عواصم العالم وكالات الأنباء: شهدت امس الازمة الليبية تطورات خطيرة هزت سلسلة عمليات قصف كثيفة جنوب غرب بنغازي، بينما حلقت طائرة حربية فوق المدينة قبل دوي سلسلة من الانفجارات، وسمع دوي 4 انفجارات متقاربة زمنيا من وسط المدينة. وارتفعت اعمدة من الدخان الاسود الكثيف فوق المنطقة عقب اندلاع حرائق في المناطق التي تم قصفها. فى الوقت الذى تم الاعلان عن سقوط طائرة عسكرية وتحطمها يرجح أنها تابعة لقوات الزعيم الليبى معمر القذافى فى الوقت الذى شهدت فيه المدينة هروب المئات من سكانها وسط اعمدة الدخان الكثيف ودوى الانفجارات. واكدت المصادر سقوط طائرة عسكرية فوق بنغازي معقل المتمردين شرق ليبيا وتحطمت وظهرت الطائرة العسكرية التي كانت تحلق فوق المدينة قبل دقائق في السماء فجأة وقد اشتعل الجزء الخلفي الايمن منها قبل ان تسقط فوق منطقة سكنية في جنوب بنغازي، مما ادى الى انفجار تلاه تصاعد دخان اسود. ولم ترد تفاصيل عن كيفية اسقاط الطائرة لكن الحدث استقبل بصرخات فرح في بنغازي. واكدت السلطات الليبية ان قواتها المسلحة المتوقفة غرب بنغازي تعرضت لهجوم شنته ما وصفته بعصابات القاعدة في اشارة الى الثوار الذين يسيطرون على المدينة، وانها ردت عليها دفاعا عن النفس.وقالت وكالة الانباء الليبية ان عصابات القاعدة الارهابية قامت بمهاجمة وحدات القوات المسلحة المتوقفة غرب بنغازي التزاما بوقف اطلاق النار الذي أعلنته ليبيا. واضافت ان الثوار استخدمت طائرات عمودية ومقاتلة في قصف تجمع القوات المسلحة مما اضطر القوات المسلحة للتعامل معهم دفاعا عن النفس.واعتبرت الوكالة ان الهجوم انتهاك صريح لمنطقة حظر الطيران المفروض من مجلس الامن. وقالت ان القوات الليبية تحذر الثوار من نتيجة اعمالها وتدعو سكان مدينة بنغازي الى عدم اتاحة الفرصة لهؤلاء الشراذم. واتهم نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم الثوار بانتهاك وقف اطلاق النار بمهاجمتهم القوات الموالية للنظام في منطقة المقرون على بعد نحو 80 كلم جنوب بنغازي. واعلن الكعيم ان الجيش الليبي لا ينوي مهاجمة مدينة بنغازي معقل الثوار في شرق ليبيا، وهو ملتزم بوقف اطلاق النار الذي اعلنته السلطات الليبية فى الوقت الذى دعت فيه قيادة الثوار الى التقدم لحمايتها من زحف القوات الموالية للقذافى. ودعت قيادة الثوار الليبيين قواتها الى التوجه الى مدينة المقرون التي تقع على بعد 50 كلم جنوب بنغازي لصد قوات القذافي. وجاء في بيان للقيادة "نهيب بالجنود والضباط الى حمل السلاح والتوجه الى المقرون للدفاع عن مدخل بنغازي ووقف تقدم قوات القذافي. ندعوهم الى التوجه الى هناك الآن، وبسرعة". وتحركت على الفور عشرات السيارات التي تنقل المئات من الشباب المسلحين نحو المقرون. ومرت شاحنة تحمل قاذفة صواريخ كذلك امام حاجز على مدخل مدينة بنغازي، معقل الثوار على بعد الف كلم شرق طرابلس. حذر الزعيم الليبي في رسائل الى الرئيسين الامريكي والفرنسي باراك اوباما ونيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، من انهم سيندمون اذا تدخلوا في ليبيا. وقال موجها كلامه للرئيس الامريكى ان الشعب الليبى مستعد للموت من اجل زعيمه ، اكد القذافي للرئيس "بركة حسين اوباما" كما اسماه "قلت لك في السابق انه حتى لو دخلت ليبيا والولاياتالمتحدة في حرب لا سمح الله سوف تبقى بمثابة ابن لي". واعتبر الزعيم الليبى قرار مجلس الامن الدولي باطلا لعدم اختصاصه بالشئون الداخلية لبلاده. واعلنت البحرية الامريكية انها ستنشر المزيد من السفن البحرية في البحر الابيض المتوسط لدعم عملية عسكرية محتملة ضد ليبيا وافقت عليها الاممالمتحدة. وقالت البحرية ان حاملة المروحيات البرمائية الهجومية باتان وسفينتين أخريين ارسلت بعدما وافق مجلس الامن الدولي على تحرك لوقف هجوم القذافي على الثوار.