تباينت ردود الفعل الإسرائيلية في أعقاب العملية الإرهابية الغاشمة التي وقعت بالأمس في رفح والتي قام فيها مسلحون بمهاجمة مركز أمني مصري على الحدود مع إسرائيل أثناء تناول الجنود طعام الإفطار وأسفرت عن مقتل 16 جندياً وإصابة آخرين واختطاف مدرعتين، حيث سلطت الصحف الإسرائيلية الضوء على نجاح القوات الإسرائيلية في التصدي للمدرعتين وتدمير إحداهما والحيلولة دون كارثة داخل إسرائيل، مشيدة بأجهزة الأمن الإسرائيلية التي توقعت وقوع تلك العملية منذ قرابة ثلاثة أيام ، فيما ركزت صحف أخرى على الاستعدادات الإسرائيلية والإجراءات الأمنية والتوقعات بمزيد من العمليات الإرهابية في سيناء. وأكدت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن الهجوم الذى نفذ مساء أمس بسيناء وأدى إلى استشهاد 16 جندياً مصرياً، جاء عقب صدور بيان من هيئة مكافحة الإرهاب التابعة لمكتب رئيس الوزراء منذ يومين والذي حذرت فيه الإسرائيليين من خطورة السفر إلى سيناء في الوقت الحالي ومن وجود معلومات مؤكدة للتخطيط لعمليات إرهابية في سيناء. وأشارت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية إلى أن الجيش الإسرائيلي كان لديه معلومات استخبارية بشأن الحادث وأن نجاح إسرائيل في التصدي للعدوان جاء بفضل الأنشطة المسبقة لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، مؤكدة أن عملية رفح هي عملية خطيرة كان من شأنها أن تكون أكثر خطورة لولا نجاح إسرائيل في منع حدوث كارثة من العيار الثقيل. ولفتت صحيفة "يديعوت آحرونوت" الإسرائيلية إلى أنه فور وقوع الحادث طولب سكان مجلس "أشكول" الإقليمي القريبين من مسرح الأحداث بعدم مغادرة منازلهم، كما أقامت إسرائيل العديد من نقاط التفتيش على الطريق 232، وهو المحور الرئيسي في المنطقة تحسباً لمحاولة اختطاف أي مواطن إسرائيلي في خضم تلك الأحداث. وأضافت الصحيفة أن القوات الإسرائيلية المتواجدة بالمنطقة تم تعزيزها بقوات برية وجوية للحيلولة دون وقوع أحداث أخرى. من جانبها، أشادت صحيفة "هاآرتس" بسرعة استجابة رئيس الأركان الإسرائيلي، الفريق "بني جانتس"، الذي وصل منذ ساعات الصباح الباكر لمنطقة "كرم أبو سالم"، وقام بجولة تفقدية لقيادة المنطقة الجنوبية للوقوف على آخر التطورات عن كثب، مشيرة إلى أن "جانتس" أجرى تقييما للوضع مع قائد المنطقة الجنوبية، اللواء "طال روسو"، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اللواء "أفيف كوخافي" ومسئولين أمنين آخرين. وأضافت الصحيفة أن التقييم الأولى للوضع يؤكد أن من وراء العملية خلية جهادية سلفية بدوية في سيناء، مؤكدة أن إسرائيل لازالت تتحرى علاقة غزة بالعملية. ولم تنس الصحيفة الإشادة بوزير دفاع إسرائيل، "إيهود بارك"، الذي هنأ جيش إسرائيل والشاباك على إحباط العملية عند "كرم أبو سالم" قائلاً: "قوات جيش إسرائيل، بقيادة اللواء "طال روسو"، وبتعليمات رئيس الأركان "بني جانتس"، وبمساعدة رجال الشاباك، أكدوا يقظتهم، وحدة بصيرتهم، وأحبطوا عملية إرهابية كان من شأنها تكبيد إسرائيل الكثير من الضحايا"، مشيرا إلى أن أسلوب عمل منفذي العملية يؤكد على ضرورة العمل المصري الجاد للسيطرة الأمنية ومكافحة الإرهاب في سيناء. فيما ذكرت إذاعة جيش إسرائيل أن المسئولين في إسرائيل يأملون أن تدفع العملية التي وقعت بالأمس في الجنوب القيادة المصرية لانتهاج أسلوب أكثر حزماً حيال نظام حماس، متوقعين استمرار محاولات تنفيذ عمليات إرهابية في سيناء. رئيس الأركان الإسرائيلي يتفقد المدرعة المصرية المتفحمة الأسلحة التي كانت بحوزة منفذي العملية