رأت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن الواقع الأمني المعقد في سيناء يتيح تنفيذ المزيد من العمليات الإرهابية من هذا النوع الذي شهدناه بالأمس. وأكدت أن الرئيس محمد مرسي مضطر لشن حرب شعواء على خلايا القاعدة والإرهاب في سيناء انتقاماً لمقتل 16 من جنود حرس الحدود المصريين واختطاف آخرين وسيطرة المسلحين المعتدين على مدرعتين مصريتين ومهاجمة معبر كرم أبو سالم بهما. وأضافت الصحيفة أن هذه العملية الإرهابية والتحدي الصريح من جانب نشطاء الجهاد العالمي لرجل الإخوان المسلمين الرئيس محمد مرسي سيدفعه رغماً عن أنفه لإعلان الحرب على تلك الجماعات المسلحة، مشيرة إلى أنه عقد بالفعل بالأمس اجتماعا طارئا مع المجلس العسكري لمناقشة الخطوات التالية للرد على العملية في سيناء. وأشارت الصحيفة إلى أنه ليس واضحاً حتى الآن كيف سيعمل الجيش المصري برئاسة المشير طنطاوي وما إذا كان سيواصل انتهاج نفس سياسة الامتناع عن العمل التي انتهجها لسنوات طويلة. ورجحت الصحيفة الإسرائيلية أن الرأي العام المصري سيطالب بعملية حازمة ضد العناصر الإرهابية في سيناء، الأمر الذي قد يؤثر على الواقع الأمني بين غزة وإسرائيل، مؤكدة أن تلك العملية التي هدفها التصعيد الأمني مع إسرائيل ليست في مصلحة حماس أو أي منظمة أخرى. وأضافت الصحيفة أن هذه العملية هي تذكرة للوضع الأمني المعقد الذي تتعرض له إسرائيل على حدودها الجنوبية، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي ينشغل فيه الرأي العام الإسرائيلي بإيران وبرنامجها النووي، لا يوجد حل لدى إسرائيل أو عنوان لتهديدات القاعدة المتعاظمة في سيناء. وتابعت الصحيفة أن تلك العملية تعد حالة شاذة في الجرأة والتخطيط من قبل المخربين، مرجحة أن الخلية التي نفذت العملية استهدفت تنفيذ عملية قتل جماعي للجنود المصريين على أمل ردع الجنود عن الخدمة في تلك المنطقة ثم التفرغ لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل، مشيرة إلى أن المشكلة التي تواجهها السلطات المصرية وقوات الأمن الإسرائيلية في التعاطي مع هذا التهديد هي أن الواقع الأمني في سيناء من شأنه السماح بالمزيد من العمليات من هذا النوع بكل سهولة ودون أي عقبات تقريباً.