قصفت كتائب الزعيم الليبى معمر القذافى أمس بكثافة أحياء فى بنغازى شرقى الجماهيرية، وحلقت طائراتها الحربية فوق المدينة، وسط توقعات بتحرك عسكرى دولى ضمن القرار الذى اتخذه مجلس الأمن الدولى مساء الخميس الماضى، ويشمل فرض منطقة حظر جوى فوق ليبيا، فضلا عن إجراءات أخرى لحماية المدنيين. واستهدف القصف المدفعى شارع جمال عبدالناصر وسط مدينة بنغازى، ثانى أكبر المدن بعد العاصمة طرابلس ومقر المجلس الوطنى الانتقالى (المعارضة)، إضافة إلى مناطق فى جنوب غربى ثانى مدينة حررها الثوار من القذافى بعد مدينة البيضاء. وسمع دوى ما لا يقل عن أربعة انفجارات متقاربة زمنيا وسط المدينة، وارتفعت أعمدة من الدخان الأسود تشير كثافتها إلى اندلاع حرائق. وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية تمكن الثوار من إسقاط طائرة عسكرية فوق المدينة. وقد دخلت كتائب القذافى الضواحى الغربية فى بنغازى. وقال شاهد عيان إن الكتائب تحاول أيضا دخول المدينة من ناحية البحر وجنوبالمدينة، فيما تحدث آخر عن مواجهات بين الكتائب والقذافى سقط فيها 8 قتلى. من جهته، قال المتحدث العسكرى باسم الثوار خالد السايح إن الثوار أقاموا متاريس خرسانية على الطرق المؤدية إلى مقر المحكمة، الذى يتخذ منه المجلس الوطنى مقرا له. وتساءل السايح: «لقد دخلوا بنغازى من جهة الغرب. أين القوى الغربية؟ قالوا إنهم سيهاجمون خلال ساعات». وقد نزح آلاف السكان من الضواحى الغربية نحو شرق المدينة. فى المقابل، نفى متحدث باسم الحكومة الليبية شن أى هجمات على بنغازى. وكانت الحكومة قد تعهدت فى وقت متأخر أمس الأول بعدم استخدام القوة ضد الثوار، ودعت المجتمع الدولى إلى إرسال مراقبين للتأكد من قرارها بوقف إطلاق النار. خارجيا، من المتوقع خلال ساعات بدء تطبيق قرار مجلس الأمن الذى يتيح استخدام القوة لحماية المدنيين فى ليبيا من كتائب القذافى، بحسب قول مندوب فرنسا لدى الأممالمتحدة السفير جيرارد أراو لهيئة الإذاعة البريطانية. ومن المقرر بعد مثول الصحيفة للطبع أن تكون قمة دولية قد عقدت فى باريس بمشاركة القوى الرئيسية المشاركة فى العمل العسكرى المحتمل، وبينها دول عربية وأفريقية. وكان من المقرر مشاركة كل من: الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى، ورئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الاتحاد الأوروبى هرمان فان رومبوى، ومفوضة الشئون الخارجية بالاتحاد كاثرين أشتون، ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون، والأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، والأمين العام الجامعة العربية عمرو موسى، إضافة إلى رئيس لجنة الاتحاد الأفريقى جان بينج. وقد أعلنت البحرية الأمريكية أنها تنشر مزيدا من السفن فى البحر المتوسط تمهيدا للتحرك العسكرى المرتقب. وحول طبيعة هذا التحرك، قال المستشار فى المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط اللواء متقاعد الدكتور محمود خلف ل«الشروق» إن «الآلة التى يستخدمها القذافى ضد المدنيين لا تقتصر على الطائرات، فلديه مدفعيات ودبابات وصواريخ أرض أرض، فضلا عن قوات المشاة التى يهاجم بها المدن المحررة». ومضى اللواء خلف موضحا أن «مجلس الأمن أجاز إجراءات ضرورية لحماية المدنيين، ما يعنى قصف كتائب القذافى وتدمير أسلحتها»، وختم بأن «القذافى سيخسر المعركة، وسيسقط خلال أيام».