لا أحد ينكر تأثير النشاط البدني المنتظم وارتباطه بالحياة الجنسية الصحية وعلاقة ذلك بصحة القلب لدى الإنسان. السؤال الذي يخطر بقوة على أذهاننا عند القيام بمجهود بدني زائد في الجري أو ممارسة الجنس هو ما أثر ذلك على القلب؟. من المعلوم لدى الأطباء منذ أمد بعيد أن هناك نوعية من أشكال الضغوط النفسية يمكنها أن تؤدي إلى نوبات قلبية، وأحدث دراسة في هذا الشأن قامت بعد تحليل ومراجعة 14 عينة, أكدت احتمالات الإصابة بنوبات قلبية خلال ساعة النشاط البدني أو الجنسي أو بعد ساعة من الانتهاء منه. الدراسة توضح تزايد معدلات الإصابة بالأزمات القلبية عند ممارسة النشاط البدني أو الجنسي حيث وجد الباحثون أنه أثناء الممارسة الجنسية ترتفع معدلات الإصابة بنوبات قلبية مابين ثلاثة إلى خمسة أضعاف فترات غير النشاط . كما ترتفع نسبة خطورة هذه النوبات القلبية من اثنين إلى سبعة أضعاف ماتكون عليه في الظروف الأخرى، كما ترتفع إمكانية التعرض للموت جراء النوبات القلبية إلى خمسة أضعاف عن النوبات العادية في الحالة غير النشطة . ليس هذا معناه أن يعقد الجميع عهدا بالعزوبية خشية الموت ، يقول واضعو الدراسة التي نشرت في مجلة الجمعية الطبية الأميركية: " لا نريد لأحد إساءة تفسير النتائج التي توصلنا إليها على أنها تعني وجود ضرر من الممارسة بشكلها العام لكن تأكيدنا هو على جانب خطورة التعرض للأزمة القلبية أثناء القيام بنشاط بدني مبالغ فيه". يقول أحد المشاركين بالدراسة وهو د. عيسى دهابري المدرس بالمركز الطبي لمعهد البحوث والصحة السريرية بجامعة تافتس: "إنه من المهم التمييز بين الأثر والآثار ، كما جاء في الدراسة, فالآثار العامة من ممارسة الرياضة أو بذل المجهود البدني إيجابية في العموم ، لكن ما نحن بصدده هو وقت الممارسة ذاته وحتى ساعتين بعد ذلك، بعض الدراسات تقول إن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يقلل 30 ٪ من مخاطر الإصابة بأمراض القلب".ويضيف " وعلى العكس فإن السلوك الذي يشكل خطرا هو المجهود المفاجيء دون تدريب تدريجي مسبق وهو ماينطبق بالضبط على علاقة ممارسة جهد بدني بأمراض القلب". الأهم من ذلك ، كما يقول ، إن الدراسة كشفت أن الأشخاص الذين كانوا يقومون بالتدريبات العادية تعتبر نسبة الخطورة في الإصابة بالازمة القلبية لديهم أقل بعد فترات من الجهد المبذول ، بالمقارنة مع الأشخاص الذين لم يحصلوا على الكثير من النشاط البدني المنتظم، بواقع نسبة خطر أقل 45 ٪ تقريبا. وهذا يعني أنك إذا كنت تفكر في الأداء الأكثر نشاطا ، يتعين عليك أن تتدرب على فعل ذلك تدريجيا ، وخاصة إذا كنت غير رياضي وليست لديك مهارات النشاط كهؤلاء الأفراد الذين يستطيعون صعود مجموعة كبيرة من السلالم أو المشي لفترة طويلة، ومن المهم في الرغبة بزيادة النشاط استشارة ومتابعة الطبيب. على الرغم من ذلك لاتيأس ولاتزيد الضغوط على قلبك، عليك بالتمسك ببرنامجك العادي للممارسة البدنية، حتى يمكنك التغلب على هذه المخاطر الصغيرة، ويفضل أن تعد بماتستطيع فعله.