمته، فلن تستطيع التفوق أبدا، فليس فقط مهمة الهدف هو تحفيزك، بل ما يجعلك تعيش الحياة.. وكذلك محدثى فلسفته أن الاكتشافات والإنجازات العظيمة، لا تتحقق إلا بالكثير من الجهد والتعب. المبدع لا يجد الراحة أو الهدوء أو السكينة فى هذا الوضع الجامد، ولا يحب أن يقف فى مكانه متفرجا فقط، بل يفتش عن التطور والإبداع، وهكذا الرجل إيمانه أن الابتكار يكون إما بالفطرة، أو المحاولة، ليست واحدة، بل محاولات متعددة، فعندما تنجز ما تريد فالسعادة بالنجاح، لا تقدر بثمن. رامز البحيرى المدير العام لشركة «جارانتى» لتداول الأوراق المالية.. مبدأه اغرس شجرة تنَم فى ظلها غداً، فتقديم النصيحة للآخرين بلا حدود، ثلاث كلمات فى قاموسه سر نجاحه «الالتزام، العمل، والقيادة»، الطموح فى سطور مسيرته بلا سقف، والنجاح يسعى إليه بالعمل والجهد. على يسار المدخل الرئيسى، وعلى بعد خطوات تبدو حجرة مكتبه، وقد اتخذت شكلا مغايرا، فى لون حوائطها، لمن يدخلها للمرة الأولى، مجموعة من المؤلفات، والكتب المتنوعة، لوحات سيريالية، تزين حوائطها، توحى بالخروج من الواقع إلى اللامعقول، وربما هو ما يبحث عنه الرجل.. قلم ومجموعة قصاصات من الورق، يدون بها أفكاره، واستراتيجيته، بعض المناظر الطبيعية التى تشير إلى تمسكه بالفطرة، والطبيعة، مجموعة من الصور، تحكى كل مرحلة من مسيرته بحلوها ومرها، هو كل ما يحتويه مكتبه. لم يتغير الرجل كثيرا منذ التقيته قبل عامين، إيمان بما يحمل من فكر، وآراء، اللهم سوى بعض ملامح الحزن ترتسم على وجهه، ربما لاصطدامه بالمشهد الاقتصادى، الذى لم يحمل جديدا، منذ عامين، رغم تفاؤله وقتها، وهو ما لم يخفه. لديه رسالة يحملها، ويصر على أن تصل لصانع القرار، ومن يهمه الأمر، تمثل شغله الشاغل منذ انطلاق مسيرة الإصلاحات الاقتصادية، هى أن الاقتراض دون إنتاج، لا يساهم فى تنمية الاقتصاد، ومن أجل تحقيق واستقطاب الأموال، والاستثمارات، لابد أن يتضاعف الإنتاج. الهدوء من سمات شخصية الرجل، وهذا سر تحليله الدقيق للأمور، حينما يقارن بين المشهد الاقتصادى فى الماضى والحاضر، يبدو على ملامحه غضبا، يعتبر أن المشهد صار إلى الأسوأ مستشهدا فى ذلك بمؤشرات البورصة، وتدنى أسعار الأسهم، ومشكلات السيولة التى تشهدها التداولات، وهى مؤشر حقيقى للاقتصاد. أقاطعه قائلا: لكن السواد الأعظم يرى أن الإصلاح الاقتصادى يسير فى مساره الصحيح. يجيبنى وبدا أكثر هدوءا وثقة قائلا: «بالطبع أن الإصلاح الاقتصادى فى مساره الصحيح، لكن قد يشوب عملية التنفيذ بعض العيوب، لأنه رغم كل المشروعات القومية، لا تزال المعاناة من عدم وجود الإنتاج الحقيقى، ومشروعات إنتاجية، يتم تصديرها، وتغزو دول العالم، مع اختفاء التوجه للاستيراد، ومع تحقيق كل ذلك سوف يشعر وقتها رجل الشارع بثمار الإصلاح الاقتصادى». تساءل قائلا: «ما الهدف من تجهيز بنية تحتية ضخمة، دون إنتاج؟».. إذن المحصلة سوف تكون (صفر) هكذا رده. القيادة جزء من المكتسبات التى استمدها من والده، لذلك يكون حرصه على تقديم وجهة نظر دقيقة، عندما يتحدث عن السياسة النقدية، يتكشف العديد من الملاحظات، تتصدرها ضرورة العمل على خفض أسعار الفائدة، واتباع سياسة توسعية تساهم بصورة كبيرة على نشاط الاستثمار، وضخ الأموال فى المشروعات المنتجة. لكن بعض الخبراء والمراقبين يلتمسون الأعذار للسياسة النقدية حول عدم خفض سعر الفائدة، مستندين إلى ارتفاع معدلات التضخم. يرد قائلا إن: «التضخم شكلى فقط، والمهم العمل على المزيد من خفض سعر الفائدة، بما يسمح بنشاط الاستثمار، الذى يؤدى إلى زيادة الإنتاج، وبالتالى تراجع معدلات التضخم، فالمشهد يتعلق بالإنتاج». الالتزام، والانضباط فى العمل، والقول، منهج يسير عليه الرجل، حينما يتحدث عن السياسة المالية، يبدو أكثر سخطا، بسبب