وستساند باتان السفينة البرمائية الهجومية كيرسارج وسفينة النقل بونس اللتين تجوبان المتوسط منذ اسابيع. وتضم باتان اسطولا من المروحيات وتسهيلات طبية يمكن استخدامها لمعالجة العسكريين المصابين او لمهمات انسانية. وفيها 6 غرف للعمليات الجراحية ومستشفى يتسع ل600 مريض.وستغادر باتان ولاية فرجينيا الاربعاء المقبل مع سفينتي الرسو ميسا فيردي وويدبي آيلاند. وتنقل السفن مئات من عناصر مشاة البحرية الامريكية (المارينز) وفريقا من الجراحين وسرية من المروحيات القتالية البحرية.وتنشر الولاياتالمتحدة في البحر المتوسط ايضا المدمرتين باري وستاوت اللتين تتمتعان بقدرات لاطلاق صواريخ. وقال مسئول في وزارة الدفاع الامريكية لوكالة فرانس برس ان حاملة الطائرات انتربرايز التي تنقل ثمانين طائرة ومروحية كانت مع السفن المواكبة لها في البحر الاحمر في الايام الاخيرة وانتقلت الى بحر العرب. وحذر الرئيس الامريكي باراك اوباما الزعيم الليبي من عمل عسكري اذا رفض احترام قرار مجلس الامن الدولي الذي يجيز استخدام القوة ضده.وقال انه سيتم نشر قوات اميركية لدعم منطقة الحظر الجوي فوق ليبيا لكنه لم يتحدث بوضوح عن مشاركة في عمل عسكري. واكد اوباما بشكل واضح ان اي قوات امريكية برية لن تنشر في ليبيا وان اي تحرك عسكري امريكي مرتبط بالحاجة الى حماية المدنيين. واتهمت السفيرة الامريكية في الاممالمتحدة سوزان رايس القوات الموالية للزعيم الليبي بانتهاك وقف اطلاق النار الذي فرضه مجلس الامن الدولي. واستضافت فرنسا القمة الحاسمة بمشاركة الاتحاد الاوروبي والجامعة العربية والاتحاد الافريقي والامين العام للامم المتحدة بان كي مون لدراسة التحرك العسكري المحتمل في ليبيا. وبدأت القمة التي عقدت في قصر الرئاسة بحضور وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ايضا وشارك في الاجتماع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي يتابع بدقة الملف الليبي مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل التي امتنعت بلادها عن التصويت على قرار مجلس الامن الدولي رقم 1973 الذي يجيز استخدام القوة في ليبيا. كما حضر الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ورئيس الاتحاد الاوروبي هرمان فان رومبوي ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينج.وتهدف القمة الى اشراك الدول العربية والافريقية مع الغربيين الذين يهددون بعمل عسكري.واعلنت الرئاسة الفرنسية ان باريس ولندن وواشنطن ودولا عربية انذرت القذافي مشددة على ضرورة وقف القتال على الفور تحت طائلة التدخل العسكري تنفيذا لقرار مجلس الامن الدولي.واوضح بيان الرئاسة الفرنسية ان القرار 1973 لمجلس الامن الدولي يفرض التزامات واضحة ينبغي احترامها. وقال البيان انه وقفا لاطلاق النار يجب ان يطبق فورا وكل الهجمات على المدنيين يجب ان تنتهي.واكد انه على القذافي وقف تقدم قواته الى بنغازي وسحب هذه القوات من أجدابيا ومصراتة والزاوية، مشددا على انها مطالب غير قابلة للتفاوض. كما طالب البيان باعادة ايصال المياه والكهرباء والغاز الى جميع المناطق وتمكين الشعب الليبي من الحصول على المساعدات الانسانية.واوضح البيان انه في حال لم يمتثل القذافي للقرار 1973 فان المجتمع الدولي سيلزمه بتحمل العواقب وسيتمر تطبيق القرار بالوسائل العسكرية". وكان وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه قد حذر من ان كل شىء أصبح جاهزاً لعمل عسكري لكنه اكد انه مع اعلان القذافي وقفا لاطلاق النار لن يجري اي تحرك قبل انتهاء القمة الحاسمة.وصرح السفير الفرنسي في الاممالمتحدة جيرار ارو في مقابلة مع البي بي سي ان تدخلا عسكريا دوليا في ليبيا قد يحصل بعد ساعات قليلة على القمة. وقال السفير ان القمة ضمت جميع المشاركين المهمين في العمليات وفي الجهود الدبلوماسية وسيكون الوقت الملائم لتوجيه إنذار أخير.