تحت عنوان "بعد الثورة المصرية.. بحث طويل عن المفقودين"، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريرًا عن المعاناة التي تعيشها الكثير من العائلات المصرية في البحث عن أحبائها المفقودين والذين خرجوا ليأتو بالحرية فلم يعودوا ولا يزال مصيرهم لغزًا حتى الآن، ليوجهوا نداء استغاثة للرئيس المصري الجديد "محمد مرسي". وقالت الصحيفة بعد ثمانية عشر شهرًا من ثورة يناير 2011 مصير عشرات المصريين الذين تظاهروا واشتبكوا مع الشرطة خلال تلك الأيام الدرامية لا يزال لغزا، فلم تترك عائلاتهم مكان إلا بحثوا فيه، المشارح وسجلات المستشفيات والسجون، في سعيهم اليائس عن أدلة تكشف أو تؤدي إلى معرفة مصيرهم، إلا أن بعض النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن مسؤولي الأمن قاموا بالاعتداء والاحتجاز غير القانوني للعديد من الاشخاص في مسعى لإفشال الثورة. وتنقل الصحيفة عن والدة شاب يدعى محمد صادق قولها :"أن أبني اخبرني وهو نازل إلى المظاهرات أنه لن يعود حتى يرحل مبارك". وقالت "نرمين يسري" ناشطة أطلقت العامالماضي حملة "دعونا نجدهم":"هناك أشخاص في عداد المفقودين الذين لم يكونوا في المشرحة، ولا المستشفيات ولا السجون.. هم لم يتبخروا.. لذلك يجب أن يكون هناك شيء ما". وأضافت انها تلقت حوالي 60 حالة، وهو رقم يعتقد أنه نسبة ضئيلة من العدد الإجمالي للأشخاص الذين اختفوا خلال الثورة وفترة الحكم العسكري التي أعقبت ذلك، وقال "حسام بهجت" أحد أبرز الناشطين في مجال حقوق الإنسان:"أعتقد أننا قد خدشنا السطح فقط". وأوضحت الصحيفة إن أم صادق بدأت سعيها بعد بضعة أيام من تركه المنزل، وتقول كان ابني متميز في دراسته، وحصل على شهادة البكالوريوس في التجارة الدولية وتعلم اللغة الإنجليزية، ولكنه فشل في العثور على وظيفة في مجال تخصصه، فقبل وظيفة وضيعة، وقالت أن ذلك جعله يشعر بمرارة في بلد كان الحصول على أي شي أقرب للمستحيل، وكان على صلة بالنشطاء على الانترنت الذين دعوا للثورة وشعرت بسعادة غامرة لكونه في الخطوط الأمامية للثورة. ونقلت الصحيفة عن حالة أخرى تدعى صباح عبد الفتاح وهي تقول أن ابنها كان يزدري نظام مبارك:"إنه رأى الثورة فرصة لأنه شعر ان البلاد دمرت.. نحن لا نريد أن يحكمنا جمال ... نحن لا نريد هذه المملكة أن تتواصل". واشتبكت قوات الأمن في الأيام التي اندلاع الثورة مع العديد من المصريين، وقالت عبد الفتاح أنها بدأت في الذهاب إلى المشارح والسجون في كل يوم، وتقابلت مع الكثير من الناس الذين كانوا يبحثون أيضا عن ذويهم، وأنها حبست انفاسها ترقبا لكي تصلها ورقة من عشرات الجثث، ولكن لم تصلها شيء مما دفعها لمعادوة البحث.