اعتماد السياسة المالية على الضرائب، كعامل رئيسى للإيرادات، مما يؤكد غياب الفكر، فى البحث عن بدائل غير الضرائب، التى تعتبر عدوا رئيسيا للاستثمار، وتساهم فى تطفيشه، وهذا يعد من أكبر الأخطاء للدول التى تبحث عن التقدم. لم يكتف «البحيرى» بتحديد الملاحظات فى ملف السياسة المالية فقط، وإنما يقدم روشتة علاج للملف تتمثل فى المزيد من المحفزات، والإعفاءات الضريبية، للمشروعات الإنتاجية الضخمة خلال فترة من 3 إلى 5 سنوات، أسوة بما كان يحدث فى الماضى، ومنح محفزات للمستثمرين سواء مصريين أو أجانب، بما يحقق زيادة الإنتاج، وخلق صناعات جديدة تساهم فى التنمية الاقتصادية. يظل القطاع غير الرسمى مثار جدل بين المراقبين، والخبراء، فى كيفية التعامل معه، لكن «البحيرى» له رؤية خاصة فى هذا الملف، تبنى على انتهاج الدولة، التعامل بنظام الدفع الإلكترونى، وليس «الكاش»، ومن خلال الشمول المالى سوف يحد من التعامل النقدى، وهو متوقع آثاره الإيجابية فى الفترة القادمة، بنمو هذا الاقتصاد، بما يحقق الاستفادة القصوى للاقتصاد، ولكن يتطلب الأمر وقتا لذلك. يبحث الرجل عما يجعل قراره أكثر دقة، ويساعده على ذلك هدوؤه، وكذلك عندما يتحدث عن الاستثمار، وما وصل إليه... يقول إن «الاستثمار لايزال يعانى، بسبب سياسة فرض الضرائب التى تصر عليها الدولة، وعدم رؤية واضحة للإنتاج فى المستقبل، مع التركيز على منح الحوافز للمستثمرين، وقتها ستكون الدولة ليست فى حاجة إلى ترويج أو خرائط استثمارية». لا يخفى الرجل انحيازه الكامل لقطاع الصناعة والإنتاج، باعتباره القطاع الأكثر قدرة على قيادة قاطرة الاقتصاد، خاصة قطاع المنسوجات، الذى يحظى بجميع المقومات، التى تساهم فى إفادة الاقتصاد، من خلال دعم المصانع، وكذلك الاهتمام بقطاع البتروكيماويات، والغاز الطبيعى، وأيضاً قطاع تكنولوجيا المعلومات الذى يعد العمود الرئيسى لجميع الصناعات. كثيرا من الملفات تتطلب دعما، ومساندة، لكن ملف القطاع الخاص له اهتمام خاص فى أولويات «البحيرى» باعتباره القطاع الذى يمثل ركيزة التنمية، فى اقتصاديات الدول الكبرى، وهو يتطلب دعما مكثفا من الحكومة بمنحه كافة المحفزات، والتسهيلات، والفرصة كاملة لكونه أساس التنمية، بحيث تقتصر الدولة على رقابة تقوم على التصويب فقط. يظل برنامج الطروحات الحكومية من الملفات التى تمثل صداعا للمراقبين، بسبب عدم تحركه خطوة للأمام، إلا أن «البحيرى» يعتبر أن نجاح الملف يتطلب اختيار التوقيت المناسب، والذى يتحقق مع تنمية الاستثمار، وتشجيعه كخطوة أولى للنجاح البرنامج. للفلسفة سر خاص فى حياة الرجل، حتى حينما يتحدث عن الرقابة المالية، يتبنى رؤية مختلفة لإرسال بعض الرسائل للرقابة المالية، تقوم على ضرورة تعديل أسلوبها فى التعامل مع الشركات العاملة فى السوق، وتحول دورها إلى التوعية، وإرشاد الشركات بما تقع فيه من أخطاء، بل الوقوف بجانب هذه الشركات، لتجاوز أزماتها، وكذلك العمل على إعادة النظر فى الرسوم المفروضة على الشركات، وأيضاً خفض رسوم القيد للشركات الراغبة فى الإدراج بالبورصة، بهدف استقطاب، وجذب الشركات، وزيادة نشاط السوق. ثقته فى نفسه طريق النجاح، وهدفه الوصول مع مجلس إدارة الشركة إلى الريادة، من خلال سياسة توسعية، مرهونة بنشاط السوق، تتصدرها 3 محاور رئيسية لإعادة قوة الشركة، بعد السياسة الانكماشية التى سيطرت عليها طوال السنوات الماضية، نتيجة تداعيات ثورة يناير، واضطرابات سوق الأوراق المال، بإعادة الفروع التى تم غلقها، والتوسع فى قاعدة العملاء الأفراد والمؤسسات، والعمل على زيادة رأس المال. يسعى الرجل دائما إلى ما يحقق طموحاته، التى ليس لها سقف مع مجلس إدارة الشركة خلال الفترة القادمة لتكون الشركة ضمن ريادة صناعة سوق المال... فهل ينجح فى ذلك؟