القاهرة – تناولت صحيفة واشنطن بوست في مقالها الصادر بعنوان " الغموض يحيط حول مصير عشرات المتظاهرين بعد الثورة المصرية" آخر ما قاله محمد صادق البالغ من العمر 25 عام قبل النزول من شقة عائلته المتواضعة لينضم إلى حركة الثوار في 25 يناير 2011 والتي قضت بعدها ب 18 يوم على نظام مبارك الاستبدادي بأنه "لن يعود حتى الإطاحة بمبارك" وهو ما جعل والدته ترتجف خوفاً مما سمعت. ولكن وبعد 18 شهر مازال الغموض يحيط بمصير صادق وعشرات المتظاهرين الآخرين الذين اشتبكوا مع الشرطة أثناء هذه الأحداث المأساوية. بحث الأقارب في المشارح وسجلات المستشفيات والسجون عن أدلة لحل هذا اللغز. وقد أشارت بعض النتائج بأن مسئولي الأمن نفذوا حملة اعتقالات غير قانونية حيث كان يسعى النظام السابق إلى إفشال الثورة كما يقول النشطاء.
تقول الناشطة نرمين يسري التي أطلقت مؤخراً حملة "سنجدهم" بأن هناك أشخاص مفقودين ولم يعثر عليهم في المشارح مضيفة بأنهم "لم يتبخروا ويجب أن يكون هناك شئ ما". فيما قال محامين عن هؤلاء الأشخاص إلا أنهم لم يعثروا إلا على نسبة ضئيلة من العدد الكلي للأشخاص الذين اختفوا خلال ذروة الثورة وأثناء فترة الحكم العسكري التي أعقبته. وقد بدأت والدة صادق في البحث عن ولدها الحاصل على شهادة التجارة الخارجية والذي لم يكن له حظ في الحصول على عمل في مجال تخصصه فعمل في مهنة وضيعة بعد يومين من تركه للمنزل ولقد كان صادق من بين المتحمسين للإطاحة بحكم مبارك الذي أفسد البلاد ولكن الأم لم تعثر له على أثر حتى الآن.